شهدت أسعار الألمنيوم الأسبوع الماضي ارتفاعا كبيرا، إذ لامست 3 آلاف دولار للطن، وهو أعلى سعر له منذ الأزمة المالية الكبرى عام 2008، قبل أن تنخفض قليلا. ويرجع هذا الارتفاع إلى الانقلاب العسكري الذي وقع مؤخرا في غينيا.
وقال موقع “فورين بوليسي” (Foreign Policy) الأميركي -في تقرير له- إنه بسبب الانقلاب الذي وقع هذا الشهر في غينيا -وهي دولة صغيرة في غرب أفريقيا- وهي إحدى الدول الرئيسة المنتجة للبوكسيت -المعدن الذي يعد العنصر الخام لإنتاج الألمنيوم- ارتفعت أسعار الألمنيوم بشكل كبير الأسبوع الماضي قبل أن تستقر على انخفاض طفيف، لكنها لا تزال أعلى بنسبة 70% مما كانت عليه في مثل هذا الوقت العام الماضي.
وأشار التقرير إلى أن الألمنيوم يدخل في صناعة كل شيء، من السيارات والشاحنات إلى الهواتف وحتى عبوات المشروبات.
وأوضح أنه من الطبيعي أن يؤدي الانقلاب العسكري إلى عدم اليقين في السوق، وغالبا ما تعني حالة عدم اليقين التقلبات، وأشار إلى أنه رغم أن مناجم غينيا تبذل جهدا للحفاظ على العمليات الطبيعية والإنتاج، فلا يزال من الممكن أن ترتفع الأسعار؛ لأن السلع يتم تداولها على أساس المضاربة، وهذا يعني أن التجار قلقون بشأن ما يمكن أن يحدث مع هذه الدفعة من عقداء الجيش أو حتى الحكومة المقبلة، متى تم تشكيلها.
يشار إلى تقرير وكالة رويترز الذي نقل الاثنين الماضي عن محللين قولهم إنه من المرجح أن تواصل الأسعار الارتفاع بعد تصحيح، بفضل تخفيضات في الإنتاج الصيني وزيادة سريعة في سعر الألومينا، المادة المستخدمة في تصنيع الألمنيوم، وهبوط في المخزونات وطلب قوي.
ولفت فورين بوليسي في تقريره إلى إن لآلام غينيا آثارا غير مباشرة؛ فأي نقطة في سلسلة توريد البوكسيت لديها القدرة على إحداث فوضى في وقت لاحق. وأضاف أن هذا صحيح -بشكل خاص- بالنظر إلى أن الصين، التي تحوّل كثيرا من صخور غينيا إلى معدن لامع، أصبحت مستوردة للألمنيوم مؤخرا، وهذا يعني بالضرورة أنه ليس لديها المخزون الاحتياطي المحلي لمواكبة طلب الصناعة.
وأشار إلى أن الجميع يفهم الرابط بين أسعار السلع والجغرافيا السياسية، فعندما ينخفض إنتاج دولة مؤثرة في إنتاج سلعة ما، ترتفع أسعاره في السوق، وهذا بسبب الدور الضخم الذي تلعبه تلك البلدان في سوق هذه السلعة.
في حين كانت أستراليا أكبر منتج للبوكسيت في العالم العام الماضي، حيث استخرجت 110 ملايين طن، أنتجت غينيا 82 مليون طن، أو 22% من إمدادات العالم.
سلع أخرى
ولكن هناك أسواق سلع أخرى -بحسب الموقع- لا ينتبه إليها الناس إلا عندما تؤثر على محافظهم بطريقة مفاجئة.
فهذا الصيف، على سبيل المثال، ارتفعت أسعار البن بسبب تغير المناخ وضعف محاصيله في المناطق المنتجة للقهوة. وفي دول غرب أفريقيا، قامت الحكومات بخفض أسعار الكاكاو، مما أدى إلى تغييرات في السياسة لحماية معيشة صغار المزارعين، مما يؤثر على سعر الشوكولاتة. كما أن ما تدفعه مقابل هاتفك الذكي أو سيارتك الكهربائية يعتمد جزئيا على ما يحدث في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تهيمن بشكل كبير على الإنتاج العالمي للكوبالت.
وفي حين كانت أستراليا أكبر منتج للبوكسيت في العالم العام الماضي، حيث استخرجت 110 ملايين طن، أنتجت غينيا 82 مليون طن، أو 22% من إمدادات العالم.
ما تدفعه مقابل هاتفك الذكي أو سيارتك الكهربائية يعتمد جزئيا على ما يحدث في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تهيمن بشكل كبير على الإنتاج العالمي للكوبالت.
ويختتم التقرير بأنه بالنسبة لبلد يبلغ عدد سكانه 13.6 مليون نسمة فقط مثل غينيا، فإن هذا ليس بالأمر الهين، والأهم من ذلك، ربما أن لديها أيضا أكبر احتياطيات في العالم من البوكسيت، تقدر بنحو 7.4 مليارات طن. ويلفت إلى أنه قد لا تكون غينيا في صناعة الألمنيوم بنفس مكانة جمهورية الكونغو الديمقراطية في الكوبالت، لكنها لا تختلف عنها كثيرا.
المصدر : فورين بوليسي