كشفت مسؤولة محلية في محافظة دهوك شمالي العراق، عن نزوح عكسي جديد لسكان مدينة سنجار الواقعة غربي الموصل، بسبب وجود خطر على حياتهم، نتيجة لاستمرار سيطرة حزب “العمال الكردستاني” ومليشيات تابعة له على أجزاء واسعة من المدينة.
وأكدت مديرة مكتب الطوارئ في محافظة دهوك، منال محمد، اليوم الجمعة، نزوح أسر من مدينة سنجار كانت قد عادت إليها العام الماضي، مشيرة في إيجاز قدمته للصحافيين إلى إيواء 250 أسرة نازحة بالمخيمات الموجودة في محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق.
ولفتت إلى أن “سوء الوضع الأمني في سنجار، واستمرار التهديدات على حياة أفراد هذه العائلات، وغياب الخدمات، دفعتها إلى العودة لدهوك”، موضحة أن السلطات الكردية شكلت لجنة خاصة لاستقبال النازحين الجدد، وتسهيل عمليات إيوائهم.
بدوره، قال مسؤول محلي سابق في سنجار لـ “العربي الجديد” إن “الكثير من السكان الذين سبق أن عادوا إلى المدينة يعانون من عدم الارتياح بسبب سيطرة مسلحين تابعين للعمال الكردستاني، على سنجار، الأمر الذي دفعهم للمغادرة حتى استقرار الأوضاع”، موضحا أن “ضغوطا بدأت تمارس أخيرا لدفع السكان الموجودين باتجاه انتخاب مرشحين مقربين من الكردستاني”.
وتوقع المسؤول السابق، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن تشهد الانتخابات مقاطعة كبيرة من سكان سنجار الذين لا يثقون بالعملية الانتخابية هناك في ظل وجود الضغوط وانتشار السلاح، مبينا أن حالات النزوح الجديدة من المدينة تمثل إشارة واضحة للسلطات العراقية بضرورة تفعيل “اتفاق سنجار” الذي لا يزال مجرد حبر على ورق.
ووقعت بغداد وأربيل العام الماضي اتفاقا يقضي بتطبيع الأوضاع في سنجار، من خلال نشر القوات العراقية فيها، وإخراج الجماعات المسلحة والمليشيات الدخيلة، من أجل توفير البيئة المناسبة لعودة جميع سكانها، إلا أن هذا الاتفاق لم يطبق في ظل استمرار سيطرة “العمال الكردستاني” وحلفائه على سنجار ومحيطها.
تقارير عربية
قصف جوي يستهدف قوة مرتبطة بـ”العمال الكردستاني” في سنجار
في السياق، قال مستشار رئيس إقليم كردستان العراق لشؤون الإيزيديين، شيخ شامو، إن “الجماعات التي تسيطر على سنجار تنفذ مشاريع إقليمية، وتعمل على إفشال الاتفاق الموقع بين بغداد وأربيل”، مضيفا في حديث لوسائل إعلام كردية: “هناك أجندات إقليمية تسعى لعدم تطبيق اتفاق سنجار، لأن القضاء (المدينة) بات مكانا لتصفية الحسابات الإقليمية، فيما الاتفاق يجلب الاستقرار ويسمح بعودة اللاجئين والنازحين إلى سنجار، وهذا ما لا تريده تلك الأجندات”.
وأشار إلى أن “الجماعات المسلحة حولت سنجار إلى قاعدة استخباراتية، وهذا يشكل خطرا كبيرا”، لافتا إلى أن الحل الوحيد لأوضاع سنجار هو تطبيق اتفاق بغداد وأربيل.
وتابع شامو قائلا: “هذا الاتفاق يحظى بدعم دولي، خاصة من أميركا والأمم المتحدة”، موضحا أن رئاسة الإقليم، ورئاسة حكومة كردستان العراق، ورئاسة البرلمان في الإقليم، تبذل جهودا كبيرة من أجل تعريف الأطراف الدولية المعنية بالأوضاع في سنجار، والتأكيد على ضرورة تطبيق الاتفاق الموقع بين بغداد وأربيل.
العربي الجديد