مقتدى الصدر يحذّر من محاولة تغيير نتائج الانتخابات العراقية

مقتدى الصدر يحذّر من محاولة تغيير نتائج الانتخابات العراقية

بغداد – حذّر زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر مساء الأحد من التدخل في عمل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، لتغيير نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في العاشر من الشهر الماضي، وذلك قبل أيام قليلة على إعلان النتائج النهائية.

وقال الصدر، الذي فاز تياره السياسي بأكبر عدد من مقاعد البرلمان، في تغريدة على تويتر “إننا بكل فخر واعتزاز إذ نعلن عن نزاهة عمل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ودقة مهنيتها في كل تفاصيل عملها، فإننا نرفض التدخل في عملها من جهة، ونؤكد سلامة أفرادها والمنتمين إليها من جهة أخرى”.

وأضاف الصدر “ندين ونشجب كل الضغوطات السياسية والأمنية التي تتعرض لها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات من أول يوم من عملها وإلى يومنا هذا، وأقف إجلالا واحتراما لمواقفها المهنية والنزيهة، وأقدم الشكر لكل أعضائها”.

وحذّر الزعيم الصدري “لا ينبغي التدخل في عمل مفوضية الانتخابات والمحكمة وفي تصديقها على النتائج التي يريد البعض تغييرها، ليمكنهم مجاراة الكتلة الأكبر، ليتمكنوا من تعطيل حكومة الأغلبية”.

وتوقع تحالف “الفتح” العراقي الاثنين “تغيرا فارقا” في نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت مؤخرا، مع إلغاء نتائج 18 في المئة من مراكز الاقتراع.

وقال رئيس التحالف هادي العامري، خلال لقائه مع رئيس الجبهة التركمانية حسن تورهان في بغداد، في بيان “قرارات الهيئة القضائية ببطلان بعض المحطات الانتخابية التي لم تغلق في التوقيت المحدد (الساعة 15:00 ت.غ) سيؤدي إلى بطلان أكثر من 6 آلاف محطة اقتراع”.

وأضاف “كما ألغي ما يقارب الأربعة آلاف محطة بسبب وجود بصمات متكررة، ما يعني أن 10 آلاف محطة سيتم إلغاء نتائجها، ما يشكل 18 في المئة من مجموع المحطات بالعراق التي يبلغ عددها 55 ألف محطة”.

وأوضح “هذه الأرقام مؤثرة ومن شأنها أن تحدث تغييرا فارقا وجذريا في نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة”، وفق البيان ذاته.

وكان تحالف الفتح، المظلة السياسية لفصائل شيعية مسلحة بينها “عصائب أهل الحق” و”كتائب حزب الله” و”حركة النجباء”، قد رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الاتحادية لإلغاء نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، وذلك في محاولة لقطع الطريق أمام مفوضية الانتخابات قبل إعلانها النتائج النهائية.

وتطالب الأحزاب الشيعية الموالية لإيران والخاسرة في الانتخابات، وأبزرها تحالف الفتح ودولة القانون والحكمة الوطني والنصر، بإعادة عمليات العد والفرز للانتخابات البرلمانية يدويا لجميع المحطات الانتخابية، على خلفية تبنيها طروحات للتشكيك في نتائج الانتخابات وحصول عمليات تزوير.

يأتي هذا بعد اعتصامات عنيفة شهدتها بغداد، خاصة في محيط المنطقة الخضراء، اعتراضا على نتائج الانتخابات. كما يأتي وسط تهديدات مبطنة تم توجيهها لمفوضية الانتخابات التي طالبتها الكتل الخاسرة بإعادة العد والفرز اليدوي لنتائج الاقتراع.

وأطلقت فصائل الميليشيات الشيعية الخاسرة طيلة الأيام الماضية رسائل رعب وتهديد للأمن السلمي للضغط على تغير النتائج، لكنها وفق مراقبين، غير قادرة على تطبيقها على أرض الواقع كونها لا تمتلك القواعد الشعبية الكافية للإتيان بذلك الأمر، وهو ما بدا واضحا من خلال تحشيد أنصارها للاحتجاج عند المنطقة الخضراء.

وفي وقت سابق الأحد، قال عضو الفريق الإعلامي لمفوضية الانتخابات في العراق عماد جميل محسن، إن “النتائج النهائية للانتخابات من المؤمل الإعلان عنها خلال اليومين المقبلين”.

وأضاف أن “الطعون كان لها تأثير قوي على النتائج، إذ إن المحطات التي ألغتها الهيئة القضائية غيرت عدد المقاعد” لبعض القوى السياسية.

وأوضح محسن أن “المحكمة الاتحادية ستصادق على أسماء الفائزين بالانتخابات، أما الهيئة القضائية فستصادق على الطعون وتعتبرها باتة (إلزامية)”.

وأعلنت قوى شيعية معترضة على نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق الجمعة الماضي، حصولها على 8 مقاعد جديدة بعد عمليات العد والفرز اليدوي لنتائج الاقتراع.

ومنذ الشهر الماضي يعيش العراق توترات سياسية، على وقع رفض فصائل شيعية مسلحة النتائج الأولية للانتخابات التي جرت في العاشر من أكتوبر الماضي، حيث تقول إنها “مفبركة” وتطالب بإعادة فرز الأصوات يدويا.

ومؤخرا أعلنت مفوضية الانتخابات انتهاءها من الفرز والعد اليدوي لأصوات الناخبين في لجان الاقتراع، التي قدم مرشحون وقوى سياسية طعونا بشأن صحتها، ثم رفعت الطعون والتوصيات الخاصة بها إلى الهيئة القضائية للانتخابات لحسمها نهائيا.

ووفق نتائج أولية، تصدرت “الكتلة الصدرية”، التابعة لمقتدى الصدر، النتائج بـ73 مقعدا، فيما حصلت كتلة “تقدم” بزعامة رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي على 38 مقعدا، وفي المرتبة الثالثة حلت كتلة “دولة القانون” بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بـ34 مقعدا.

وتلقّى تحالف الفتح خسارة قاسية خلال الانتخابات النيابية التي جرت الشهر الماضي، بحصوله على 14 مقعدا فقط، نزولا من 48 مقعدا خلال انتخابات عام 2018.

العرب