قالت وزارة الخارجية السورية إنها ستعتبر أي توغل عسكري تركي في أراضيها “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، وذلك بعد يومين من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استعدادات لعملية جديدة بهدف توسيع “المناطق الآمنة” في شمال سوريا، في خطوة أثارت -من جهة أخرى- قلقا أميركيا.
وأعلنت الوزارة اليوم الأربعاء في بيان أنها بعثت برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن وصفت فيها تصرفات تركيا بأنها غير شرعية، وأضافت “أنها ترقى إلى توصيفها بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن صحيفة يني شفق الموالية للحكومة التركية قولها إنه تم اتخاذ الاستعدادات لعملية جديدة بهدف توسيع “المناطق الآمنة” التي أقيمت بالفعل في شمال سوريا، مع تحديد عدة أهداف.
ومن هذه الأهداف، مناطق تل رفعت وعين العرب (كوباني) وعين عيسى ومنبج، التي تخضع جميعا لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
ولكن وفق الوكالة، فإنه لا توجد حتى الآن مؤشرات تذكر على حدوث تحركات عسكرية تركية في شمال سوريا.
مكافحة الإرهاب
وكان الرئيس التركي قد قال أول أمس الاثنين إن أنقرة ستنشئ قريبا مناطق آمنة على بعد 30 كيلومترا خارج حدودها الجنوبية لمكافحة ما وصفه بالتهديدات الإرهابية، في إشارة على الأرجح إلى الجماعات المسلحة الكردية في شمال سوريا.
وقال أردوغان إنه سيجري اتخاذ قرارات تتعلق بعمليات عسكرية في اجتماع لمجلس الأمن القومي غدا الخميس.
في غضون ذلك، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق من خطط الرئيس التركي لشن عمليات عسكرية جديدة على الحدود الجنوبية لبلاده.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس “نحن ندرك مخاوف تركيا الأمنية المشروعة على حدودها الجنوبية، لكن أي هجوم جديد من شأنه أن يقوض الاستقرار في المنطقة ويعرض القوات الأميركية وحملة التحالف على تنظيم الدولة الإسلامية للخطر”.
وفي نيويورك شدد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك على رفض المنظمة الدولية أي عمل عسكري جديد في سوريا، سواء من جانب تركيا أو أي طرف آخر.
وردا على سؤال بشأن العملية العسكرية التي أعلن أردوغان عن رغبته بشنها في سوريا قال دوجاريك للصحفيين “نحن ندافع عن وحدة أراضي سوريا. ما تحتاجه سوريا ليس مزيدا من العمليات العسكرية، أيا كان مصدرها”.
ومنذ 2016 نفذت تركيا 3 عمليات عسكرية في سوريا، كان آخرها في أكتوبر/تشرين الأول 2019 عندما أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن قوات بلاده أنجزت مهمتها في سوريا، وستنسحب من هذا البلد.
الجزيرة