دمشق – استهدف قصف جوي إسرائيلي مجددا ساحة الحاويات في مرفأ اللاذقية في غرب سوريا فجر الثلاثاء، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السوري، في ثاني استهداف من نوعه يطول خلال الشهر الحالي شحنات أسلحة داخل المرفق الحيوي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وخلال الأعوام الماضية شنّت إسرائيل المئات من الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع للجيش السوري، وخصوصا أهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني. واستهدفت ميناء اللاذقية للمرة الأولى في السابع من ديسمبر الحالي.
وأفادت مصادر مقربة من النظام بسقوط قتيلين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة، جميعهم من عمال مرفأ اللاذقية غرب سوريا، وذلك جراء قصف إسرائيلي.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر عسكري قوله إنّه “حوالي الساعة 03:21 من فجر الثلاثاء (01:23 ت.غ) نفّذ العدو الإسرائيلي عدوانا جويا برشقات من الصواريخ من عمق البحر المتوسط غرب مدينة اللاذقية، مستهدفا ساحة الحاويات في الميناء التجاري في اللاذقية”.
ولم يبيّن المصدر ما تمّ استهدافه تحديدا في ساحة الحاويات في المرفأ الرئيسي في البلاد، لكنه أفاد بأنّ القصف أدّى إلى “أضرار مادية كبيرة” واندلاع حرائق يتم العمل على إخمادها.
لكن وكالة سانا نقلت عن قائد فوج إطفاء اللاذقية الرائد مهند جعفر قوله إنّ “المواد المستهدفة في الحاويات هي عبارة عن زيوت وقطع غيار الآليات والسيارات”.
وأفادت سانا عن تضرّر مستشفى وبعض المباني والمحال التجارية المجاورة للمرفأ جراء القصف. وأظهرت صور نشرتها حاويات مبعثرة ونيرانا مندلعة بينها، يعمل عناصر الإطفاء على إخمادها.
وبحسب المرصد السوري، استهدف القصف الإسرائيلي “حاويات تضم أسلحة وذخائر لا يُعلم ما إذا كانت إيرانية المصدر”.
وأكد أن القصف تسبّب “بانفجارات عنيفة ترددّ صداها في مدينة اللاذقية وضواحيها، علاوة على اشتعال النيران ووقوع أضرار مادية كبيرة في المرفأ والمباني والمنشآت السياحية المحيطة به”.
وقال سكان محليون في اللاذقية إن “ألسنة النيران شوهدت تندلع في وسط الميناء على مسافات بعيدة، قبل أن تنجح فرق الإطفاء في إخمادها بعد نحو ساعة من القصف”.
وتمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على الحرائق المندلعة في ساحة الحاويات كما بدأت أعمال المراقبة والتبريد، وفق ما ذكر محافظ اللاذقية عامر إسماعيل هلال.
وأكد هلال في تصريح لوكالة سانا أن جهودا كبيرة بذلتها فرق فوج الإطفاء والدفاع المدني، مع تقديم المؤازرة لها من آليات مديريات الزراعة والخدمات الفنية والنظافة في مجلس المدينة، مشيرا إلى أن إخماد النيران رافقته أعمال إبعاد الحاويات عن مصادر النيران للتخفيف من الأضرار وتمكين فرق الإطفاء من السيطرة على الحرائق.
وأوضح أن الفرق ستبقى في الموقع لمراقبة المواقع المحترقة واستمرار أعمال التبريد إلى حين الانتهاء بشكل كامل من إخماد النيران.
ويعد هذا القصف الإسرائيلي هو الثاني على المرفأ التجاري الرئيسي في سوريا خلال أقل من شهر، حيث جرى في السابع من الشهر الجاري قصف ساحة الحاويات في ذات الميناء.
ونادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
وتشن إسرائيل هجمات من حين إلى آخر على ما تصفه بأهداف إيرانية في سوريا، حيث أرسلت جماعة حزب الله اللبنانية بعض مقاتليها على مدى السنوات العشر الماضية، دعما للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب.
وتعدّ إيران الحليف الإقليمي الرئيسي لدمشق، وقدمت لها منذ بدء النزاع في العام 2011 دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا. كما تقاتل مجموعات موالية لإيران، على رأسها حزب الله اللبناني، إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد.
وكثّفت إسرائيل مؤخرا وتيرة ضرباتها في سوريا، إذ أدى قصف في السادس عشر من ديسمبر على مواقع في جنوب البلاد إلى مقتل جندي سوري، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي حينها.
وفي الرابع والعشرين من نوفمبر، قتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة جنود سوريين بقصف إسرائيلي استهدف مناطق في وسط البلاد، وفق حصيلة للمرصد.
ومنذ بدء العام، أحصى المرصد السوري تنفيذ إسرائيل قرابة ثلاثين استهدافا في سوريا، عبر ضربات جوية أو صاروخية، تسبّبت في مقتل 130 شخصا، هم خمسة مدنيين و125 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني والقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها.
وتشهد سوريا نزاعا داميا منذ العام 2011 تسبّب في مقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية، وأدى إلى تهجير الملايين من السكان داخل البلاد وخارجها.
العرب