واشنطن – سجل النفط هبوطا مفاجئا صباح الخميس وتراجعت عقوده الآجلة أكثر من خمسة دولارات للبرميل، متأثرا بأنباء عن أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تبحث سحب نحو مليون برميل يوميا من النفط من الاحتياطيات الاستراتيجية على مدار عدة أشهر، في محاولة لتهدئة أسعار الخام المرتفعة.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 4.71 دولار، بما يعادل 4.2 في المئة، بحلول الساعة 00:35 بتوقيت غرينتش، إلى 108.58 دولار للبرميل، كما نزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 5.45 دولار، بما يعادل خمسة في المئة، إلى 102.74 دولار للبرميل.
ومن المتوقع أن تفصح إدارة الرئيس بايدن في وقت لاحق الخميس عن الخطة التي تهدف إلى خفض أسعار الوقود التي وصلت إلى مستويات قياسية، متأثرة باستمرار المعارك العسكرية في أوكرانيا.
وصعدت أسعار النفط حوالي ثلاثة في المئة عند التسوية الأربعاء، مدفوعة بمخاوف حيال الإمدادات مع تعثر محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا على ما يبدو.
وقال ستيفن إنيس، الشريك المدير في أس.بي.آي أسيت ماندجمنت “إنها صدمة للمعنويات، ولكن إذا كان التاريخ الحديث يشير إلى أي شيء، فإن السحب من الاحتياطي سيكون إصلاحا مؤقتا فقط يشبه وضع ضمادة على ساق مكسورة”.
وكانت إدارة بايدن قد أعلنت في أوائل مارس أنها ستسحب 30 مليون برميل من احتياطياتها الاستراتيجية، في إطار سحب عالمي يبلغ 60 مليون برميل في محاولة لخفض الأسعار.
ويأتي السحب في وقت انخفضت فيه مخزونات النفط الأميركية 3.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الخامس والعشرين من مارس، متجاوزة توقعات لانخفاض قدره مليون برميل.
وجاء تباطؤ واضح في الطلب مع ارتفاع الإنتاج الأميركي 100 ألف برميل يوميا إلى 11.7 مليون برميل يوميا، بعد جمود عند 11.6 مليون برميل يوميا منذ أوائل فبراير.
وقاومت أوبك+ حتى الآن دعوات من الدول المستهلكة الرئيسية ومنها الولايات المتحدة إلى زيادة الإنتاج. وتزيد أوبك+ الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر منذ أغسطس، للتخفيف من أثر التخفيضات التي تم إجراؤها عندما أثرت جائحة كوفيد على الطلب.
وكان الرئيس الأميركي قد أعلن في الثامن من مارس الحالي حظرا أميركيا على واردات روسيا من النفط والغاز بسبب غزوها لأوكرانيا، مستهدفا مصدر الدخل الرئيسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع استمرار قواته في قصف المدن الأوكرانية.
وقال بايدن “اليوم أعلن أن الولايات المتحدة تستهدف الشريان الرئيسي للاقتصاد الروسي”، مضيفا “نحن نحظر جميع واردات النفط والغاز الروسيين، وهذا يعني أنه لن يتم قبول النفط الروسي في موانئ الولايات المتحدة، وسوف يوجه الشعب الأميركي ضربة قوية أخرى لآلة بوتين الحربية”.
وأطلقت روسيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي عملية عسكرية بأوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.
العرب