ألقى التفشي المتسارع لـ”أوميكرون” -المتحور الجديد لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)- بظلاله على أجواء أعياد الميلاد التي جاءت باهتة أيضا هذا العام، في حين اضطرت شركات الطيران إلى إلغاء أكثر من ألفي رحلة جوية حول العالم.
ورغم تسجيل أرقام قياسية للإصابات خاصة في أوروبا، فإن مليارات الأشخاص يتطلعون للاجتماع مع أقربائهم وتبادل هدايا أعياد الميلاد وسط مزيد من القيود والتحذيرات.
وقد حدت جائحة كورونا من مظاهر الاحتفالات، خاصة بعد قرار السلطات الإسرائيلية منع دخول السياح الأجانب. وقد أكدت وزارة السياحة الفلسطينية أن حجم الخسائر نتيجة الجائحة بلغ 3 مليارات دولار في القطاع السياحي خلال عامين.
وبدأت فرق الكشافة عند التاسعة مساء مسيراتها التقليدية في البلدة القديمة، فأضفت أصوات الطبول والمزامير بعضا من البهجة في محيط كنيسة المهد حيث ولد الطفل يسوع، وفق المعتقدات المسيحية.
وكما في عام 2020، سيقتصر قداس منتصف الليل على دائرة صغيرة من المصلّين الذين يمكنهم حضوره بناء على دعوة حصرا.
وفي الفاتيكان، حضر الآلاف قداس عيد الميلاد التقليدي الذي أحياه البابا فرنسيس في كاتدرائية القديس بطرس في روما، بالمقارنة مع 200 شخص فقط سمح لهم بالحضور العام الماضي.
ويستعد ملايين الأميركيين للتنقل داخل الولايات المتحدة، حتى وإن تخطت موجة أوميكرون الحد الأقصى لتفشي المتحور “دلتا” من قبل لتبلغ 171 ألف إصابة يومية في المعدل على مدى أسبوع.
واضطرت شركات الطيران إلى إلغاء أكثر من ألفي رحلة جوية حول العالم، نحو ربعها في الولايات المتحدة.
ووفقا لموقع “فلايت أوير”، تم إلغاء ما لا يقل عن 2116 رحلة الجمعة، بينها 499 رحلة تتعلق بالولايات المتحدة، سواء دولية أو داخلية.
وعزت شركات عدة هذا الأمر إلى الموجة الجديدة من الوباء الذي يطال طواقم الطائرات خاصة.
وفي السياق، أعلن البيت الأبيض أنه سيتم رفع قيود السفر عن 8 دول أفريقية يوم 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
من جهته، مدد المغرب حتى نهاية يناير/كانون الثاني المقبل إغلاق حدوده الجوية المطبق منذ 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وفي بريطانيا، أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون أن شهادة التلقيح ستكون أجمل هدية تحت شجرة عيد الميلاد.
وسجّلت المملكة المتحدة الجمعة 122 ألف إصابة جديدة، وفق التقرير اليومي للسلطات الصحية، في حصيلة قياسية جديدة سببها المتحوّر أوميكرون.
ورصدت البلاد، وهي واحدة من أكثر الدول تضررا بالجائحة، 137 وفاة إضافية خلال الساعات الـ24 الماضية.
وفي فرنسا، بلغ عدد الفحوص التي أجراها الفرنسيون قبل لقاء أحبائهم في عيد الميلاد رقما قياسيا تجاوز 6،2 ملايين الأسبوع الماضي.
كما سُجل رقم قياسي آخر في فرنسا يتعلق بعدد الإصابات المؤكدة الذي بلغ 91 ألفا و608 إصابات أمس الخميس.
وللحد من تفشي الوباء، قررت السلطات الإيطالية تشديد القيود لكبح زيادة كبيرة في إصابات كوفيد-19؛ إذ حظرت جميع الاحتفالات العامة بالعام الجديد، مع ارتفاع الإصابات اليومية إلى مستوى قياسي.
وعلاوة على ذلك، سيتم حظر الحفلات والتجمعات بالأماكن المفتوحة حتى 31 من يناير/كانون الثاني المقبل، كما ستُغلق صالات وأندية الرقص حتى ذلك الموعد، في مسعى لمنع التجمعات الكبيرة خلال فترة العطلة.
وتعتزم الحكومة الألمانية إدراج إسبانيا والبرتغال اعتبارا من السبت ضمن المناطق عالية الخطورة لعدوى كورونا، وذلك بسبب الأعداد الكبيرة من الإصابات في البلدين اللذين يعدان من المقاصد السياحية المفضلة لدى الألمان.
وفي أستراليا، سمح باستئناف السفر داخليا لأول مرة منذ بدء تفشي الوباء، مما يحيي أجواء الاحتفالات رغم تسجيل البلد حصيلة قياسية من الإصابات.
وأجازت “إدارة الغذاء والدواء” (FDA) الأميركية، أمس الخميس، الاستخدام الطارئ لدواء مضاد لكوفيد-19 لدى البالغين المعرضين لأخطار عالية، والدواء من إنتاج مختبر “ميرك”، وذلك غداة السماح باستخدام حبة مماثلة طورتها شركة “فايزر” (Pfizer).
وهذا الدواء يمكن أن يؤخذ في الأيام الخمسة اللاحقة لظهور أعراض الإصابة، وهو يقلل خطر دخول المستشفى والوفاة بنسبة 30% لمن صحتهم ضعيفة.
المصدر : وكالات