صعوبات تعترض قطر لسحب استثماراتها من روسيا رغم الضغوط الغربية

صعوبات تعترض قطر لسحب استثماراتها من روسيا رغم الضغوط الغربية

الدوحة – أشّرت تصريحات رسمية قطرية، تفيد بصعوبة التخارج من استثمارات قطرية في روسيا، على تزايد الضغوط التي تواجهها الدوحة للابتعاد عن موسكو في مرحلة حرجة من المواجهة الغربية – الروسية.

وقال أحمد علي الحمادي، كبير مسؤولي الاستثمار في أوروبا وروسيا وتركيا في جهاز قطر للاستثمار، الثلاثاء إن صندوق الثروة السيادية القطري لا يمكنه الخروج من السوق الروسية وإنه ينتظر تقييم وضعه هناك بسبب الأزمة الأوكرانية.

أحمد علي الحمادي: لا يمكن لجهاز قطر للاستثمار الخروج من السوق الروسية

ووضعت موسكو قيودا على تداول المستثمرين الأجانب للأصول الروسية في مارس، وقالت إنها تريد ضمان أن تكون قرارات التخارج مدروسة ولم تتخذ تحت ضغط سياسي، وذلك بعد دخول قواتها إلى أوكرانيا.

وقال الحمادي في جلسة نقاشية في المنتدى الاقتصادي العالمي “لا يمكننا فعل الكثير في روسيا… علينا أن نقيّم حقا موقفنا من الفرص هناك. أعتقد أن الموقف صعب جدا بالنسبة إلينا، كمستثمر باسم واحد”.

ويملك جهاز قطر للاستثمار حصة نسبتها 19 في المئة ضمن شركة روسنفت النفطية الروسية العملاقة المدعومة من الدولة، والتي قال الحمادي إنها الحصة الوحيدة “ذات الأهمية” للصندوق في روسيا.

وتابع قائلا “لا يمكننا (الخروج). كل المستثمرين الأجانب (فُرضت) عليهم قيود على التخارج”.

ويعتقد مراقبون أن قطر لا تستطيع المجازفة بالبدء في سحب استثماراتها من روسيا وتلقي خسائر كبيرة بسبب ذلك، وأن الخوض في الموضوع يتزامن مع جولة أوروبية لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وما تبعها من تساؤلات عما إذا كانت الدوحة قادرة على المساهمة في تعويض الغاز الروسي المتجه نحو أوروبا أم غير قادرة؟ وهو أمر بالغ الحساسية بالنسبة إلى قطر.

ويقول المراقبون إن قطر لا تملك مخزونا كافيا يتيح لها تعويض الغاز الروسي، وهو ما سبق أن أكدته في أكثر من مناسبة، فضلا عن أنها من غير الوارد أن تضع نفسها في مواجهة مع روسيا، وهي الشريك الرئيسي في منتدى الدول المصدرة للغاز. كما أنها لا تريد أن تخلّ بالتزاماتها حيال الموردين التقليديين في آسيا لاسيما الصين واليابان وكوريا الجنوبية، وهو ما يجعلها حريصة على بقاء الوضع كما هو مع اختلافات بسيطة.

وكانت روسيا لوحت بفرض قيود على إخراج المستثمرين الأجانب أصولا من البلاد لحماية الاقتصاد والعملة المحلية.

وأعلنت عدة مجموعات أميركية عملاقة -مثل إكسون موبيل وبوينغ وفورد وجنرال موتورز وأبل- ابتعادها عن السوق الروسية في ظل العقوبات الغربية المسلّطة على موسكو بعد أن غزت أوكرانيا.

وفي مارس أعلنت مبادلة -ثاني أكبر صندوق للثروة السيادية في أبوظبي- أنها ستوقف الاستثمار في روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية.

ويسعى جهاز قطر للاستثمار، الذي تبلغ قيمته 300 مليار دولار، لتنويع استثماراته بعيدا عن الأسواق الأوروبية التي قال الحمادي إنها تشكل أكبر انكشاف للصندوق. غير أن الصندوق لا يزال يبحث عن فرص أوروبية أصغر.

وقال الحمادي “نتطلع إلى شركات، أقول إنها تكنولوجيا جديدة وناشئة في طور النمو. بعضها صغير جدا” في فرنسا وألمانيا وإيطاليا ودول أوروبية أخرى.

كما يرى الجهاز فرصا في تركيا، خاصة في الشركات التي يمكنها تحمل انكشافها على العملة، وفقا للحمادي. وذكر أن شركات التكنولوجيا المالية وشركات الاستثمار في مجال تحول الطاقة تمثل أكبر فرص استثمار للجهاز.

وقال الحمادي إنه على الرغم من أن سوق العملات المشفرة “أكبر من أن يتم تجاهلها” إلا أنه من السابق لأوانه أن يخوض المستثمرون والمؤسسات المشاركة غمار هذا المجال. وأضاف أن الجهاز يبحث بدلا من ذلك الاستثمار في التكنولوجيا المساندة لهذه السوق مثل سلاسل “بلوكتشين”.

العرب