قالت إيران إن تثبيت وجود إسرائيل في المنطقة يزعزع أمنها، ويأتي هذا التحذير عقب زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت للإمارات، والتي اتفق خلالها الجانبان على تعزيز العلاقات بينهما.
ففي بيان لها مساء الاثنين، حذرت الخارجية الإيرانية من أي إجراءات تنتهي بتثبيت الحضور الإسرائيلي الذي وصفته بالمخرب والمثير للفتن في المنطقة.
وقالت الخارجية الإيرانية إن إسرائيل هي المسؤولة عن مشاكل المنطقة، ووصفتها بأنها العدو الأول للعالمين العربي والإسلامي.
وصدر البيان الإيراني بينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي ينهي زيارة استغرقت نحو 24 ساعة، وكانت أول زيارة علنية من نوعها للإمارات، وقد وصفتها وسائل إعلام إسرائيلية بالتاريخية.
واتفق الجانبان خلال المحادثات على الاستمرار في تطوير العلاقات والتعاون بين البلدين في المجالات كافة، وذلك في إطار اتفاق التطبيع المبرم بين الجانبين قبل أكثر من عام، وفق ما جاء في بيان رسمي إماراتي وآخر إسرائيلي.
وقالت وكالة أنباء الإمارات إن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد عبّر -خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي- عن أمله في أن يسهم الاجتماع في دفع التعاون قدما لصالح الشعبين، الإماراتي والإسرائيلي، والمنطقة برمتها.
وأضافت الوكالة أنهما بحثا تعزيز التعاون الثنائي في مختلف الجوانب الاستثمارية والاقتصادية والتجارية والتنموية، مشيرة إلى أن الجانبين أكدا في ختام اللقاء مواصلة دعم علاقات التعاون الثنائي والعمل المشترك، بما يعزز مصالحهما المتبادلة ويسهم في ترسيخ الاستقرار والأمن والتنمية في المنطقة.
وأكد بن زايد أن بلاده تبني علاقاتها وتديرها على أساس مبادئ الاحترام المتبادل، والحياة المشتركة، ونشر قيم السلام.
بدورها، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر كبير في الوفد الإسرائيلي قوله إن مباحثات بينيت في أبو ظبي تركز على توطيد أواصر التعاون بين الدولتين في مجالات عدة، وذلك مع تأكيد خاص على العلاقات التجارية.
وكان السفير الإسرائيلي في أبو ظبي أمير حايك قال في وقت سابق إن الزيارة ستناقش أيضا الملف النووي الإيراني.
وقال مكتب بينيت في بيان إن الشيخ محمد بن زايد قبل دعوة لزيارة إسرائيل، الأمر الذي لم يؤكده الجانب الإماراتي على الفور.
وقال الباحث الإسرائيلي في “معهد ترومان للسلام” في الجامعة العبرية روني شاكيد إن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت مهمة لإسرائيل من الناحية السياسية والإعلامية، وتحظى بدعم من دول في المنطقة.
وأضاف شاكيد في مقابلة مع الجزيرة أن علاقة أبو ظبي بإيران تصب في مصلحة إسرائيل، لكن مصلحة الطرفين تقتضي وقف الأسلحة النووية التي تمتلكها إيران، وهذا كان سبب زيارة بينيت للإمارات، حسبما قال.
من جهته، قال الباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية أمير موسوي إن زيارة بينيت كانت نوعاً من العلاقات العامة لاستغلالها في الاستفادة من الوضع الاقتصادي لصالح إسرائيل، وفي الوقت نفسه فرصة لتوجيه رسائل إلى الداخل الإسرائيلي فحواها أن تل أبيب قريبة من إيران.
واعتبر موسوي في مقابلة مع الجزيرة أن الزيارة تعكس اضطرابا لدى إسرائيل من التطورات الإقليمية والدولية الجارية لصالح طهران.
المصدر : الجزيرة + وكالات