نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا أعده مايكل إيفانز وديدي تانغ قالا فيه إن الولايات المتحدة ستتكبد خسائر فادحة لو اندلعت حرب بينها والصين. وقالا إن واشنطن ستخسر في حرب حول جزيرة تايوان، بوارج حربية ومقاتلات، وهذا ما توصل إليه مركز بحثي في واشنطن.
والمعركة التي يتكهن بها مسؤولون سابقون في البنتاغون والبحرية ستكون غير مسبوقة قد تدفع البحرية الأمريكية واليابانية وطيران البلدين لإغراق حوالي 150 سفينة برمائية وأخرى عادية صينية دفاعا عن الجزيرة التي تحكم نفسها بعيدا عن سيطرة بيجين التي تعهدت باسترجاعها وتوحيد كامل الصين بحلول 2050.
وبحسب التحليل فسيتم الدفاع عن الجزيرة بنجاح ولكن بكلفة باهظة. وجاء التحليل عن الكارثة المتوقعة للطرفين نتاج بحث قام به مسؤولون سابقون في البنتاغون والبحرية الأمريكية وخبراء آخرون في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن. وظهرت التفاصيل بعد أن انهى جيش التحرير الشعبي الصيني مناورة عسكرية واسعة حول تايوان ووصفتها تايبيه بأنها تدريب على الغزو. وكان رد الصين القوي في الأيام الستة الماضية نتاجا للزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان، وهي أول مسؤولة أمريكية بارزة تطأ قدماها الجزيرة منذ 25 عاما. وفي أعقاب الزيارة شن جيش التحرير الشعبي الصيني غارات صاروخية قصيرة المدى في البحر، بشكل أدى لشكاوى من مجموعة الدول السبع ومنها بريطانيا، في وقت اخترقت فيه البوارج البحرية الصينية خط الوسط في مضيق تايوان، والذي كان سابقا الخط الفاصل غير الرسمي. وفي الوقت الذي لم تدعم إدارة بايدن الزيارة إلى تايوان التي لا تقيم معها علاقات دبلوماسية إلا أنها دافعت عن زيارة بيلوسي لتايبيه.
وتتوقع دراسة مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية حربا حول الجزيرة في عام 2026 ولن يكون فيها رابح، حالة لم يتم فيها استخدام السلاح النووي. ولن يتم نشر النتائج الكاملة للتحليل إلا بحلول كانون الأول/ديسمبر إلا أنه من المتوقع أن يقوم جيش التحرير الشعبي الصيني بإغراق مئات من السفن الحربية الأمريكية واليابانية وتدير مئات المقاتلات في مدارجها، وذلك حسب تحليل 18 جولة من 22 جولة متوقعة. وتوقعت الدراسة في “السيناريو الأسوأ” خسارة أمريكا 900 مقاتلة حربية، أي ما يعادل نصف سلاح الجو الأمريكي والمقاتلات التابعة للبحرية وفي حرب تمتد اربعة أسابيع. وقال مارك كانيكيان، المستشار البارز في المركز إن قوات التحالف الأمريكي- الياباني سترد بضرب السفن البرمائية والقوات البرية الصينية مما سيؤدي إلى إغراق 150 سفينة صينية. وقال مانسيان إن السبب وراء الخسائر الأمريكية الفادحة هو أن الولايات المتحدة لن تتمكن بشن حرب منسقة وتدمير الصناعات الصينية بدون أن تتحرك قريبا منها. وقام البنتاغون بإجراء التقييم الخاص بالحرب المحتملة مع الصين للدفاع عن تايوان ولكن النتائج لا تزال سرية. وقبل 6 أعوام قامت مؤسسة راند بتحليل النتائج المحتملة من حرب بين الصين والولايات المتحدة وتوقعت تبادلا في الضربات الأولى و “خسائر كبيرة من الطرفين”، لكنها رأت أن جيش التحرير الشعبي الصيني سيتكبد خسائر أكبر، وتم إعداد التقرير هذا عام 2016. ومنذ ذلك الوقت حقق جيش التحرير الشعبي تقدما تكنولوجيا متميزا وقام ببناء ترسانة من الصواريخ الباليستية، وكجزء من سياسة الصين لردع حاملات المقاتلات الأمريكية من دخول منطقة في حالة الحرب والتي تعرف بـ “استراتيجية منع الوصول وإنكار المنطقة” ( (A2D2. وفي أثناء المناورات العسكرية الأخيرة لجيش التحرير الشعبي الصيني ضد تايوان ظل الأسطول الأمريكي السابق بقيادة حاملة الطائرات يو إس إس رونالد ريغان في حالة تأهب بمنطقة المحيط الهادئ الهندية ولكنه ظل بعيدا عن مضيق تايوان. وفي سيناريو مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فهناك افتراض بتدخل أمريكي حالة غزت الصين تايوان. وأخبر كانيكيان صحيفة “التايمز” أن المناورات العسكرية الصينية الأخيرة تعكس قدرات أخذت بعين الاعتبار في تحليل الحرب. وقال “في كل السيناريوهات التي درسناها كانت الولايات المتحدة/اليابان/تايوان قادرة على منع القوات الصينية من احتلال الجزيرة كاملة والثمن لهذا سيكون باهظا”. وفي أعقاب حرب كهذه ” فستحتاج الولايات المتحدة لعدة سنوات كي تعيد بناء قواتها نظرا لمعدلات الإنتاج المتدنية. وربما استفادت دول أخرى مثل روسيا والصين من ضعف أمريكا” حسبما قال كانيكيان. وأضاف “تحتاج الولايات المتحدة كي تقوي نفسها لكي تكون في موقع كاف لردع الصين أو تنتصر بدون حرب استنزاف طويلة”. ولم يتم تقديم تقييم كاف للضحايا أو الأثر الاقتصادي على تايوان والصين. إلا أن الجزء الأخير من التحليل سيفحص ما سيترتب على تأخر الولايات المتحدة في الرد على الغزو الصيني، ورفض اليابان الدخول في الحرب. وسيشمل السيناريو افتراض ضرب الصين للبوارج البحرية الأمريكية في المنطقة وشنها هجمات على القوات الأمريكية في قاعدة غوام وربما أوكيناوا وكادينا في اليابان. و “نحن نفترض أن الولايات ستتدخل، لكن ليس هذا مؤكدا” كما قال كانيكيان. وقال المتحدث باسم جيش التحرير الشعبي الصيني، سي يي إن القيادة العسكرية ستراقب عن كثب التغيرات في مضيق تايوان وتواصل التدريب والتحضر للقتال والدوريات الروتينية في اتجاه مضيق تايوان والدفاع بحسم عن السيادة الوطنية ووحدة الأراضي”.
القدس العربي