التطهير العرقي الإسرائيلي في النقب يتواصل بمشروع اقتلاع البشر

التطهير العرقي الإسرائيلي في النقب يتواصل بمشروع اقتلاع البشر

لليوم الثالث على التوالي تهاجم قوات الاحتلال أهالي قرى منطقة النقع في النقب وتعتدي على المتظاهرين، وبلغ تعداد المعتقلين منهم 30 شخصا بينهم أطفال، خلال تصدّيهم لجريمة تحريج أراضيهم تقودها ما تعرف بـ” دائرة أراضي إسرائيل” بحماية عناصر الشرطة.
وهدمت الشرطة الإسرائيلية خيمة الاعتصام التي تم إنشاؤها على أراضي قرية الأطرش، ومنعت أصحاب الأراضي من دخول أراضيهم المهددة بالتحريج.
وفي المقابل يتصاعد الاحتجاج ويتسع خارج النقب. فقد دعت لجنة المتابعة العليا داخل أراضي 48 لمظاهرة جماهيرية اليوم الخميس في المنطقة المعتدى عليها، وتشمل ست قرى ينتمي معظم أهلها لقبيلة الأطرش. وبعد قيام نواب من حزب “الليكود” باقتحام منطقة النقع والمشاركة في زرع الشجر في أراضي الأطرش بعد تجريف مزروعاتها، انضم أمس النائب العنصري ايتمار بن غفير لعملية التحريش والتهويد، وسط أنباء متضاربة عن توصل القائمة العربية الموحدة وبعض الوزراء في حكومة الاحتلال لتسوية توقف عمليات التجريف لفترة معينة ريثما يتم إحراز تفاهم مع السكان العرب البدو في المنطقة.
وعلى خلفية تكرار الاعتداءات على أهالي النقب، نشر النائب عن الموحدة مازن غنايم تهديدا بالكف عن تأييد مبادرات الائتلاف الحاكم المدعوم من قبل قائمته، قال فيه” أنا مازن غنايم ابن مدينة سخنين وابن الوسط العربي، أعلنها من هنا من صفحتي الرسمية ومن كل منبر، من اليوم ومن هذه الساعة أنا ضد هذه الحكومة حتى تتراجع عن كل اعمال التجريف بالنقب. لا يعقل أن نعطيهم حكومة وهم يستكثرون علينا العيش بكرامة على أرضنا. النقب بيتي. النقب أهلي. النقب خط أحمر”.
وأكد رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة أنه في ظل أنباء وشائعات عن وقف مؤقت لعمليات التحريج الإسرائيلية على أراضي النقب العربية فإن الحل العادل الوحيد للنقب يكمن بالاعتراف الإسرائيلي بالقرى البدوية هناك.
وتابع “العرب في النقب ليسوا غزاة وهم مواطنون وأبناء المكان. إن الاعتراف والتربية والتعليم وبناء البنى التحتية داخل القرى غير المعترف بها كل ذلك مصلحة تخدم الجميع”.
أما زميله النائب الشيوعي اليهودي في المشتركة الدكتور عوفر كاسيف فقال في تغريدة” إن رئيس “صندوق أرض إسرائيل” لا يخجل من أن مؤسسة السلب والنهب التي يديرها لا تقوم بزرع شجر إنما في الواقع تقوم باقتلاع البشر والعرب”.
وأضاف كاسيف “إن وقفا مؤقتا لتحريج أراضي قبيلة الأطرش لا يكفي، وحان الوقت لتفكيك هذا الجسم العنصري المعروف بـ “صندوق أرض إسرائيل” وإدارة أراضي الدولة في خدمة كل مواطنيها”.
وعقدت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب اجتماعا موسعا في قرية الأطرش، ناقشت استمرار جرائم التجريف والتحريش لأراضي نقع بئر السبع، والاعتداءات الإجرامية والاعتقالات التعسفية التي قامت بها الشرطة الاسرائيلية.
كما قررت لجنة التوجيه رفع سقف مطالبها بحيث تجاوزت وقف التحريج الى الاعتراف الفوري بقرى نقع بئر السبع غير المعترف بها وهي: خربة الوطن، والرويس وبير الحمام، وبير المشاش والزرنوق التي يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة، وكذلك تجميد هدم البيوت العربية في النقب.

القدس العربي