أظهرت نتائج الانتخابات العراقية التشريعية الخامسة منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، مفاجآت كبيرة وغير متوقعة، أحدثت ردود فعل عديدة خلال الساعات الماضية في بغداد، من أبرزها تلويح قوى وأحزاب حليفة لطهران بالطعن فيها، واعتبارها مؤامرة، وأنه جرى التلاعب بها على خلفية النتائج المتدنية التي حققتها.
ووفقاً للنتائج المعلنة، فقد حقق “التيار الصدري” بزعامة مقتدى الصدر، المرتبة الأولى بواقع 73 مقعداً، وتحالف “تقدم”، الذي يتزعمه رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي على 41، يليه تحالف رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، “دولة القانون”، بواقع 37 مقعداً، ثم الحزب الديمقراطي الحاكم في إقليم كردستان بـ 32 مقعداً، وتحالف “عزم” بـ 15 مقعداً.
في المقابل، خسر تحالف “الفتح”، الجناح السياسي لـ”الحشد الشعبي”، نحو ثلثي المقاعد السابقة له في البرلمان، بحصوله على 14 مقعداً فقط، بعد أن كان يملك 48 مقعداً في البرلمان السابق.
والتحالف الذي يضم عدة كتل تمثل فصائل مسلحة مثل “صادقون”، التابع لمليشيا “عصائب أهل الحق” المدعومة من طهران، وكتلة “حقوق”، الجناح السياسي لمليشيا “كتائب حزب الله”، وكتلة “بدر”، التابعة لمليشيا بدر، و”سند”، الجناح السياسي لمليشيا “جند الإمام” وكتل أخرى، لم يحقق أي نتائج في النجف، وحصل على مقعد واحد في كربلاء، وتراجع تمثيله في البصرة وذي قار، وكانت أغلب الأصوات التي حصل عليها في بغداد، التي يمتلك فيها وجوداً مسلحاً وسياسياً واسعاً.
ومن المفاجآت الثقيلة أيضاً، خسارة “تحالف قوى الدولة” الذي شكّله كلّ من رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، ورجل الدين زعيم “تيار الحكمة” عمار الحكيم بواقع 5 مقاعد فقط، وكان الحليفان يمتلكان في البرلمان السابق مجتمعين 61 مقعداً.
في المقابل، استأثرت مليشيا “بابليون”، بزعامة ريان الكلداني المدرج على لائحة عقوبات وزارة الخزانة الأميركية العام الماضي، بأربعة مقاعد من أصل خمسة مخصصة للعراقيين المسيحيين.
التغيير في الانتخابات العراقية، هذه المرة، كان بتحقيق التكتل المدني الناشئ “امتداد”، بزعامة الطبيب الشاب علاء الركابي، أحد وجوه الاحتجاجات الشعبية البارزة في العراق، نتائج مهمة في النجف وذي قار والديوانية جنوبي البلاد، بواقع 10 مقاعد برلمانية، كذلك فاز 20 مرشحاً مستقلاً، من بينهم 12 مدنياً، لكنهم فضلوا الدخول منفردين دون حزب أو كتلة، وآخرون اعتمدوا على منطلقات مناطقية وعشائرية في الترشيح، لكنهم بطبيعة الحال من خارج الطبقة السياسية الحاكمة، ويتوقع أن يشكلوا تحالفاً أو تفاهمات واسعة داخل البرلمان مع المدنيين الجدد.
وفي أول تعليق لتحالف “الفتح”، أبرز القوى المتراجعة في هذه الانتخابات، قال القيادي في التحالف سالم العبادي، في حديث مقتضب لوسائل إعلام محلية عراقية، إنه “بهذه النتيجة، يتبين أن هناك التفافاً على أصواتنا، خصوصاً أن أمة “الحشد الشعبي” كان دورها واضحاً بالذهاب إلى صناديق الاقتراع”، في إشارة إلى رفضهم النتائج الحالية.
أخبار
إيران تنفي زيارة قاآني للعراق تزامناً مع الإعلان عن نتائج الانتخابات
لكن مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات مهند نعيم، ردّ على المشككين في نتائج الانتخابات بأنّ من الاستحالة التدخل والتلاعب بنتائجها، ولا تستطيع أي قوة أن تتلاعب بتلك النتائج، لافتاً إلى أن “مفوضية الانتخابات أجرت مطابقة بالعد اليدوي لمحطة واحدة في كل مركز انتخابي، أي أن أكثر من 8 آلاف محطة تم فيها إجراء عدّ يدوي”.
أبرز الشخصيات الخاسرة
في المقابل، إن أبرز الشخصيات السياسية التي لم تنجح في الفوز بالبرلمان هي رئيس البرلمان الأسبق سليم الجبوري، ومحافظ النجف السابق وأحد المرشحين السابقين لرئاسة الحكومة عدنان الزرفي، ووزير الدفاع السابق خالد العبيدي، ومدير المكتب الحكومي في حكومة نوري المالكي كاطع الركابي، ورئيس هيئة التصنيع الحربي محمد صاحب الدراجي، والقيادية في التحالف الكردستاني آلا الطالباني، وسارة إياد علاوي، وظافر العاني، وصلاح الجبوري، وعبد الأمير التعيبان، وآراس حبيب، وانسجام الغراوي، ووزير التخطيط السابق سلمان الجميلي، ووزير الرياضة الحالي عدنان درجال، ونائب رئيس الوزراء الأسبق بهاء الأعرجي، ووزير الشباب عبد الحسين عبطان، وهيثم الجبوري، ومحمد الكربولي، ومحافظ البصرة السابق خلف عبد الصمد، ورئيس البرلمان الأسبق أسامة النجيفي، ووزير الكهرباء الأسبق قاسم الفهداوي وقتيبة الجبوري، والأمين العام للحزب الإسلامي العراقي، رشيد العزاوي، وكاظم الصيادي.
العربي الجديد