استطاعت إيران خلال السنوات الأخيرة إنشاء تنظيمات وشبكات مليشياوية كأذرع تحقق لها مرادها في عمق منطقة الشرق الأوسط.
وقد ساعدها في ذلك عائدها من صادرات النفط، وتخصيص ملايين الدولارات منه لدعم هذه الشبكات الإرهابية، لذلك كانت العقوبات الأمريكية والأوروبية الاقتصادية على النظام الإيراني ردًّا طبيعيا للحد من مشاريعه الخطرة على أمن المنطقة.
ثمة أهمية بالغة لتواصُل حملة الضغط الأقصى وارتفاع وتيرتها على النظام الإيراني، والمعبَّر عنها بالتضخم وارتفاع السلع الأساسية، فضلاً عن انخفاض قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار إلى أقل من عشرين في المائة من قيمته قبل عام 2018.. وقد كان للعقوبات الأمريكية بالغ الأثر في ذلك، حيث تراجعت صادرات النفط الإيراني من مليونين ونصف المليون برميل يوميا إلى أقل من 600 ألف برميل حاليًّا، وتاليا منع طهران من الحصول على 70 مليار دولار من عائدات النفط، وتقشفها في توجيه الملايين من الدولارات لتمويل شبكاتها الإرهابية في اليمن والعراق ولبنان وسوريا.
ويمكن الجزم بأن أي عملية تخفيف أو تراجع للعقوبات على النظام الإيراني لخفض برنامجها النووي مستقبلا ستتيح له بكل تأكيد دعم وترسيخ قوة مليشياته في أكثر من دولة عربية.
وتواصل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تشديد العقوبات على النظام الإيراني، المستمر في سياساته المبرمجة على التدخل في شؤون بعض دول المنطقة عبر أذرعه ومليشياته، فقد أصدرت إدارة “بايدن” يوم الأربعاء السادس من يوليو/تموز الجاري رزمة عقوبات جديدة استهدفت شبكة دولية قامت بتسهيل وتيسير بيع كميات كبيرة من النفط ومنتجات البتروكيماويات إلى دول في شرق آسيا وتقدر قيمتها بملايين الدولارات.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن وزارتَيْ الخارجية والخزانة أدرجتا 15 فردا وكيانا في إيران وغيرها من الدول لدعمها تجارة الطاقة الإيرانية التي تولد ملايين الدولارات من العائدات غير المشروعة.
وكانت إدارة “بايدن” أدرجت خلال شهر يونيو/حزيران الماضي على القائمة السوداء شبكة من منتجي البتروكيماويات الإيرانيين.
كذلك نشر موقع “المونيتور” تقريرا تحت عنوان “الولايات المتحدة تكشف النقاب عن عقوبات جديدة تستهدف شبكة الاتجار بالنفط الإيراني”، وفي مستهله أن إدارة “بايدن” أصدرت الأربعاء الماضي عقوبات تستهدف شبكة دولية تقول إنها “سهّلت بيع ما قيمته مئات الملايين من الدولارات من النفط الإيراني ومنتجات البتروكيماويات إلى شرق آسيا”.
ومع فشل جولة المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في الدوحة قبل أيام حول إحياء الاتفاق النووي، ستزداد الضغوطات والعقوبات الأمريكية والأوروبية على النظام الإيراني، لكن من منطق استراتيجي يجب أن تعمل أمريكا وحلفاؤها لتقويض السوق السوداء، التي يعمل النظام الإيراني على فتحها لتصدير نفطه واستثمار عوائده في تمويل أنشطته المزعزعة لاستقرار الشرق الأوسط.
العين الاخبارية