قفزت أسعار الطاقة في أوروبا إلى مستويات قياسية في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء، وسط توقعات بالمزيد من الارتفاعات جراء تفاقم نقص الإمدادات مع بدء فصل الشتاء.
وفقا لما رصدته وكالة “بلومبيرغ” للأنباء، فإن المخزونات تتراجع في كافة المصادر من الغاز الطبيعي إلى الفحم، وحتى المياه التي تستخدمها النرويج لإنتاج الكهرباء، وسط غياب المؤشرات على أن الوضع سيتحسن قريبا، خاصة أن هذا يتزامن مع تعافي الطلب بعد الجائحة.
وتوقف كثيرون من موردي الطاقة في المملكة المتحدة، وسط تحذيرات من أن الأسعار غير المسبوقة قد تعطل التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري.
وارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي في هولندا بنسبة 12%، في حين قفزت العقود الآجلة للكربون بنسبة 2.2%.
كما ارتفعت الكهرباء في ألمانيا للعام المقبل والغاز في بريطانيا إلى مستوى جديد.
في الأثناء، خفضت شركة “باسف” (BASF) الألمانية -أكبر منتج كيماويات في أوروبا- إنتاجها من الأمونيا بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي الذي يعتبر مادة خام أساسية لإنتاج الأمونيا.
وقالت باسف إنها خفضت إنتاجها من الأمونيا في مصنعيها بمدينة أنتويرب البلجيكية ولودفيغسهافن الألمانية.
وذكرت وكالة بلومبيرغ أن قرار باسف يظهر مدى تضرر الشركات الصناعية الكبرى في ألمانيا من الارتفاع غير المسبوق لأسعار الطاقة، مع ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية 3 مرات خلال العام الحالي.
بلومبيرغ أضافت أن ارتفاع أسعار الطاقة يأتي في الوقت الذي تشهد فيه سلاسل الإمداد اضطرابات تزيد من معاناة الاقتصادات الأوروبية في محاولاتها للخروج من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد.
مأزق التحول إلى الطاقة المتجددة
وقبل أسبوع، قال الأمين العام لمنظمة أوبك، محمد باركيندو، إن أسعار الغاز الطبيعي ترتفع بسبب محاولات التحول إلى مصادر متجددة للطاقة.
وأضاف باركيندو “تحدثت عن علاوة جديدة تظهر في أسواق الطاقة، أسميها علاوة المرحلة الانتقالية”.
وقفزت أسعار الغاز في أوروبا بما يصل إلى 280% منذ بداية العام الحالي، وتهدد بزيادة فواتير الوقود في الشتاء والإضرار بالاستهلاك ومفاقمة زيادة التضخم في الأجل القصير.
وتنادي جماعات مدافعة عن البيئة وحكومات حول العالم بالابتعاد عن الوقود الأحفوري، واستخدام أشكال للطاقة أكثر نظافة لخفض انبعاثات الكربون.
وكان تقرير نشره موقع “أويل برايس” (oil price) حذر من أن أزمة الطاقة التي بدأت في أوروبا الشهر الجاري في طريقها حاليا للوصول إلى الولايات المتحدة وربما العالم.
المصدر : رويترز + وكالة الأنباء الألمانية