رئاسة البرلمان العراقي تدخل حلبة الصراع السياسي

رئاسة البرلمان العراقي تدخل حلبة الصراع السياسي

ربما تكون التحركات السياسية التي تقوم بها الكتلتان السنيتان للحصول على منصب رئيس مجلس النواب قبل مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات البرلمانية هي الأبرز داخل العراق، بعد فتور أصاب المشهد السياسي منذ شهرين للاتفاق على اختيار الرئاسات الثلاث وشكل الحكومة العراقية المقبلة.

وشهدت الأيام القليلة الماضية سلسلة من اللقاءات بين زعيمَي التحالفين وقادة الأحزاب والكتل الشيعية والكردية في تحركات مكوكية تكشف عن سعي الطرفين لكسب هذه الجهات لصالح أحدهما لاختيار مرشحه لمنصب رئيس البرلمان، فضلاً عن عقدهما اجتماعات مشتركة ضمت الحلبوسي والخنجر لإيجاد آليه تضمن توافق الطرفين حول المنصب.

الحلبوسي مرشح لولاية ثانية

على الرغم من أن تحالف “تقدم” الذي يتزعمه رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي يتحدث عن ترشيح الأخير لولاية جديدة لكونه الكتلة الأكثر عدداً عن السُنة، لم يتوصل تحالف “العزم” بزعامة الخنجر إلى تقديم مرشح له يكون منافساً للحلبوسي قبيل انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان العراقي في دورته الخامسة.

وحصل تقدم على 37 مقعداً من مقاعد البرلمان الجديد كما انضم إليه عدد من النواب المستقلين، فيما أعلن تحالف “عزم” تشكيل توسيع تحالفه ليضم 34 مقعداً بعد أن حصل على نحو 17، ويضم التحالف حالياً خمس قوى سياسية هي: تحالف عزم، وكتلة حزب الجماهير، وحركة حسم للإصلاح، ونواب من كتلة العقد الوطني، والتحالف العربي في كركوك ليتم تسمية التحالف الجديد باسم “العزم”.

الحوار لاختيار الرئاسات

وقال القيادي في تحالف “العزم” سالم الزوبعي، في بيان، “إن الخنجر هو المعبر عن القرار النهائي في المفاوضات السياسية واختيار الرئاسات الثلاث”. بدوره، أكد خميس الخنجر في تغريدة عبر “تويتر” عقب لقاء جمعه مع زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم “ضرورة اعتماد الحوار كخيار وطني لصياغة المرحلة المقبلة”.

في المقابل، أعلن تحالف “تقدم” بزعامة محمد الحلبوسي، أمس الإثنين، إعداده “ورقة سياسية” تتضمن رؤيته وأفكاره، مشيراً إلى عزمه عرضها على الشركاء السياسيين في إجراء المباحثات. ودعا التحالف إلى الالتزام بالتوقيتات الدستورية الخاصة بعقد الجلسة الأولى للبرلمان وعدم تأخير المصادقة على نتائج الانتخابات من قبل المحكمة الاتحادية العليا.

تقدم 43 مقعداً

أكد القيادي في تحالف “تقدم” أحمد المساري، “أن التحالف أصبح يمتلك 43 مقعداً بشكل رسمي”، مبيناً “وجود توافق حول تجديد الولاية الثانية لمحمد الحلبوسي”. وقال، في تصريحات صحافية، “إن ارتفاع عدد المقاعد، جاء بعد انضمام العديد من المستقلين للتحالف، والأيام المقبلة ستشهد قدوم آخرين من المرشحين الفائزين”. وأكد أن “قرار تقدم باعتبارها الكتلة الأكبر الفائزة في المكون السني، هو منح الثقة للحلبوسي من أجل تسلم رئاسة البرلمان دورة جديدة”.

كانت المحكمة الاتحادية العليا، أجلت النظر في الدعوى المقدمة من تحالف “الفتح” في شأن اعتراضاته على نتائج الانتخابات حتى 22 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الأمر الذي قد يؤجل التصديق على النتائج النهائية حتى البت في هذه القضية.

اقرأ المزيد

احتمالات الانتخابات العراقية المبكرة مستمرة رغم إعلان النتائج

هل نتائج الانتخابات العراقية مرهونة باتفاق سياسي؟
لا يوجد زعيم سني

قال الكاتب والصحافي علي البيدر، “إن المكون السني يفتقر إلى الزعامة التي توحد قرارهم”، مشيراً إلى “حوارات ما بين زعامات السنة لتقاسم المناصب”، وأضاف أن “المكون السني يفتقر إلى الزعامة التي توحد قراره السياسي، مثل ما هو موجود لدى الشيعة والكرد”، مبيناً “أن العرف السائد هو أن من يحوز رئاسة البرلمان يتزعم المكون، ولهذا فإن الصراع يكون على الزعامة في كل دورة نيابية جديدة”. وأشار إلى “وجود تفاهمات بين الأطراف السياسية السنية على تقاسم المناصب، خصوصاً أنهم يرغبون في المشاركة بكافة المؤسسات وليس فقط بالحكومة”.

أقرب للكتل الشيعية

يبدو تحالف العزم أقرب إلى “تقدم” للأوساط الشيعية، وبحسب البيدر، “فإن القيادي في التحالف خالد العبيدي والنائب محمد تميم اسمان مطروحان لتولي منصب رئيس البرلمان خلفاً للحلبوسي”. وذهب إلى “أن الأخير حالياً أكثر شخصية مؤهلة للحصول على منصب رئيس البرلمان أو في الرئاسات الثلاث”.

التأثير الخارجي كبير

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد أحمد الميالي، “إن وجود تكتلين يمثلان السنة سيقلل الخلافات بشأن من سيتزعم البرلمان؟”، فيما أشار إلى أن “الاستحقاق الانتخابي والتحالفات المستقبلية والبعد الإقليمي عوامل ستحدد من سيمثل السنة، ومن سيتولى منصب رئيس البرلمان المقبل”. وأضاف أن “من يمثل العرب السنة حالياً كل من (العزم) و(تقدم) بعكس الدورات السابقة، إذ كان عدد من الأحزاب والشخصيات تقول إنها تمثل السنة، وبالتالي ستكون قيادة السنة ما بين رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي، وزعيم تحالف العزم خميس الخنجر”.

الاستحقاق الانتخابي

وفي شأن رئاسة البرلمان، أوضح “أن الاستحقاق الانتخابي سيحسم رئاسة المجلس، فضلاً عن طبيعة التحالفات ما بين الطرفين مع بقية الأطراف، ومن ضمنها العامل الدولي والإقليمي”، مرجحاً “أن يكون الحلبوسي ممثلاً للسنة ورئيس البرلمان المقبل، لأن تحالف العزم فيه نوع من التوازنات غير المتجانسة مثل دخول المستقلين والجهات العلمانية الشيعية، مما يجعل صعوبة إدامة التحالف”.

الحلبوسي لديه أفضلية

أوضح الميالي، “أن تحالف تقدم الذي يرأسه الحلبوسي يشمل مكوناً واحداً من المدن المحررة، إضافة إلى عدد من نواب لبغداد فيه انسجام كبير”، لافتاً إلى “أن هناك تقارباً ما بين الحلبوسي مع كل من الكتلة الصدرية والكرد، وكذلك مع الإطار التنسيقي، بعكس الخنجر الذي لديه خلاف إلى حد ما مع الكتلة الصدرية”. وعن توقعاته للأسماء المرشحة من “العزم”، قال “إنه عبد الله الجبوري لكنه لا يحظى بالقبول الشعبي”.

اندبندت عربي