يروج تحالف مستقل في العراق لمبادرة سياسية لإنهاء الأزمة التي تشهدها البلاد منذ أكتوبر الماضي. وقام وفد من تحالف العراق المستقل بزيارة إلى إقليم كردستان الأحد لمناقشة المبادرة مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ورئيس الإقليم نجيرفان بارزاني.
وتزامنت تحركات التحالف النيابي المستقل مع عودة المبعوثة الأممية جينين بلاسخارت إلى بغداد للمساهمة في جهود حل الانسداد السياسي، مع إبدائها ترحيبا بحراك المستقلين للدفع باتجاه تسوية يلتقي حولها الجميع.
وخلال زيارته إلى إقليم كردستان شمال العراق كشف وفد تحالف العراق المستقل عن بعض بنود المبادرة. وقال أحمد غازي عضو الفريق الإعلامي المشارك ضمن الوفد إن “المبادرة التي طرحها وفد النواب المستقلين أمام القوى السياسية الكردية تضمنت جملة من المقترحات لحل الانسداد السياسي واجتياز أزمة تشكيل الحكومة”.
المبادرة تتضمن تعهد الكتل النيابية الداعمة لتشكيل الحكومة بتهيئة أسباب المعارضة الفاعلة وضمان الفصل التام بين عمل الأغلبية السياسية والمعارضة
وأضاف غازي في تصريحات صحافية أن “من بين المقترحات التأكيد على ضرورة الالتزام بالاستحقاقات الدستورية بمراحلها كافة ومنها تشكيل الحكومة، وتشكيل كتلة نيابية تضم النواب المستقلين، فيما دعت الكتل الأخرى إلى التكتل معها لتشكيل الكتلة الأكبر”.
وأوضح أن “بنود المبادرة شددت على ضرورة أن يتسم رئيس مجلس الوزراء بالاستقلالية والنزاهة والكفاءة، مع وجوب الحد من هدر الثروات الوطنية، إلى جانب تعهد الكتل النيابية الداعمة لتشكيل الحكومة بتهيئة أسباب المعارضة الفاعلة وضمان الفصل التام بين عمل الأغلبية السياسية والمعارضة، فضلا عن اشتراط تضمين البرنامج الحكومي إنهاء المظاهر المسلحة وتطبيق القانون على الجميع”.
ولفت غازي إلى أن المبادرة “اقترحت أن يجري اختيار رئيس للجمهورية وفق المبادئ والشروط التي نص عليها الدستور العراقي”.
ويرى مراقبون أن المبادرة التي يطرحها التحالف المستقل تتقاطع على نحو كبير مع أهداف الإطار التنسيقي الذي يمثل المظلة السياسية للقوى الموالية لإيران، حيث يتمسك الإطار بضرورة تشكيل تحالف واسع يضم جميع الكتل للتوافق حول تشكيل الحكومة.
ويشير المراقبون إلى أنه من غير المرجح أن تلقى هذه المبادرة قبولا لدى تحالف إنقاذ وطن ولاسيما التيار الصدري الذي يصر على تشكيل حكومة أغلبية وطنية لا تضم بعض القوى من الإطار وعلى رأسها ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي، وميليشيا عصائب أهل الحق التي يقودها قيس الخزعلي.
ويعد المستقلون بمثابة بيضة القبان التي سترجح الكفة لصالح أحد من الفرقاء، لكن مراقبين يرون أن هذه الكتلة تبدو معرضة إلى المزيد من الانقسام والتفتت في غياب تصور موحد بين قادتها، الأمر الذي من شأنه أن يضعف قدرتها على التأثير في المشهد الحالي.
صحيفة العرب