تواصل أمس التصعيد العسكري حول المدن الأوكرانية وخصوصاً العاصمة كييف التي شهدت أعنف موجات من القصف، بالتوازي مع استمرار المفاوضات بين الطرفين الروسي والأوكراني.
وشهدت كييف تعزيزاً للهجمات الصاروخية في محيطها، واستمرار القصف على مناطق في داخلها، ما أدى إلى فرض منع التجول في أنحائها.
وفي الجنوب، أعلنت القوات الروسية فرض سيطرة كاملة في مقاطعة خريسون، ما يعني توسيع مساحة المناطق التي باتت في قبضة الروس في محيط المدينة التي أحكمت موسكو السيطرة عليها قبل أيام. كما شهدت ماريوبول قصفاً مركزاً مهد لتوسيع سيطرة الانفصاليين على مساحات في المدينة المحاصرة منذ نحو أسبوعين. وقال رئيس دونيتسك دينيس بوشيلين، إن قواته «تمكنت من التقدم بشكل كبير في ماريوبول».
وتواصلت أمس، المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني، من دون الإعلان عن إحراز تقدم. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن «من المبكر الإفصاح عن مسار المفاوضات أو توقعات محددة بشأن النتائج المحتملة»، في حين أعلن مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك، أن الطرفين واصلا المشاورات، عبر تقنية الفيديو كونفرنس. وزاد أن الوفد الأوكراني «يركز على الأسس الرئيسية المطروحة للبحث، وهي المسائل العامة للتسوية ووقف إطلاق النار وانسحاب القوات الروسية من أراضي البلاد».
سياسياً، سارت موسكو خطوة غير مسبوقة بإطلاق رزمة عقوبات ضد الإدارة الأميركية، في تطور حمل بعداً سياسياً رمزياً، وفق معلقين في روسيا.
وأعلنت الخارجية الروسية عن إدراج الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن على قائمة العقوبات. وأفادت في بيان بأن «فرض عقوبات شخصية ضد قادة أميركيين وأشخاص متصلين بالإدارة جاء رداً على سلسلة عقوبات غير مسبوقة، بما فيها تلك التي تحظر دخول كبار مسؤولي روسيا الاتحادية إلى أراضي الولايات المتحدة».
وأكدت أن قائمة الشخصيات الأميركية التي تخضع بدءاً من 15 مارس (آذار) لقيود روسية بينها منع دخول الأراضي الروسية، تضم فضلاً عن الرئيس بايدن والوزير بلينكن، كلاً من وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة مايك ميلي ومسؤولين كبار آخرين في الإدارة.
كما فرضت موسكو رزمة عقوبات مماثلة على رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو ووزيري الدفاع والخارجية الكنديين.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لائحة العقوبات ضد كندا تضمنت كذلك، إدراج أكثر من 300 برلماني كندي إلى اللائحة السوداء، مشيرة إلى أن «أي إجراءات غير ودية من كندا ستلقى حتماً استجابة متناسبة وحاسمة من جانب موسكو».
وتزامن التطور، مع إعلان موسكو انسحابها من مجلس أوروبا، بعدما كان المجلس جمد عضويتها أخيراً. وأعلن نائب رئيس مجلس الدوما الروسي بيوتر تولستوي، أن روسيا سلّمت المجلس الأوروبي رسالة من وزير الخارجية سيرغي لافروف تتضمن إشعاراً بالانسحاب من المنظمة.
الشرق الأوسط