درعا: خريطة الطريق الروسية تقود إلى دمشق

درعا: خريطة الطريق الروسية تقود إلى دمشق

تتبع دمشق سياسة إخضاع حثيثة وطويلة النفس لاستعادة المناطق الخارجة عن السيطرة، وبدا الحليف الروسي متحمسا أكثر من أي وقت مضى لإعادة كل الجنوب السوري إلى سلطة الدولة السورية، كما يقول ضابط روسي رفيع كان يتحدث لوفد المعارضة في درعا في تسجيل صوتي تم تسريبه للإعلام، يؤكد فيه على أن اتفاق 2018 لم يعد صالحا الآن، وهو ما ينسجم مع خطة «خريطة الطريق» التي قدمتها القوات الروسية للجان المعارضة السورية في درعا، والتي تنص صراحة على عودة هيمنة النظام على درعا البلد وطفس، ومناطق الجنوب كافة، وإجراء تسويات أمنية للمسلحين وخروج من لا يرغب بالتسوية إلى إدلب، حيث تنظر دمشق لإدلب على أنها «مستودع» للتخلص ممن لا يمكن التعامل معهم في المناطق التي تستعيدها أجهزة النظام.
ويبدو أن النظام يربط التقدم في ملف درعا مع ملف إدلب لعدة أسباب، أولها عدم القدرة على فتح جبهتين في الوقت نفسه، كما هي عادة النظام، نظرا لمحدودية الجهد العسكري والأمني، ثاني هذه الأسباب، إبقاء إدلب أرضا متاحة لتجميع المعارضين الرافضين للتسوية في درعا، ثالث الأسباب هو مراعاة الحليف الروسي لاتفاقه الأخير مع أنقرة ولو مؤقتا، ومن ثم قد يقول الروس لأنقرة، كما قال الضابط الروسي لوفد درعا: ما اتفقنا عليها سابقا لم يعد ممكنا الآن.

تنظر دمشق لإدلب على أنها «مستودع» للتخلص ممن لا يمكن التعامل معهم في المناطق التي تستعيدها أجهزة النظام

عمل النظام السوري طوال هذه الفترة على استدراج لجان درعا المعارضة لفخ «خريطة الطريق» الروسية، التي يكاد يجمع من قرأها على أنها خطة النظام تم تمريرها من خلال الروس، ويشرح عمر الحريري مدير منظمة شهداء درعا، خطة النظام التي اتبعها في درعا قائلا: «جرّنا النظام إلى المعركة التي يبدع في الانتصار فيها، معركة شراء الوقت بالمفاوضات، هذا الأسلوب الذي نصح يوما ما وليد المعلم خصومه بتعلم السباحة، خوفا من الغرق في تفاصيل المفاوضات». ويبدو أن عمليات سحب الحواجز من وسط درعا البلد، التي تمت قبل شهور، ودخول أرتال من الشرطة الروسية، كان يشار إليها حينها من قبل قطاع واسع من الإعلام المعارض الرغبوي، على أنه «تراجع للنظام من مواجهة الهجمات في درعا البلد» كانت خطة عسكرية منسقة مع الروس لتأمين تمركزات أقوى للنظام في درعا البلد، ويوضح عمر الحريري ذلك في مقاله: اشترى النظام الوقت، سحب الحواجز الضعيفة، وعزز تلك الرئيسية واستقدم التعزيزات وحشّد القوات وأعاد الانتشار، وحضّر نفسه للجولة الثانية من المعركة، الحواجز الضعيفة سهلة الضرب غير موجودة، وتلك الأقوى قليلا باتت أقوى كثيرا، والهجوم عليها بمبدأ العصابات قد يكون ذا تكلفة عالية، واحتمالات تلبية نداءات «الفزعة « من درعا البلد محدودة. استطاع النظام تحييد نقاط ضعفه، بينما خسرت مجموعات المعارضة سلاح العصابات التي امتلكته في الجولة الأولى». من المؤاخذات الشديدة على إعلام المعارضة تصوير الطرف الروسي وكأنه طرف محايد في درعا، يتم الثقة في ضماناته، بينما هو عدو في إدلب، وتم الترويج للفيلق الخامس ومجموعات المعارضة كافة التي عملت مباشرة مع الروس، وكأنها مجموعات تعمل مع طرف كأنه معارض للنظام السوري، لدرجة أن الناشط والكاتب المعارض المنتمي لدرعا عمر الحريري اعتبر في مقال له أن الفيلق الخامس «كان الفخ الذي نصبه الروس لحوران قبل ثلاث سنوات» و»الفخ الذي سقطت فيه وسائل إعلام عديدة ومقاتلون بالمئات ومدنيون بالآلاف، تم اختراع الفيلق وتصويره بأنه الضامن ضد انتهاكات النظام والرادع لتمدد الميليشيات الطائفية في جنوب سوريا».
وبينما كانت المواقع المعارضة تبرز تحركات الفيلق الخامس على أنها جزء من حالة الثورة المسلحة، يعتبر بعض المطلعين الموضوعيين في درعا، البعيدين عن الطروحات الشعبوية، أن الفيلق الخامس بقيادة أحمد العودة هو في الحقيقة موال للنظام، ويدلل عمر الحريري على ذلك أيضا بعدة شواهد يذكرها «في مارس 2020دخل الفيلق معززا بالمقاتلين لتصوير مشهد وساطة في الصنمين، رغم أن الصنمين حينها كانت قد أنجزت كل شيء مع النظام. في مايو 2020دخل الفيلق برتل مجلجل إلى قرفا لتصوير مشهد لجم النظام عن اعتقال عدد من أبناء البلدة، وإطلاق شعارات التهديد للمطالبة بإطلاق سراحهم، لم يطلق النظام سراح أحد في حينها. في يوليو 2020 صور مقاتلو الفيلق مظاهرات، ورددوا شعارات ضد النظام، ثم ذهبوا إلى سلمى في ريف اللاذقية لمساندة النظام، ضد فصائل المعارضة هناك. الفيلق ليس في صفهم، ودرعا البلد فضحت كل شيء».

تتبع دمشق سياسة إخضاع حثيثة وطويلة النفس لاستعادة المناطق الخارجة عن السيطرة، وبدا الحليف الروسي متحمسا أكثر من أي وقت مضى لإعادة كل الجنوب السوري إلى سلطة الدولة السورية، كما يقول ضابط روسي رفيع كان يتحدث لوفد المعارضة في درعا في تسجيل صوتي تم تسريبه للإعلام، يؤكد فيه على أن اتفاق 2018 لم يعد صالحا الآن، وهو ما ينسجم مع خطة «خريطة الطريق» التي قدمتها القوات الروسية للجان المعارضة السورية في درعا، والتي تنص صراحة على عودة هيمنة النظام على درعا البلد وطفس، ومناطق الجنوب كافة، وإجراء تسويات أمنية للمسلحين وخروج من لا يرغب بالتسوية إلى إدلب، حيث تنظر دمشق لإدلب على أنها «مستودع» للتخلص ممن لا يمكن التعامل معهم في المناطق التي تستعيدها أجهزة النظام.
ويبدو أن النظام يربط التقدم في ملف درعا مع ملف إدلب لعدة أسباب، أولها عدم القدرة على فتح جبهتين في الوقت نفسه، كما هي عادة النظام، نظرا لمحدودية الجهد العسكري والأمني، ثاني هذه الأسباب، إبقاء إدلب أرضا متاحة لتجميع المعارضين الرافضين للتسوية في درعا، ثالث الأسباب هو مراعاة الحليف الروسي لاتفاقه الأخير مع أنقرة ولو مؤقتا، ومن ثم قد يقول الروس لأنقرة، كما قال الضابط الروسي لوفد درعا: ما اتفقنا عليها سابقا لم يعد ممكنا الآن.

تنظر دمشق لإدلب على أنها «مستودع» للتخلص ممن لا يمكن التعامل معهم في المناطق التي تستعيدها أجهزة النظام

عمل النظام السوري طوال هذه الفترة على استدراج لجان درعا المعارضة لفخ «خريطة الطريق» الروسية، التي يكاد يجمع من قرأها على أنها خطة النظام تم تمريرها من خلال الروس، ويشرح عمر الحريري مدير منظمة شهداء درعا، خطة النظام التي اتبعها في درعا قائلا: «جرّنا النظام إلى المعركة التي يبدع في الانتصار فيها، معركة شراء الوقت بالمفاوضات، هذا الأسلوب الذي نصح يوما ما وليد المعلم خصومه بتعلم السباحة، خوفا من الغرق في تفاصيل المفاوضات». ويبدو أن عمليات سحب الحواجز من وسط درعا البلد، التي تمت قبل شهور، ودخول أرتال من الشرطة الروسية، كان يشار إليها حينها من قبل قطاع واسع من الإعلام المعارض الرغبوي، على أنه «تراجع للنظام من مواجهة الهجمات في درعا البلد» كانت خطة عسكرية منسقة مع الروس لتأمين تمركزات أقوى للنظام في درعا البلد، ويوضح عمر الحريري ذلك في مقاله: اشترى النظام الوقت، سحب الحواجز الضعيفة، وعزز تلك الرئيسية واستقدم التعزيزات وحشّد القوات وأعاد الانتشار، وحضّر نفسه للجولة الثانية من المعركة، الحواجز الضعيفة سهلة الضرب غير موجودة، وتلك الأقوى قليلا باتت أقوى كثيرا، والهجوم عليها بمبدأ العصابات قد يكون ذا تكلفة عالية، واحتمالات تلبية نداءات «الفزعة « من درعا البلد محدودة. استطاع النظام تحييد نقاط ضعفه، بينما خسرت مجموعات المعارضة سلاح العصابات التي امتلكته في الجولة الأولى». من المؤاخذات الشديدة على إعلام المعارضة تصوير الطرف الروسي وكأنه طرف محايد في درعا، يتم الثقة في ضماناته، بينما هو عدو في إدلب، وتم الترويج للفيلق الخامس ومجموعات المعارضة كافة التي عملت مباشرة مع الروس، وكأنها مجموعات تعمل مع طرف كأنه معارض للنظام السوري، لدرجة أن الناشط والكاتب المعارض المنتمي لدرعا عمر الحريري اعتبر في مقال له أن الفيلق الخامس «كان الفخ الذي نصبه الروس لحوران قبل ثلاث سنوات» و»الفخ الذي سقطت فيه وسائل إعلام عديدة ومقاتلون بالمئات ومدنيون بالآلاف، تم اختراع الفيلق وتصويره بأنه الضامن ضد انتهاكات النظام والرادع لتمدد الميليشيات الطائفية في جنوب سوريا».
وبينما كانت المواقع المعارضة تبرز تحركات الفيلق الخامس على أنها جزء من حالة الثورة المسلحة، يعتبر بعض المطلعين الموضوعيين في درعا، البعيدين عن الطروحات الشعبوية، أن الفيلق الخامس بقيادة أحمد العودة هو في الحقيقة موال للنظام، ويدلل عمر الحريري على ذلك أيضا بعدة شواهد يذكرها «في مارس 2020دخل الفيلق معززا بالمقاتلين لتصوير مشهد وساطة في الصنمين، رغم أن الصنمين حينها كانت قد أنجزت كل شيء مع النظام. في مايو 2020دخل الفيلق برتل مجلجل إلى قرفا لتصوير مشهد لجم النظام عن اعتقال عدد من أبناء البلدة، وإطلاق شعارات التهديد للمطالبة بإطلاق سراحهم، لم يطلق النظام سراح أحد في حينها. في يوليو 2020 صور مقاتلو الفيلق مظاهرات، ورددوا شعارات ضد النظام، ثم ذهبوا إلى سلمى في ريف اللاذقية لمساندة النظام، ضد فصائل المعارضة هناك. الفيلق ليس في صفهم، ودرعا البلد فضحت كل شيء».

وائل عصام

القدس العربي