وفاة موقوفين يعيد الانتهاكات داخل السجون الإيرانية إلى الواجهة

وفاة موقوفين يعيد الانتهاكات داخل السجون الإيرانية إلى الواجهة

طهران- توفي اثنان من الموقوفين في سجن واقع في جنوب طهران، وفق ما أكد مسؤولون في منظمة السجون الإيرانية هذا الأسبوع، مشيرين إلى أن السلطات تحقق في الأسباب التي أدت إلى ذلك.

وأعلنت منظمة السجون “تشكيل لجنة للتحقيق في وفاة أمير حسين حاتمي في سجن طهران الكبرى”، وذلك في بيان مقتضب نشرته ليل السبت الأحد.

ووفق ما ذكرته صحيفة “قانون” الإيرانية الأحد، يبلغ حاتمي الثانية والعشرين من العمر ويعمل في بازار طهران، “وتم توقيفه على خلفية إشكال مع شخص آخر”، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

محمد مهدي محمدي: عناصر في مصلحة السجون ارتكبوا ممارسات غير مقبولة

ويأتي تأكيد وفاة حاتمي بعد إعلان رئيس منظمة السجون الإيرانية محمد مهدي حاج محمدي الخميس أنه أمر بالتحقيق في وفاة موقوف آخر في السجن نفسه، هو شاهين ناصري.

وأكد حاج محمدي في بيان نشره موقع “ميزان أونلاين” التابع للسلطة القضائية فتح “تحقيق لدى الطب الشرعي، ونحن ننتظر نشر التقرير النهائي بشأن هذا الموضوع”.

ويقع سجن طهران الكبرى، المعروف أيضا باسم “فشافويه”، على بعد نحو 30 كلم إلى الجنوب من العاصمة.

وكان المسؤول الإيراني نفسه أكد في أغسطس الماضي ارتكاب عناصر في مصلحة السجون “ممارسات غير مقبولة”، في أعقاب نشر وسائل إعلام خارج البلاد، أشرطة مصوّرة في داخل سجن إيفين بشمال العاصمة، أظهرت تعرض موقوفين للضرب وسوء المعاملة.

وتوجه أوساط حقوقية اتهامات مستمرة لطهران بسوء إدارة السجون ومعاملة الموقوفين. وأقرت إيران في الآونة الأخيرة بارتكاب انتهاكات داخل سجونها، حيث أجبرها تسريب نشرته جماعة تسلل إلكتروني عن حالات تعذيب في سجن إيفين بالعاصمة طهران على الاعتراف بوجود انتهاكات.

ونشرت جماعة تسلل إلكتروني تطلق على نفسها اسم “عدالة علي” التسجيلات المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي التقطتها على ما يبدو كاميرات المراقبة الأمنية وتظهر حراسا يضربون سجناء ويجرون أحدهم على الأرض.

وتُظهر إحدى اللقطات رجلا هزيلا يتم جرّه نحو السجن، بينما كان رجل دين يسير على الدرج ويمر بجانب الرجل دون أن يلتفت إليه. كما شوهد حراس في مقطع فيديو آخر وهم يضربون أحد السجناء.

ولطالما انتقدت جماعات غربية مدافعة عن حقوق الإنسان سجن إيفين، الذي يحتجز في الغالب معتقلين يواجهون اتهامات أمنية، وأدرجته الولايات المتحدة على القائمة السوداء في عام 2018 بسبب “انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان”.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير “تستخدم سلطات سجن إيفين التهديد بالتعذيب والتهديد بالحبس لأجل غير مسمى وتعذيب الأقارب والخداع والإذلال والاستجوابات اليومية المتعددة التي تستمر لخمس أو ست ساعات، والحرمان من الرعاية الطبية وزيارات الأقارب”.

وإلى جانب الانتهاكات في السجون، فإن إيران من أكثر الدول تنفيذا لأحكام الإعدام وهو ما يجعلها في مرمى انتقادات حقوقية متصاعدة.

العرب