نظرة مصر السلبية تجاه كافّة اللاعبين الإقليميين – باستثناء نفسها

نظرة مصر السلبية تجاه كافّة اللاعبين الإقليميين – باستثناء نفسها

egypt-2011revolutionRTXXQWY-198x148

مع تصاعد العنف في سوريا وفي أماكن أخرى في دول الجوار، يحتفظ الرأي العام المصري بوجهة نظر غير إيجابية للغاية تجاه قائمة كاملة من الحكومات والحركات السياسية الفاعلة في الشرق الأوسط، سواء من داخل المنطقة أو خارجها. أمّا الاستثناء الوحيد على هذه اللائحة فهو الرأي العام تجاه سياسات الحكومة المصرية نفسها التي تحصد تقييم «إيجابي جدّاً» (48 بالمائة) أو «إيجابي إلى حدّ ما» (24 بالمائة) على الأقلّ (لقراءة المزيد من التفاصيل عن الاستطلاع الذي أنتج هذه الأرقام ، راجع المقطع الأخير).

لا يزال «الإخوان المسلمون» يتمتّعون ببعض الدعم؛ أمّا الإصلاح الإسلامي فيأتي في مرتبة لاحقة

عبّرت غالبية المصريين (64 بالمائة) عن وجهة نظر معارضة لـ «الإخوان المسلمين». ولكن بالرغم من حملة حكومة السيسي الشرسة ضدّ هذه «الجماعة»، قال حوالي ثلث المصريين، بصورة غير علنية، إنّهم يتمتّعون بوجهة نظر إمّا «إيجابية جدّاً» (10 بالمائة) أو على الأقل «إيجابية إلى حدّ ما» (19 بالمائة) حيالها. وقال 5 بالمائة إنّهم لا يعرفون أو يرفضون الإجابة على السؤال. ولم تتغيّر هذه الأرقام كثيراً خلال العام الماضي.

وحول سؤال آخر ذو صلة، قال خمس المصريين فقط إنّ «تفسير الإسلام بطريقة أكثر اعتدالاً أو تسامحاً أو حداثة» يشكل «فكرة جيّدة». ويرفض ثلاثة أرباع المصريين تلك الفكرة، على الرغم من دعوات السيسي الأخيرة إلى «ثورة دينية» في الأزهر. وعلى سبيل المقارنة، ففي استطلاع آخر جرى مؤخراً، بلغت نسبة الفلسطنيين في الضفّة الغربية وقطاع غزة المؤيدة لهذه الفكرة حوالي الضعف.

يُنظر إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على أنه المشكلة الإقليمية الأكبر

حصد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أو ما يُعرف باسم «داعش»، حتّى الآن، أكثر التقديرات المعارضة: 90 بالمائة «سلبيّ جدّاً»، بالإضافة إلى 3 بالمائة «سلبيّ إلى حدّ ما». كما تصدّر «الصراع ضد تنظيم “داعش”» لائحة «الأولويّات الموصى بها لحكومتنا الآن»، مع وضع 24 بالمائة من المصريين هذا الصراع في المرتبة الأولى من الأولويات لمصر و29 بالمائة في المرتبة الثانية من الأولويّات – بتقدم بفارق كبير ليس فقط عن سوريا أو إيران أو اليمن، بل عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أيضاً. بالإضافة إلى ذلك، وضعت نسبة كبيرة «الصراع بين الطوائف أو حركات الإسلام» في المرتبة الأولى (22 بالمائة) أو الثانية (15 بالمائة) من أولويّات السياسة الخارجية لمصر.

يعارض المصريون نظام الأسد، لكنّهم لا يريدون التدخّل

فيما يتعلّق بسوريا، عبّر المصريون عن وجهة نظر سيّئة بأغلبية كبيرة تجاه نظام الأسد: 56 بالمائة «سلبي جدّاً» و28 بالمائة ـ «سلبي إلى حدّ ما». ولكن 19 بالمائة فقط لا يريدون مساعدة المعارضة السورية على الإطلاق، ومجرد 4 بالمائة يؤيّدون تدخّلاً عسكريّاً مصرياً مباشراً باسم المعارضة. وقال نصف عدد الذين شملهم الاستطلاع إنّه يتوجب على مصر إمّا «دعم الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار والوصول إلى تسوية سياسية» (24 بالمائة) وإما «الابتعاد التامّ عن الصراع السوري» (27 بالمائة).

ومن المفاجئ أنّ أقلّية كبيرة (17 بالمائة) فضّلت «تدخّلاً عسكريّاً تركياً لتهدئة الوضع في سوريا». لكن 15 بالمائة فقط أدرجوا الأزمة السورية في طليعة أولويّات مصر من ضمن لائحة تضمّ خمسة صراعات إقليمية حالية. وكان الصراع في اليمن هو الوحيد الذي احتلّ مرتبة متدنّية بنسبة 6 بالمائة.

احتلّت السياسات الروسية مراتب متدنّية جدّاً؛ والسياسات الإيرانية مرتبة أكثر تدنّياً

قيّمت الغالبية الكبرى من المصريين، 79 بالمائة، السياسات الروسية الأخيرة في المنطقة بالسلبية. وأكّدت غالبية أكبر، 89 بالمائة، الأمر نفسه بالنسبة إلى إيران. وبفارق أكبر، توقّع الجمهور المصري تدهور العلاقات العربية الإيرانية (62 بالمائة) بدلاً من تحسّنها (11 بالمائة) خلال السنوات القليلة المقبلة. لكن مع ذلك، اختلطت وجهات النظر حول الصفقة النووية الأخيرة مع إيران: فقد أكّد 42 بالمائة من الذين شملهم الاستطلاع أنّها صفقة جيّدة، فيما وصفها 35 بالمائة بالسيّئة؛ في حين أنّ 24 بالمائة لم يعطوا رأيهم حول الموضوع. وقال 15 بالمائة فقط أن «الصراع بين إيران والبلدان العربية» يجب أن يتصدّر لائحة الأولويّات الإقليمية لمصر اليوم.

يُنظر إلى الولايات المتحدة وحكومات وحركات أخرى بشكل سلبي أيضاً

في الوقت نفسه، عبّر ثلاثة أرباع من المصريين أو أكثر عن وجهة نظر معارضة للولايات المتحدة وقطر و «حزب الله»، بينما حصل لاعبون إقليميون رئيسيّون آخرون على تقديرات أفضل بقليل فقط: فقد حصلت حركة «حماس» والسلطة الفلسطنية وتركيا وباكستان على نتائج سلبية في حدود الـ 60 بالمائة. وربما  ما هو مفاجئ أكثر هو حصول فرنسا والصين على نتائج مماثلة.

يعكس الاستطلاع كل أجزاء المجتمع المصري

تستند هذه النتائج على استطلاع أجرته شركة عربية تجارية رائدة في أواخر آب/أغسطس وأوائل أيلول/سبتمبر مستخدمةً تقنيّات الاحتمالية الجغرافية القياسية. وتضمن الاستطلاع مقابلات شخصية مع ضمانات صارمة بالتزام السرّية، وشمل عيّنة وطنية مؤلّفة من ألف مصري راشد مع هامش خطأ إحصائي يبلغ حوالي 3.5 بالمائة.

وخلافاً لمعظم الاستطلاعات المصرية الأخرى، تُعدّ هذه العيّنة ممثلة تمثيلاً كاملاً لمجمل السكّان المصريين الراشدين. فعلى سبيل المثال، 93 بالمائة هم مسلمون و7 بالمائة هم مسيحيون أقباط؛ ونصفهم تحت سنّ الخامسة الثلاثين؛ وثلثهم فقط قد أكمل المدرسة الثانوية. كما وُزّعت العيّنة بشكل نسبيّ في جميع أنحاء البلاد: 20 بالمائة في القاهرة الكبرى/حلوان/الجيزة/مدينة السادس من أكتوبر؛ و6 بالمائة في الإسكندرية؛ وثلاثة أرباع موزّعة على الدلتا، وصعيد مصر، ومنطقة قناة السويس، ومناطق مصرية أخرى حضرية وريفيّة.

 ديفيد بولوك

 معهد واشنطن