حذّر الرئيس العراقي برهم صالح الاثنين من تهديد وجودي يواجه البلاد، في علاقة بشح المياه الذي بات يهدد بتدمير القطاع الزراعي، ويؤثر على نحو واحد وأربعين مليون نسمة.
ويعاني العراق في السنوات الأخيرة من نقص خطير في المياه جراء التغير المناخي، وأيضا تعديات دول الجوار.
ويتشارك العراق مياه نهريه التاريخيين، دجلة والفرات، مع كلّ من تركيا وسوريا وإيران. وتندّد بغداد مرارا بتعمير جيرانها للسدود، ما يخفّض من حصتها.
وطالب الرئيس العراقي خلال اجتماع مع وزير الموارد المائية مهدي رشيد بتنظيم ملف المياه بين العراق ودول الجوار، انطلاقا من مبادئ حسن الجوار ومراعاة المصالح المشتركة. وأكد صالح “أن ملف المياه يجب أن يكون أولوية قصوى، باعتباره أحد مرتكزات الأمن القومي العراقي”.
◙ النخبة السياسية العراقية لا تبدو حتى الآن مدركة لحجم التهديد، في ظل انشغالها بمعركة السيطرة على السلطة
وحث على “ضرورة حماية المسطحات المائية وصيانة السدود، ووضع خطط استراتيجية تشترك فيها كل مؤسسات الدولة، وبالتنسيق مع الخبرات الدولية في مجال مواجهة أزمات الجفاف والتصحر والتغير المناخي”.
وشدد الرئيس العراقي على “أهمية أن يكون التصدي لتغير المناخ أولوية وطنية في العراق، والشروع في مبادرة إنعاش بلاد الرافدين”.
وتتسبب التغيرات المناخية، جراء انحسار هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، في جفاف عدد من البحيرات أبرزها بحيرة ساوة في محافظة المثنى جنوبي العراق، وبحيرة حمرين في محافظة ديالي، وهور أبوزرك في محافظة الناصرية، والعين الزرقاء في واحة الرحالية في صحراء الأنبار.
واضطرت السلطات العراقية إلى تقليص معدلات الخطة الزراعية لمختلف المحاصيل إلى النصف، بسبب انخفاض مستويات الخزين المائي في البلاد وانحسار سقوط الأمطار خلال الأعوام الماضية.
ويرى مراقبون أن هناك تقصيرا خطيرا من قبل بغداد في التعاطي مع أزمة المياه، التي من المرجح أن تتفاقم في ظل تقارير تتحدث عن أن البلاد ستواجه في العام 2053 عجزا يتجاوز عشرة مليارات متر مكعب.
ويشير المراقبون إلى أن النخبة السياسية العراقية لا تبدو حتى الآن مدركة لحجم التهديد، في ظل انشغالها بمعركة السيطرة على السلطة.
صحيفة العرب