على خطى واشنطن: حملة أوروبية للتأثير على أسعار الغاز الروسي

على خطى واشنطن: حملة أوروبية للتأثير على أسعار الغاز الروسي

لندن- يناور الأوروبيون من خلال تقديم معطيات وأرقام بشأن مخزونهم من الغاز قبل الشتاء، في محاولة للتأثير على أسعار الغاز والحد من تهديدات روسيا المستمرة بخفض الإنتاج إلى مستوى أدنى أو وقفه تماما.

ويسلك الأوروبيون الطريق الذي سلكته واشنطن لمواجهة ارتفاع أسعار النفط من خلال تقديم أرقام مضللة تتحدث عن وفرة في الإنتاج، وعن ركود متوقع، وهو ما أدى إلى انخفاض ظرفي في الأسعار قبل أن تعود إلى مستواها العادي، خاصة بعد تلويح السعودية بأنها قد تلجأ مع شركائها في تحالف أوبك+ إلى خفض الإنتاج، وهو ما وجه ضربة قوية لخطط واشنطن.

وتراجعت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في تعاملات أوروبا الأربعاء، في حين قال الاتحاد الأوروبي إنه حقق الكميات المستهدفة لمخزون الغاز الطبيعي لفصل الشتاء المقبل قبل الموعد المحدد، رغم تخفيض روسيا كميات الغاز التي تضخها إلى أوروبا طوال الأشهر الماضية.

أنالينا بيربوك: الاحتجاجات المحتملة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة في الخريف والشتاء المقبلين لن تؤدي إلى رفع العقوبات المفروضة على روسيا

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية احتفلت بالوصول إلى 80 في المئة من السعة التخزينية لمستودعات الغاز الطبيعي، وهو الهدف الذي كان مقررا الوصول إليه بحلول الأول من نوفمبر المقبل.

ويغطي مخزون الغاز الطبيعي في أوروبا ما بين 25 و30 في المئة من الاستهلاك خلال فصل الشتاء، وهو ما يساعد على التصدي لأي اضطراب في الإمدادات خلال موسم ذروة الاستهلاك في أوروبا.

كما أعلنت ألمانيا الثلاثاء امتلاء مستودعات تخزين الغاز الطبيعي بأسرع مما كان متوقعا، حيث وصلت نسبة الملء إلى 82 في المئة من السعة التخزينية للمستودعات، في حين كانت تستهدف الوصول إلى هذه النسبة في أكتوبر المقبل، بحسب تصريحات وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك.

وأعلن هابيك الأحد أن خزانات الغاز تمتلئ بشكل “أسرع من المتوقع” على الرغم من الخفض الحاد في الإمدادات الروسية.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس الثلاثاء إن جهود بلاده بدأت تُثمر، معتبرًا أن ألمانيا “في وضع أفضل بكثير في أمن الإمدادات مما كان متوقعا قبل شهرين” ومن ناحية “التعامل بشكل جيد مع التهديدات الروسية”.

لكن خبراء في المجال يحذرون من أن هذه التقارير المتفائلة قد تسقط مع أول اختبار، من ذلك أن تقرر روسيا خفض الكميات التي تضخها إلى أووربا، أو تعلن عن وقف الإمدادات إلى أن تتراجع أوروبا عن التزامها بالعقوبات الأميركية المفروضة على الاقتصاد الروسي.

وصرحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بأن الاحتجاجات المحتملة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة في الخريف والشتاء المقبلين لن تؤدي إلى رفع العقوبات المفروضة على روسيا.

روبرت هابيك: خزانات الغاز تمتلئ بشكل أسرع من المتوقع على الرغم من الخفض الحاد في الإمدادات الروسية

وخلال حلقة نقاش في العاصمة التشيكية براغ قالت بيربوك “سنقف إلى جانب أوكرانيا، وهذا يعني أن العقوبات ستظل قائمة في الشتاء أيضا حتى لو أصبح هذا الأمر شديد الصعوبة بالنسبة إلى الساسة”.

ويشير مراقبون إلى أن المكابرة الأوروبية قد تدفع موسكو إلى اتخاذ قرارات قاسية بشأن انتظام توريد الغاز إلى أوروبا.

وأعلنت مجموعة غازبروم العملاقة في بيان على تطبيق تلغرام الأربعاء أنها أوقفت “بالكامل” إمدادات الغاز عبر خطّ نورد ستريم بسبب “بدء أشغال مقررة في محطة لضغط الغاز” تابعة لنورد ستريم.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن العواصم الغربية “فرضت عقوبات على روسيا لا تسمح بتنفيذ أشغال صيانة وإصلاح طبيعية”.

وتصريحات بيسكوف غير مطَمئنة في ضوء أحداث ماضية، منها أعمال الصيانة التي نفذتها غازبروم خلال عشرة أيام في يوليو على خطّ أنابيب نورد ستريم؛ فالمجموعة استأنفت ضخّ الغاز بعد الأشغال، لكنها خفّضت الشحنات التي أصبحت حاليًا تساوي 20 في المئة من السعة العادية لخط الأنابيب.

ويُضاف إلى المخاوف من نقص موارد الطاقة في فصل الشتاء المقبل نتيجة تراجع إمدادات الغاز، ارتفاع جديد في أسعار الكهرباء التي بلغت في الأيام الأخيرة مستويات قياسية، ما يُنذر باحتمال ارتفاع فواتير المستهلكين الأوروبيين.

العرب