رد سعودي متأخر على طلب بايدن في قمة جدة: لا زيادة في الإنتاج

رد سعودي متأخر على طلب بايدن في قمة جدة: لا زيادة في الإنتاج

فيينا – قررت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها في أوبك+ الأربعاء إبطاء وتيرة زيادة الإنتاج، ما اعتبره مراقبون بمثابة رد سعودي متأخر على طلبِ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال قمة جدة زيادةَ الإنتاج لمحاولة الحدّ من ارتفاع الأسعار.

وقال المراقبون إن السعودية ذات القرار المؤثر في أوبك+ أرسلت رسالة واضحة هذه المرة، وهي النأي بموضوع النفط عن أي التزام سياسي تجاه الحلفاء، سواء تعلق الأمر بزيادة الإمدادات أو باتخاذ موقف مناوئ لروسيا، وهو قرار ملزم للمسؤولين السعوديين سواء منهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أو الوزراء -بمن فيهم وزير النفط ووزير الخارجية- أو أي مسؤول سعودي آخر.

وأشاروا إلى أن الولايات المتحدة باتت تقف أمام سعودية مغايرة لما يعرفه الأميركيون، ولا تفيد معها الضغوط السياسية ولا التلويح بورقة حقوق الإنسان، وأن الأفضل بالنسبة إلى إدارة بايدن هو بناء علاقات على قاعدة المصالح وتبادل المنافع.

واتفق ممثلو الدول الثلاث عشرة الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وشركاؤهم العشرة في أوبك+ على زيادة إنتاج النفط زيادةً متواضعةً جدّا؛ “بمقدار 100 ألف برميل يوميّا خلال شهر سبتمبر”، مقارنة بحوالي 432 ألفًا ثم 648 ألف برميل إضافية في الشهرين السابقين، وفق ما أعلنه التحالف ضمن بيان في ختام الاجتماع.

السعودية تنأى بموضوع النفط عن أي التزام سياسي تجاه الحلفاء، سواء تعلق الأمر بزيادة الإمدادات أو باتخاذ موقف مناوئ لروسيا

وقال تاماس فارغا من شركة “بي في أم إينارجي” إن الأسعار ارتفعت على الفور، وهو “ما يخيب آمال الرئيس الأميركي”. وعلّق إدوارد مويا من شركة أوندا ساخرًا “إنها أصغر زيادة (إنتاج) في تاريخ أوبك+، ولن تسمح بتجاوز أزمة الطاقة الحالية”.

واعتبر بأن “إدارة بايدن لن تكون مسرورة”، متوقعًا “انتكاسة في العلاقات الأميركية – السعودية”. إلا أن آخرين على غرار ستيفن برينوك من شركة “بي في أم إينارجي” رأوا في ذلك “تدبيرًا رمزيًّا لتهدئة” جو بايدن.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن الأربعاء إن قرار أعضاء تحالف أوبك+ زيادة إنتاج النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميا هو “خطوة إلى الأمام”. وأضاف المسؤول أن بايدن يريد أن يرى المزيد وأنه سيدفع في الداخل والخارج نحو زيادة إمدادات الطاقة.

وكانت المجموعة اختارت في ربيع 2020 إبقاء الملايين من براميل النفط تحت الأرض، لتجنب إغراق السوق بالخام الذي لم تكن قادرة على امتصاصه بسبب انهيار الطلب.

وزار بايدن السعودية للمرة الأولى رئيسًا للولايات المتحدة في منتصف يوليو الماضي. وكان هدفه إقناع المملكة بضخ المزيد من النفط للحد من ارتفاع أسعار الوقود. لكنه لم يحصل على وعود واضحة عدا تمسك السعوديين بتحالف أوبك+.

وبعد أيام قليلة من الزيارة قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان “نستمع إلى شركائنا وأصدقائنا من كافة أنحاء العالم، وخاصة الدول المستهلكة للنفط، غير أنه في نهاية الأمر يتبع أوبك+ وضع السوق ويوفر إمدادات الطاقة بحسب الحاجة”.

وبقرار الأربعاء يثبت تحالف أوبك+ أنه لا يزال متماسكًا، كما أنه يتعامل بحرص مع روسيا التي تتعارض مصالحها تمامًا مع مصالح واشنطن. وشدّد أوبك+ في البيان على “أهمية الحفاظ على التفاهم، الضروري من أجل تماسك التحالف”.

ودخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضًا على الخط عبر استقباله ولي العهد السعودي الأسبوع الماضي في باريس.

وقال ماكرون والأمير محمد بن سلمان إنهما يريدان “تكثيف التعاون” من أجل “تخفيف آثار الحرب، الدائرة في أوكرانيا، في أوروبا والشرق الأوسط والعالم”، دون تقديم تفاصيل عن هذا التفاهم.

لكن الانخفاض النسبي الأخير في أسعار النفط وسط مخاوف من الركود قد يدفع أوبك+ إلى التزام الحذر.

مليون و57 ألف برميل يوميا قيمة زيادة إنتاج الجزائر بعد قرار مجموعة أوبك+

ومنذ قمّة أوبك+ في مارس الماضي -حين سجّلت أسعار النفط مستويات غير مسبوقة منذ الأزمة المالية عام 2008- خسر برميلا الخام المرجعيان أكثر من 26 في المئة من سعريهما.

ويستفيد التحالف النفطي من الوضع الحالي؛ فقد سجلت السعودية نموا كبيرا في الربع الثاني من 2022 مدعوما بالذهب الأسود.

ومن بين العناصر الأخرى المؤثرة ضعف قدرات الاحتياطات لبعض الدول الأعضاء، باستثناء السعودية والإمارات.

وقال مندوبو الدول المعنية، الذين حضروا الاجتماع، إن التحالف سيقسم الزيادة بين الأعضاء بشكل متناسب، وإنه لم تجر مناقشات بشأن ما إذا كانت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها سيواصلون زيادة الإنتاج بعد سبتمبر.

وأشار المندوبون بشكل خاص إلى أنهم يترددون في إضافة الإمدادات عندما يكون الطلب على النفط مقيداً بخطر الركود في الولايات المتحدة والتدابير الصحية المتخذة في الصين لتطويق وباء كورونا.

وقال وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب الأربعاء إن حصة الجزائر من إنتاج النفط في سبتمبر سترتفع بمقدار ألفي برميل يوميا لتصل إلى مليون و57 ألف برميل يوميا بعد قرار مجموعة أوبك+ زيادة إنتاج النفط 100 ألف برميل يوميا الشهر المقبل.

وأضاف عرقاب في تصريحات نقلها التلفزيون الجزائري الرسمي أن الطلب على النفط في الفترة الحالية لم يكن حسب الكميات المتوقعة، لذلك اتخذت أوبك+ قرارا يقضي بمواصلة مواكبة الطلب وزيادة الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميا في سبتمبر.

العرب