حكام إيران يطورون برنامجهم النووي وإدارة بايدن تقف مكتوفة الأيدي

حكام إيران يطورون برنامجهم النووي وإدارة بايدن تقف مكتوفة الأيدي

يرى مجيد رفيع زاده، رئيس المجلس الدولي الأميركي للشرق الأوسط، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تقف مكتوفة الأيدي، بينما حكام إيران يواصلون تطوير برنامجهم النووي ودفعه إلى الأمام.

وعلى مدى قرابة عام ونصف العام أجرت مجموعة 5 + 1 (الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا إضافة إلى ألمانيا) مفاوضات غير مثمرة مع إيران، وطيلة هذا الوقت نجحت المؤسسة الدينية بالجمهورية الإسلامية في تسريع وتيرة برنامجها النووي من خلال زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم من 20 في المئة إلى 60 في المئة، وإنتاج معدن اليورانيوم وتركيب أجهزة طرد مركزية إضافية متقدمة.

وبعد الموافقة على توسيع آلية المراقبة لوكالة الطاقة الذرية من خلال إعادة نصب كاميرات مراقبة منذ عام، أعلنت إيران أنها لن تسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية برؤية الصور التي تلتقطها هذه الكاميرات.

وأضاف رفيع زاده، عضو مجلس إدارة مجلة “هارفارد إنترناشيونال ريفيو” بجامعة هارفارد، أن الأمر الأكثر أهمية هو أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت في الشهر الماضي أن إيران لديها الآن كمية من اليورانيوم المخصب تكفي لصنع قنبلة نووية.

مجيد رفيع زاده: استرضاء الولايات المتحدة لحكام إيران يزيدهم جرأة

ويرفض النظام الإيراني أيضا الإجابة على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن جزئيات يورانيوم عثر عليها في ثلاثة مواقع نووية سرية لم يتم الكشف عنها في إيران.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية “إيران لم تقدم تفسيرات موثوقة من الناحية الفنية تتعلق بما عثرت عليه الوكالة في هذه المواقع… الوكالة لا تزال مستعدة للتواصل مع إيران دون تأخير لتسوية كل هذه الأمور”.

وحذر معهد العلوم والأمن الدولي في شهر نوفمبر عام 2021 من أن “إيران لديها كمية كافية من سادس فلوريد اليورانيوم المخصب في شكل يورانيوم مخصب بنسب قريبة من 20 و60 في المئة لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم الذي يُستخدم في صنع أسلحة”.

وأضاف المعهد “إيران يمكنها القيام بذلك دون استخدام أي من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 5 في المئة كمادة وسيطة”.

وتابع “زيادة مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة قريبة من 20 و60 في المئة قلصت بدرجة خطيرة الفترة الزمنية لصنع سلاح نووي”.

ومع ذلك لم تتخذ إدارة بايدن حتى الآن أي إجراء ملموس لمنع إيران من أن تصبح دولة نووية رغم هذه التقارير الخطيرة، بل أيضا لم تقْدم على ذلك بالرغم من أن بيانا مشتركا أصدرته المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا اعترف بأن “إيران ليست لديها حاجة مدنية موثوقة إلى معدن اليورانيوم للأبحاث والتطوير وإنتاجه، وهذه خطوة رئيسية في تطوير سلاح نووي”.

وقال رفيع زاده إن إدارة بايدن ستكون قد أحسنت صنعا إن فهمت أن الجمهورية الإسلامية إذا صارت دولة نووية يصبح هناك احتمال خطير يتمثل في وقوع أسلحة نووية في أيدى وكلاء إيران وميليشياتها الإرهابية أو يتقاسم النظام الإيراني ما لديه من تكنولوجيا نووية مع هذه المجموعات، ناهيك عن سباق التسلح النووي الذي سينطلق في المنطقة.

ويقوم النظام الإيراني أيضا بتشييد مصانع للأسلحة في الخارج، وتصنيع صواريخ باليستية وأسلحة تشمل صواريخ دقيقة التوجيه ذات تكنولوجيا متقدمة لضرب أهداف معينة في دول أخرى، بما في ذلك سوريا.

وكشف التقرير الأحدث للجنة الخبراء بشأن اليمن التابعة لمجلس الأمن الدولي هذا العام النقاب عن أن الحوثيين في اليمن يحصلون من النظام الإيراني على كمية كبيرة من الأسلحة.

وقال التقرير “هناك مجموعة متزايدة من الأدلة تشير إلى أن أفرادا وكيانات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية يقدمون إلى الحوثيين كميات ضخمة من الأسلحة والمكونات”.

ومن المعروف أن وزارة الخارجية الأميركية صنفت منذ سنوات النظام الإيراني “دولةً راعية للإرهاب”.

وقد تم مؤخرا صدور حكم بالسجن عشرين عاما على أحد دبلوماسيّي النظام، وهو أسد الله أسدي الذي يُحاكم في أوروبا على خلفية مؤامرة فاشلة لتنفيذ تفجير إرهابي في باريس والذي تم خلاله استهداف تجمع لـ”إيران الحرة”.

واعتقلت عدة دول، بما في ذلك الكويت، خلايا لجواسيس إيرانيين كانوا يحاولون التسلل إلى أراضيها، وتبين أن إيران تستخدم سفاراتها ودبلوماسييها في الدول الأجنبية لمثل هذه الأغراض.

وربما تفهم إدارة بايدن أن نظام إيران الثوري يعطى أولوية لتحقيق مثله الثورية، وتتمثل هذه المُثل في تصدير أيديولوجيته ونظام حكمه إلى دول أخرى في العالم.

وفي الحقيقة أدرج النظام هذه المهمة الخطيرة في دستور إيران، وتنص الديباجة على أن “مهمة الدستور هي خلق الظروف التي من شأنها أن تؤدي إلى تطوير الإنسان وفقا للقيم النبيلة والعالمية للإسلام (الشيعي)”.

ويمضي الدستور بالقول إنه “يقدم الأساس الضروري لضمان استمرار الثورة في الداخل والخارج”.

وفي القريب العاجل سيسفر انتهاج إدارة بايدن سياسة استرضاء حكام إيران والانتظار والترقب عن بقاء العالم في ظل وجود إيران الخطيرة المسلحة نوويا.

واختتم رفيع زاده حديثه قائلا “إذا تحركت إدارة بايدن لإزالة الأسلحة النووية الإيرانية فإن هذه الخطوة لن تخلص فحسب العالم من نظام آخر قاس لا يرحم ويتصرف بشكل مستبد في الداخل والخارج، وإنما ستؤدي أيضا على الفور إلى ارتفاع شعبية بايدن في استطلاعات الرأي”.

صحيفة العرب