ما يحدث في أوكرانيا هو تطهير عرقي

ما يحدث في أوكرانيا هو تطهير عرقي

يرى الكاتب عظيم إبراهيم في مجلة “فورين بوليسي” (Foreign Policy) أن حرب روسيا في أوكرانيا يمكن أن تصبح إبادة جماعية وأن موسكو تقوم بالفعل بتطهير عرقي هناك.

وقال إن الطابع الوحشي للحرب الروسية كان واضحا حتى قبل أن تبدأ، كما تنبأت مصادر الاستخبارات الغربية التي شكك فيها الكثيرون وسخروا منها، بأن الروس سوف يدخلون أوكرانيا مع “قوائم قتل” لمصادر المشاكل المحتملة والتي سيتم تطويقها والتعامل معها لتسهيل حكم البلاد.

وأضاف أن هذه كانت الخطة حتى عندما اعتقدت روسيا أنها يمكن أن تحقق نصرا سريعا بأقل قدر من المقاومة. ولكن بعدما تبين استحالة ذلك ظهرت الوحشية الروسية بطرق أخرى، حيث بدأ قصف المدن المستعصية عليهم ونقاط المقاومة وتحولت إلى أنقاض، وتتعرض أهداف مدنية في أنحاء أوكرانيا للقصف بالقنابل والصواريخ، ويُرحل المدنيون إلى عمق روسيا عبر شبكة من “معسكرات التصفية”. وحيث صُد التقدم الروسي، واجهت الجيش الأوكراني المتقدم أدلة وقصص عن عمليات إعدام جماعية تعسفية.

وذكر الكاتب أن الأوكرانيين وصفوا ذلك بأنه محاولة إبادة جماعية يرغب من خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محو أوكرانيا ككيان سياسي وقومي، وفي “روسنة” سكانها بقتل البعض وترحيل المزيد، وإعادة تعليم الآخرين. وقد أظهرت المذابح فقط مدى تقدم ووحشية هذه الخطة بالفعل.

وألمح إلى أنه من الذرائع الأولى للحرب التي عرضها بوتين، أن روسيا سعت إلى إنكار الوجود العضوي للأمة والهوية الأوكرانية، ووصفت شخصيات داخل حكومته أوكرانيا بأنها “ابتكار مصطنع”، نتيجة للحركة في السياسة الروسية والسوفياتية على مدى عقود، وهي بذلك ضمنيا مشكلة روسيا التي يجب التخلص منها كما يحلو لها. كما أنكرت شخصيات سياسية روسية أن أوكرانيا لديها لغتها وثقافتها الخاصة وهناك تمييز بين الشعب الروسي والأوكراني.

وخلص الكاتب إلى أن هذا الأمر مهد الطريق للجرائم التي تلت. إذ إنه بمجرد بدء الحرب بدأت روسيا هجوما منهجيا ليس فقط على القوات المسلحة الأوكرانية، ولكن أيضا على شرايين الأمة الأوكرانية. فهاجمت البنية التحتية (المياه والطاقة والاتصالات) وكذلك مرافق الرعاية الصحية في المدن المحاصرة. واستولت القوات الروسية على مخازن الحبوب وصادرت المواد الغذائية من المتاجر الأوكرانية، وأرسلت الكثير منها إلى روسيا.

وأضاف أن هذا النقص المصطنع يهدف إلى كسر إرادة السكان المدنيين لجعلهم يتخلون عن أفكار الاستقلال والأوكرانية، وكذلك قبول الحكم الروسي. وصاحب هذه الحملة موجة من عمليات القتل الجماعي المصممة لتحقيق نفس التأثير.

ولفت إلى أن أكثر جوانب الحرب إثارة للقلق هي انتشار العنف الجنسي الذي أصبح منهجيا ومؤسسيا، بل يعتبر أيضا شكلا من أشكال السيطرة على السكان للإبادة الجماعية، حيث يعتبر اغتصاب النساء في الحرب إبادة جماعية إذا كان القصد منه إيذاء الضحايا حتى لا يسعوا إلى إنجاب أطفالهن.

واختتم الكاتب مقاله بأن ما يحدث في أوكرانيا هو تطهير عرقي وأن تعريف محكمة العدل الدولية يشير إلى أن التطهير العرقي “قد يكون مهما كدليل على وجود نية محددة (لتدمير) قطاع من السكان”. والأدلة على ذلك تتزايد كل أسبوع وتؤكد المزاعم الأوكرانية بأنهم يواجهون إبادة جماعية فعلية أو محتملة.

الجزيرة