بينما يقوم الغرب بالتفاوض تحلم إيران بالحرب

بينما يقوم الغرب بالتفاوض تحلم إيران بالحرب

نشرت صحيفة “التايمز” مقالا للصحافي روجر بويز قال فيه إن هذا “هو العصر الوقح، عصر الإنذار الفظيع. تطالب روسيا الناتو بأن يفرض قيودا مضمونة على توسعه شرقا وإلا فسوف تدخل أوكرانيا”، و”الصين تقول لأوروبا: أظهري الاحترام لنا، وإلا سنسيطر على تايوان، أو سننهي سلسلة التوريد إلى الاتحاد الأوروبي”، وإيران تقدم الاقتراح الأكثر شراسة: “تقبلنا (الغرب) كقوة على عتبة الحصول على قنبلة نووية لها طموحات مشروعة لتكون زعيما إقليميا، أو سننشر الفوضى ونفجر أصدقاءك”.

ويعلق الصحافي أنه سيكون من التهور تجاهل ما يريده نظام طهران لمجرد أن روسيا والصين تتنافسان على الاهتمام. في عام 2015، عندما وقعت إيران على قيود على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، اعتبر أنها على بعد حوالي 12 شهرا من الاختراق – الوقت اللازم لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب الذي يستخدم في صنع الأسلحة النووية لصنع قنبلة نووية – ولكن بحلول شباط/ فبراير من العام الماضي، كان الاختراق على بعد ثلاثة أشهر فقط. الآن، يقول المتخصصون الأمريكيون، إنه على بعد حوالي ثلاثة أسابيع.

والساعة تدق كما يقول علي فايز، مدير الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية: “يبدو أن إيران تشتري الوقت تحت غطاء الدبلوماسية المستمرة.. فيجب أن يتوقف شيء ما”.

ويضيف أن الجميع يلومون دونالد ترامب على تقدم طهران نحو أن تصبح قوة نووية. فيما يدعي أنصار بايدن والموقعون الأوروبيون على صفقة إيران وروسيا والصين وطهران نفسها أنه من خلال الانسحاب من الاتفاقية في 2018 حرر ترامب صانعي القنابل من جميع القيود في دعمه الخيالي لاحتواء أوسع وأكثر قوة لنظام الملالي.

لكن منذ توقيع الاتفاق في عام 2015، أجرت إيران العديد من تجارب الصواريخ البالستية، وأنشأت مخابئ صواريخ محصنة جديدة، وحجبت معلومات عن أبحاثها النووية السابقة، وواصلت البحث عن التكنولوجيا النووية وشنت حرب ظل ضد الشحن في الخليج. كانت مشاركتها في المحادثات متقطعة في أحسن الأحوال.

منذ توقيع الاتفاق في عام 2015، أجرت إيران العديد من تجارب الصواريخ البالستية، وأنشأت مخابئ صواريخ محصنة جديدة، وحجبت معلومات عن أبحاثها النووية السابقة، وواصلت البحث عن التكنولوجيا النووية وشنت حرب ظل ضد الشحن في الخليج

ولا يزال الرئيس بايدن يأمل في أن تعود إيران إلى نسخة من اتفاق 2015 بحلول شباط/ فبراير لتتزامن مع ذكرى تأسيس الجمهورية الإسلامية عام 1979، لكن هذا أمل عبثي. إنه يريد إعادة تأكيد أولوية الدبلوماسية وترسيخ نفسه باعتباره المنظم العالمي العظيم، لكن السنوات السبع الماضية أظهرت أن طهران شريك غير جدير بالثقة.

ويرى الكاتب أن الإيرانيين يشتمون في عهد رئيسهم الجديد إبراهيم رئيسي، رائحة الضعف، خاصة منذ خروج الغرب المتسرع من أفغانستان. ويرون في بايدن، رئيسا غير محارب. ويريدون انتقاما شاملا، لا سيما لاغتيال ترامب لقاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإيراني، الذي قتل قبل عامين في غارة أمريكية بطائرة مسيرة. لقد أصبح شهيدا مقدسا، لأسباب ليس أقلها أنه كان ينظر إليه على أنه مقرب من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

وأشار الكاتب إلى فيديو فيديو خيالي من انتاج النظام صور هجوما إيرانيا بطائرة بدون طيار على مقر إقامة ترامب في منتجعه مارلاغو في فلوريدا. إن المبدأ الغالب الذي يوجه سلوك النظام ليس اقتناعا فكريا بأن الدبلوماسية دائما أفضل من الحرب، أو شعورا بأن كل شيء سيكون على ما يرام إذا تم خداع الغرب لرفع العقوبات، بل بالأحرى المبدأ القانوني الإسلامي للقصاص – وهو ما يعادل العين بالعين والسن بالسن.

الإيرانيون يشتمون في عهد رئيسهم الجديد إبراهيم رئيسي، رائحة الضعف، خاصة منذ خروج الغرب المتسرع من أفغانستان. ويرون في بايدن رئيسا غير محارب

ويقول إن صنع قنبلة نووية له أهمية رمزية بالنسبة لطهران، لطموحاتها في أن تكون زعيمة إقليمية، على قدم المساواة ربما مع الأعضاء الآخرين في منظمة شنغهاي للتعاون مثل روسيا والصين والهند. ولكن لاتخاذ الخطوة النهائية لتصبح قوة نووية كاملة النطاق – العاشرة في العالم حسب بعض الإحصاءات – حتى البدء في الاقتراب من مستوى الخطر، على سبيل المثال، كوريا الشمالية، سيتطلب عاما آخر على الأقل من النشر المكثف للموارد. نعم، ستتمكن قريبا من صنع قنبلة، ولكن ليس ترسانة حربية.

وتساءل، ماذا تفعل في هذه الأثناء؟ جر بايدن لمدة 12 شهرا أخرى؟ بناء مدن تحت الأرض لحماية نفسها من ضربة وقائية؟ من الواضح أن إيران تحب فكرة أنواع أخرى من الهجمات المدمرة. الأول هو برنامج الصواريخ الباليستية. لقد أصبحت أكثر دقة ولديها مدى أطول. قال جنرال إيراني متبجحا: “كل القواعد والسفن الأمريكية التي تقع ضمن 2000 كيلومتر تقع في مدى صواريخنا”.

الحقيقة هي أنك لست بحاجة إلى القنبلة لتخويف الجيران إذا اخترت أهدافك الصاروخية الباليستية بعناية. فخلال تدريب في نهاية العام الماضي، استخدمت إيران صواريخ لتفجير نسخة بالحجم الطبيعي لمجمع ديمونا النووي الإسرائيلي. إذا تمكنت إيران حقا من ضرب المجمع (في عمق صحراء النقب)، فقد يكون التأثير، من حيث الضرر الإشعاعي، مدمرا مثل سلاح الدمار الشامل. تقع ديمونا على بعد 25 كلم غرب الأردن، و 75 كلم شرق مصر، و 85 كلم جنوب القدس. لا حاجة إلى قنبلة نووية لتدمير برنامج إسرائيل النووي.

أما النسخة الثانية من أسلحة الدمار الشامل البديلة هي استخدام تقنيات حشد الطائرات بدون طيار. إذا تم جمع 100 طائرة بدون طيار كجزء من أسطول جوي متكامل، فيمكنها تشكيل سلاح جماعي واحد. تقوم إيران بتدريب طياري طائرات بدون طيار، من المتمردين الحوثيين في اليمن وحزب الله، في قاعدة جوية متخصصة في كاشان. كان آخر نجاح حققه قادة الطائرات المسيرة الحوثية هجوما هذا الأسبوع على منشآت نفطية في الإمارات ومطار أبوظبي. عرضت إسرائيل تبادل المعلومات الاستخباراتية حول تكتيكات الطائرات بدون طيار الإيرانية مع الإمارات.

ويختم بالقول إنه طالما أن إيران يقودها تحالف سام من الزعماء الدينيين المتضررين وحرس ثوري فاسد مهمته بث الفتنة، فلا فائدة من المراهنة على مفاوضات دبلوماسية أو على طريق عقلاني للإصلاح. النظام جاهز لاستخدام كل شيء كسلاح.

القدس العربي