صوّت أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية 62 صوتا مقابل معارضة 33، لصالح اقتراح يسعى لمنع إدارة الرئيس جو بايدن من رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية، وهي عقبة في طريق إحياء الاتفاق النووي.
كما صوّتوا بأغلبية 86 صوتا مقابل معارضة 12، على اقتراح يرى أن فرض عقوبات مرتبطة بالإرهاب على إيران ضروري للحدّ من التعاون بين بكين وطهران.
وفي ظل سيطرة طفيفة للديمقراطيين على مجلسي النواب والشيوخ، استغلّ الجمهوريون بعض الاقتراحات المطروحة لتقييم جهود بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وحصلوا على دعم وموافقة من بعض الديمقراطيين.
وقد تؤدي تلك الاقتراحات إلى تعقيد المفاوضات الهشة بخصوص الاتفاق النووي، وإن كان المسؤولون الغربيون فقدوا الأمل إلى حدّ كبير في إمكانية إحياء الاتفاق، الذي انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منه في 2018.
ويُعتبر موضوع رفع “الحرس الثوري” الإيراني من قائمة الإرهاب الأميركية أهم قضية عالقة أمام مفاوضات فيينا، للتوصل إلى اتفاق.
وظلت طهران تكرّر أنّ ذلك من خطوطها الحمراء، ولن تتنازل عنه. وفي الجانب الآخر، ظلت الولايات المتحدة ترفض التجاوب مع هذا الطلب الإيراني، مؤكدة أنها ستبقي العقوبات على الحرس ومؤسساته.
ويربط كل من إيران والولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي بأن يتخذ الطرف الآخر القرار السياسي.
وتوقفت مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي في الحادي عشر من مارس الماضي، وعاد المفاوضون إلى عواصمهم، ومع ذلك، استمرّت المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في العواصم، بعد توقف المفاوضات خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك عبر منسقها إنريكي مورا الذي أشرف على تبادل الرسائل بين الطرفين، فضلا عن نقل أطراف إقليمية أيضا هذه الرسائل بينهما.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس مساء الأربعاء أن الولايات المتحدة “مستعدة للتعامل مع كل السيناريوهات” في ما يخص إيران، “سواء باتفاق نووي أو من دونه”.
وقال برايس في إفادة صحافية “نظرا إلى أن العودة المتبادلة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة، غير مؤكدة إلى حد بعيد، فإننا نستعد لأي من الاحتمالين بشكل متساو”.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال الثلاثاء إن الولايات المتحدة ما زالت مقتنعة بأن إحياء الاتفاق النووي مع إيران هو “أفضل سبيل” لمنع طهران من حيازة القنبلة الذرية.
وأضاف بلينكن أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي “ما زلنا نعتقد بأن العودة إلى الاتفاق ستكون أفضل سبيل للرد على التحدّيات النووية التي تفرضها إيران، ولضمان أن إيران التي تتصرف أصلا بعدوانية كبيرة، ليس لديها سلاح نووي”.
وقبل أكثر من عام، بدأت إيران والقوى المنضوية في اتفاق العام 2015 (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا والصين)، مباحثات في فيينا شاركت فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة التي انسحبت أحاديا من الاتفاق عام 2018.
وتهدف المفاوضات التي تجري بتنسيق من الاتحاد الأوروبي، إلى إعادة واشنطن إلى متن الاتفاق ورفع عقوبات فرضتها على طهران بعد انسحابها، مقابل امتثال الأخيرة مجددا لالتزاماتها التي تراجعت عنها بعد الخطوة الأميركية.
إلى ذلك، يستعدّ مجلس الشيوخ لبدء مناقشات تشريعية رسمية بخصوص مشروع قانون متعثر منذ وقت طويل، لتوفير دعم مالي قيمته 52 مليار دولار، لتصنيع رقائق أشباه موصلات وزيادة قدرة الولايات المتحدة التنافسية مع الصين.
واستكمل مجلس الشيوخ التصويت على أكثر من 24 عريضة تشمل عددا من الموضوعات، منها السياسة الأميركية تجاه إيران.
وسيبدأ أعضاء مجلسي النواب والشيوخ مفاوضات رسمية لصياغة مشروع قانون يمكن تمريره في المجلسين. ويقول مساعدون في الكونغرس إن المحادثات قد تستغرق شهورا.
صحيفة العرب اللندنية