نشرت صحيفة “صاندي تلغراف” تقريرا لمراسليها جيمس روذويل وأحمد وحدت، قالا فيه إن الحرس الثوري الإيراني يقوم بحملة تطهير داخل صفوفه وسط مخاوف من عمليات اختراق الجواسيس الإسرائيليين له.
وورد في التقرير أن الخطوة جاءت بعد شهر من الفوضى الداخلية، وسط مخاوف من اختراق الجواسيس الإسرائيليين للحرس، مشيرة إلى اعتقال مسؤول بارز للشك بتعامله مع المخابرات الإسرائيلية، في وقت تمت الإطاحة بمدير مخابرات الحرس حسين طيب، الذي عُزل من منصبه بعد سلسلة من الإحراجات لوحدة المخابرات التي يترأسها والتي تركت النظام الإيراني “مصدوما ومهتزا” حسب مسؤولين أمنيين إسرائيليين.
وجاء الإحراج الأول بعد الكشف عن محاولة إيرانية للانتقام من إسرائيل على الأراضي التركية، حيث رفعت إسرائيل من مستوى التحذير وطلبت من مواطنيها البقاء في غرفهم، خشية تعرضهم لهجمات، فيما ألقت السلطات التركية القبض على عدد من الأشخاص، إيرانيين وأتراك بشبهة الضلوع في المؤامرة.
أما الإحراج الثاني، فهو نشر إسرائيل يوم الإثنين، سلسلة من الوثائق الإيرانية التي قرصنتها ونشرتها على الإنترنت، بما في ذلك تفاصيل حول البرنامج النووي. وكان الحادث الثالث، إرسال إسرائيل عملاء لاغتيال عالمين على علاقة بالبرنامج النووي الإيراني، وتسميم طعامهما. وتذكّر العملية بحلقة من المسلسل الإسرائيلي “طهران” والذي يقوم فيه الموساد بسلسلة من العمليات السرية الجريئة داخل إيران.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الأحداث المتتابعة هي جزء من تكتيكات أطلقت عليها إسرائيل “عقيدة الأخطبوط”. وتقارَن فيها إيران برأس الأخطبوط، أما مخالبه فهي الجماعات الوكيلة في مناطق الشرق الأوسط المختلفة، خاصة في سوريا ولبنان.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل تحولت في هجماتها من ضرب المخالب للتركيز على الرأس. وقال مسؤولون أمنيون إسرائيليون: “رأى الإيرانيون في نشر إسرائيل كل المعلومات صفعة في الوجه وشعروا بالصدمة. واهتزوا. بينما رأى رئيس الوزراء (السابق) نفتالي بينيت أنعقيدة الأخطبوط كانت فاعلة، وأدت لهزات داخل القيادة الإيرانية”. ويقول عارفون إن حسين طيب، رجل الأمن المعزول من الحرس الثوري، كان شخصية مرهوبة في إيران وعلى علاقة بالمرشد الأعلى للجمهورية، آية الله علي خامنئي.
ويعتقد الإسرائيليون أن عمليات تغيير قادمة في إيران، حيث يقوم الحرس بعملية بحث عن “العصافير” أو العملاء داخل المؤسسة. ونقلت الصحيفة عن الدكتور رضا تاغيزادة، المراقب الإيراني المقيم في لندن، أن عملية إقالة طيب المفاجئة، تنذر بعمليات تطهير سياسي، في وقت يواجه النظام ضغوطا محلية وتحديات لسياسته الإقليمية.
وقالت الدكتورة كايلي مور- غيلبرت، المحللة في الشؤون الإيرانية، إن مسؤولي الاستخبارات في إيران كانوا يطلقون على طيب لقب “القاضي” لأنه أشرف على عمليات التحقيق والتعذيب مع السجناء. وفي إشارة إلى مخاوف إيران من اختراق خارجي لمؤسساتها، عيّن الحرس محمد كاظمي، مدير وحدة الحماية والمعلومات، المتخصصة بالشؤون الداخلية، بديلا عن طيب.
وقالت غيلبرت: “معظم النظريات تقول إن الإطاحة بطيب جاءت لعدم مقدرة المخابرات في الحرس الثوري على منع العمليات داخل الحدود الإيرانية، بما فيها عمليات الاغتيال المهمة”. وأضافت: “تعتبر المنظمة الأمنية في الحرس الثوري وكالة أمنية غير محترفة، ويتم تجنيد أعضائها بناء على أساس أيديولوجي وولاء ديني، ويتم الحفاظ على كل شيء داخل العائلة. ويجب أن تكون لديك معرفة بالناس في الداخل قبل أن تعتّب الباب”.
و”نتيجة لهذا، فالكثير من العملاء عاجزون، وبمهارات فقيرة، ويفتقر معظمهم للعقلية الأمنية أو الفهم المطلوب للقيام بعمليات تجسس”.
وتقول الصحيفة إنها حاولت الاتصال بالسلطات الإيرانية للتعليق، ولم تتلق ردا مباشرا.
القدس العربي