هل غادر بايدن دول الخليج النفطية خالي الوفاض؟

هل غادر بايدن دول الخليج النفطية خالي الوفاض؟

غادر الرئيس الأمريكي جو بايدن، المملكة العربية السعودية، دون الحد الأدنى من توقعات أسواق الطاقة العالمية، التي رجّحت قبولهم دعوته لزيادة إنتاج النفط بهدف تهدئة الأسواق.
ولم تصدر تصريحات مرتبطة بسوق الطاقة العالمية من جانب دول الخليج، باستثناء السعودية “عرّابة تحالف أوبك +” وبالتحديد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وفي البيان الختامي لقمة جدة للأمن والتنمية، أورد أن القادة أشادوا بالجهود القائمة لـ “أوبك+” لتحقيق استقرار أسواق النفط العالمية، بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين، ويدعم النمو الاقتصادي.
ورحب القادة بقرار أعضاء “أوبك+” الأخير بزيادة الإنتاج لشهري يوليو/تموز وأغسطس/ آب، وعبّروا عن تقديرهم لدور السعودية القيادي في تحقيق التوافق بين دول التحالف.
وبدأت وسائل إعلام أمريكية تتحدث عن فشل بايدن في الحصول على التزامات نفطية من قادة الخليج خلال القمة العربية في جدة.
وتعي أسواق الطاقة الأمريكية أن الهدف الرئيس لزيارته دول الخليج، هو مطالبة قادتها بمواصلة ضخ المزيد من النفط، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض أسعار الغاز في الولايات المتحدة.
يخشى بايدن أن تتسبب ارتفاعات أسعار الوقود في السوق الأمريكية، في إسقاطه خلال انتخابات التجديد النصفية المقررة خلال وقت لاحق من نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل.
ويكفي أن تنشر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، تطورات أسعار النفط في عهد آخر 3 رؤساء أمريكيين، لتظهر الزيادة الحادة خلال فترة بايدن، مشكّلة علامة سوداء في حقبته الحالية.
السعودية أوضحت على لسان ولي العهد وعلى الهواء مباشرة، أنها لن تكون قادرة مستقبلا على زيادة الإنتاج فوق 13 مليون برميل يوميا.
حاليا يبلغ إنتاج السعودية قرابة 11 مليون برميل ولديها قدرة فورية على زيادة الإنتاج حتى 12 مليون برميل، وقرابة 13 مليون برميل يوميا بحلول 2027، بعد الانتهاء من أعمال التطوير الحالية.

تصريحات قديمة
وبينما رأت وسائل إعلام أمريكية مؤيدة لبايدن أن تصريحات السعودية بشأن زيادة الإنتاج إلى 13 مليون برميل يوميا، تعتبر انتصارا للرئيس، إلا أنها في الواقع ليست كذلك.
ففي 16 مايو/ أيار 2022، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن المملكة في طريقها لزيادة طاقة إنتاج النفط بأكثر من مليون برميل يوميا إلى أكثر من 13 مليون برميل يوميا بنهاية 2026 أو بداية 2027.
وتشير تقديرات منظمة أوبك، إلى أن الطلب اليومي على النفط الخام بحلول 2027 سيبلغ قرابة 105 ملايين برميل يوميا، ما يعني أن المنتجين بحاجة إلى استثمارات إضافية في صناعة النفط لتلبية الطلب.
ولكن قبل هذا التاريخ، يحتاج بايدن لعبور الانتخابات النصفية بنجاح، إذ تشير التوقعات إلى لجوئه للورقة الأخيرة في قطاع الطاقة، ممثلة بإلغاء الضريبة الفيدرالية على الوقود، البالغة قرابة 18.4 سنتا على الليتر.
صدام الرئيس الأمريكي في قطاع الطاقة لم يقتصر مع دول الخليج، بل إنتاج شركات الطاقة الأمريكية كان لها نصيب بذلك، إذ اتهمها بالتربح في ظرف اقتصادي عالمي صعب.
مساء السبت، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان للصحافيين: “نستمع إلى شركائنا وأصدقائنا من كافة أنحاء العالم، وخاصةً الدول المستهلكة للنفط، غير أنه في نهاية الأمر، يتبع “أوبك+” وضع السوق ويوفر إمدادات الطاقة بحسب الحاجة”.

(الأناضول)