إيران تسارع لتدارك فراغ خلفه حسن إيرلو في اليمن

إيران تسارع لتدارك فراغ خلفه حسن إيرلو في اليمن

صنعاء – أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية الاثنين اعتزامها تعيين سفير جديد لها في اليمن قريبا، بعد وفاة مبعوثها حسن إيرلو الأسبوع الماضي، جراء تعرضه، وفق ما قالت، لمضاعفات من إصابة بفايروس كورونا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زادة في مؤتمر صحافي “نحن بصدد إعلان سفير جديد” في العاصمة صنعاء.

وكانت طهران كشفت في الحادي والعشرين من الشهر الجاري عن وفاة إيرلو متأثرا بإصابته بكوفيد – 19، بعد إعادته إلى بلاده في منتصف الشهر. واتهمت إيران السعودية بتأخير نقله من صنعاء، وهو ادعاء نفته الرياض.

ويرى مراقبون أن مسارعة طهران لتعيين سفير جديد في صنعاء أمر متوقع لتدارك الفراغ الذي خلفه إيرلو، والذي لا يعرف ما إذا كان السفير الجديد سينجح عمليا في ملئه، حيث كان لإيرلو حضور بارز نجح من خلاله في فرض قراراته على قيادات المتمردين الحوثيين.

سعيد خطيب: نحن بصدد إعلان سفير جديد في صنعاء

ويرجح أن تكون طهران قد اختارت فعلا سفيرها الجديد، ومن غير المستبعد أن يكون أحد ضباط الحرس الثوري الموجودين حاليا بصنعاء.

ويشير المراقبون إلى دوافع أخرى تقف خلف رغبة طهران في تسمية سفير جديد لها في اليمن، لعل أهمها الوضع الميداني الدقيق الذي يواجهه المتمردون الحوثيون، في ظل التصعيد الذي يتعرضون إليه من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية في أنحاء باليمن، وخصوصا في صنعاء ومأرب، والذي يحظى على ما يبدو بمباركة غربية.

وتخشى إيران انفلات زمام المبادرة من يد حلفائها المحليين في ظل الضربات المتوالية التي يتعرضون لها، والتي يتوقع أن تمتد لتشمل مناطق ومحافظات يمنية أخرى.

ويشكل الملف اليمني أهمية كبيرة بالنسبة لخطط إيران التوسعية في المنطقة، ولتهديد أمن غريمتها السعودية، التي أجرت مؤخرا مراجعة كبيرة لسياساتها في اليمن في سعي لوقف التهديد الحوثي.

ومن نتائج هذه المراجعات إعادة تموضع القوات العسكرية التابعة للشرعية، وإبعاد قيادات محلية مثار رفض وتحفظات من عدة قوى سياسية وشعبية، تمهيدا لمرحلة كسر عظام مع المتمردين الذين رفضوا الاستجابة لدعوات السلام المتكررة.

وأدى محافظ شبوة الجديد الاثنين اليمين الدستورية أمام رئيس بلاده عبدربه منصور هادي، بالتزامن مع الدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة لاستعادة ثلاث مديريات من المحافظة كانت سلمتها السلطة المحلية المقالة للحوثيين.

ووفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، “أدى عوض محمد عبدالله العولقي اليمين الدستورية أمام الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، محافظا جديدا لمحافظة شبوة (شرق)”.

وتعهد العولقي، عقب أداء اليمين الدستورية، بـ”بذل قصارى جهده من أجل مصلحة المحافظة وأبنائها”. وأضاف أن “توجيهات الرئيس هادي تعتبر أولويات لتجاوز العقبات حتى تحقيق كافة التطلعات واستعادة مكانة شبوة في إطار اليمن الاتحادي المنشود”، حسب المصدر ذاته.

والعولقي زعيم قبلي وكان عضوا في البرلمان اليمني وسبق لوالده أن كان وزيرا في اتحاد إمارات الجنوب (مشروع بريطاني ضم المحافظات الجنوبية عام 1959)، وعاش متنقلا بين دولتي الكويت والإمارات قبل عودته إلى شبوة مطلع نوفمبر الماضي.

طهران ترغب في تسمية سفير جديد لها في اليمن بأقصى سرعة لمتابعة الوضع الميداني الدقيق الذي يواجهه المتمردون الحوثيون

وتم تعيين المحافظ الجديد خلفا للقيادي الإخواني محمد صالح بن عديو، الذي جرت إقالته بعد احتجاجات شعبية واسعة طالبت بتنحيته جراء تورطه في قضايا فساد وانخراطه في تنفيذ أجندات حزبه الإصلاح، ما أدى إلى خسارة ثلاث مديريات.

وتزامن أداء العولقي اليمين مع إعلان الجيش اليمني عن تحرك وحدات تابعة له من جبهة الساحل الغربي إلى محافظة شبوة، بهدف استعادة المديريات الثلاث.

وقد أعلنت قوات العمالقة في وقت سابق عبر صفحتها على تويتر أن “قوات عسكرية من ألويتها انطلقت من جبهة الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي بمحافظة شبوة”، مشيرة إلى أن “هذا التحرك بقيادة العميد أبوزرعة المحرمي سيسهم في تحرير المديريات التي سقطت بيد ميليشيات الحوثي في محافظة شبوة”.

وذكر المركز الإعلامي للألوية أن قوات النخبه الشبوانية، وقوات عسكرية أخرى قادمة من أبين تتشارك في جهود تحرير المديريات.

وأعلن الحوثيون في السابع عشر من أكتوبر الماضي سيطرتهم على خمس مديريات في محافظتي شبوة ومأرب (شرق)، في عملية أطلقت عليها عملية “ربيع النصر”، وهي مديريات عسيلان وبيحان وعين في محافظة شبوة، وحريب والعبدية في مأرب.

ويرى مراقبون أن استعادة المديريات الثلاث في شبوة من الحوثيين ستكون مقدمة لتحرير مأرب، التي تتعرض منذ أشهر لعملية عسكرية من قبل المتمردين، وما التحرك الإيراني لتعيين سفير جديد إلا لإعادة ترتيب وضع حلفاء طهران ورسم خطط جديدة استباقا للأسوأ.

العرب