أيمن الظواهري.. طبيب مصري من الطبقة الوسطى إلى قيادة “تنظيم القاعدة”

أيمن الظواهري.. طبيب مصري من الطبقة الوسطى إلى قيادة “تنظيم القاعدة”

أبو محمد، وأبو فاطمة، ومحمد إبراهيم، وأبو عبد الله، وأبو المعز، والطبيب، والمعلم، ونور، والأستاذ، وأبو محمد نور الدين، وعبد المعز، هذه كانت بعض الأسماء المستعارة لزعيم “تنظيم القاعدة” أيمن الظواهري الذي أعلن عن مقتله، في غارة أميركية بطائرة بدون طيار وقعت السبت الماضي في منطقة شيربور وسط العاصمة الأفغانية كابول.

وجاء الإعلان عن قتله بعد نحو 4 أشهر من ظهوره في بث مصور في إبريل/نيسان الماضي مبدداً شائعة وفاته، بعدما انتشرت شائعات وفاته على مدى عامين.

وتولى جراح العيون السابق قيادة “تنظيم القاعدة” بعد مقتل أسامة بن لادن على يد القوات الأميركية في مايو/أيار 2011. وقبل ذلك كان يُشار إلى الظواهري على أنه اليد اليمنى لابن لادن والمنظّر الرئيسي لـ”القاعدة”.

واتهمته المباحث الفيدرالية الأميركية (FBI) بقتل رعايا أميركيين خارج الولايات المتحدة، والهجوم على منشأة فيدرالية أدى إلى وفاة مواطنين.

وكان برنامج “المكافآت من أجل العدالة”، التابع لوزارة الخارجية الأميركية، قد رصد مكافأة تصل إلى 25 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي مباشرة إلى القبض على أيمن الظواهري أو إدانته.

ويعتقد بعض الخبراء أنه كان “العقل المدبر” لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة.

والظواهري هو طبيب مصري ومؤسس “حركة الجهاد الإسلامي” المصرية، وهو التنظيم الذي عارض الحكومة المصرية وسعى إلى إسقاطها بوسائل عنيفة. وفي عام 1998 تقريبًا، اندمجت الجماعة بقيادة الظواهري مع “تنظيم القاعدة“.

وجهت إلى الظواهري تهمة لدوره المزعوم في تفجيرات 7 أغسطس/ آب 1998 لسفارتي الولايات المتحدة في دار السلام بتنزانيا ونيروبي بكينيا.

وُلد الظواهري في العاصمة المصرية القاهرة في 19 يونيو/حزيران 1951، وينحدر من عائلة من الطبقة الوسطى من الأطباء والعلماء.

جده، ربيع الظواهري، كان الإمام الأكبر للجامع الأزهر، بينما كان أحد أخواله أول أمين عام لجامعة الدول العربية وهو عبد الرحمن عزام.

وكما يقول محامي الجماعات الإسلامية منتصر الزيات في كتابه عنه، فإن جده لوالدته هو الدكتور عبد الوهاب عزام أستاذ الآداب الشرقية ورئيس جامعة القاهرة، أما والده فكان طبيبا شهيرا وأستاذا في طب بجامعة عين شمس، فيما كان خاله محفوظ عزام نائبا لرئيس حزب العمل.

تخرج الظواهري (كما يذكر الزيات) من كلية الطب في 1974 وهو الوقت الذي يعتبره كثير من الباحثين ذروة ما يسمى بـ”الصحوة الإسلامية”، وقد حصل الرجل على الماجستير في الجراحة من جامعة القاهرة عام 1978، وانضم إلى أول خلية سرية إسلامية وعمره 16 عاما، وتأثر مثل معظم جيل السبعينيات من القرن الماضي بكتابات سيد قطب.

وكان الظواهري ضمن مئات الذين قدموا للمحاكمة لصلتهم باغتيال الرئيس الراحل أنور السادات في عام 1981. وأمضى ثلاث سنوات في السجن لحيازة أسلحة بطريقة غير مشروعة لكن القضاء برأ ساحته في الاتهامات الكبرى.

عقب ذلك، خرج الظواهري ليسافر إلى السعودية ومنها إلى أفغانستان، ليتعرف على أسامة بن لادن، وينتقل معه إلى السودان، ثم أفغانستان خلال حكم “طالبان”، قبل أن يصبح أحد أبرز المطلوبين لدى الولايات المتحدة بعد تفجير المدمرة كول، ثم اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 ويدخل بعدها كهف الخفاء.

والاشخاص الذين درسوا مع الظواهري في كلية الطب بجامعة القاهرة في السبعينات يصفونه بأنه شاب مفعم بالحياة يذهب الى السينما ويستمع الى الموسيقى ويتبادل النكات مع الأصدقاء.

ويقول صديقه منتصر الزيات إنه اضطر تحت وقع التعذيب إلى الاعتراف على مكان صديقه عصام القمري أحد قيادات الجهاد، والذي قتلته الشرطة فيما بعد خلال إحدى المواجهات، وهي الواقعة التي أثّرت عليه كثيراً، أما الحادث الثاني الذي أثر عليه أيضاً فهو مقتل زوجته عزة نوير وابنه محمد في غارة أميركية على أفغانستان.

ولقد أكسباه الحادثان كراهية شديدة للشرطة والجهات الأمنية في كافة الدول العربية، وكفّرها كما كفر الأنظمة الحاكمة، كما أكسباه رفضا شديدا لكل ما هو غربي وأميركي، وجعلاه يتصور أن جميع الأحداث تأتي نتاج سلسلة من المؤامرات الغربية التي لا تتوقف على العالم الإسلامي.

شوهد الظواهري آخر مرة في بلدة خوست بشرق أفغانستان في أكتوبر/تشرين الأول 2001، واختفى بعد أن أطاح تحالف تقوده الولايات المتحدة بحركة “طالبان”.

وقد نجح منذ ذلك الحين في الهرب من القبض عليه وكان يعتقد أنه يختبئ في المناطق الجبلية على طول الحدود الأفغانية الباكستانية بمساعدة القبائل المحلية المتعاطفة.

وبرز الظواهري كأهم المتحدثين باسم “القاعدة”، حيث ظهر في 16 مقطع فيديو وشريطًا صوتيًا في عام 2007 أربعة أضعاف عدد ظهور بن لادن.

العربي الجديد