الهند تدشن حاملة طائرات مصنعة محليا لتسجل قلقا متزايدا من الصين

الهند تدشن حاملة طائرات مصنعة محليا لتسجل قلقا متزايدا من الصين

كوشي (الهند)- دشن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الجمعة في جنوب الهند أول حاملة طائرات مصنعة محليا وتشكل بحسب أجهزته “مرحلة مهمة” نحو استقلالية البلاد العسكرية، في خطوة قال مراقبون إنها تكشف حجم القلق الهندي من الحضور العسكري الصيني المتزايد في المحيط الهندي.

والهند القلقة من الحضور الصيني المتزايد في المحيط الهندي ولاسيما في سريلانكا، عضو في اللجنة الرباعية (كواد) إلى جانب الولايات المتحدة وأستراليا واليابان والتي يتمثل هدفها الرئيسي في مواجهة نفوذ الصين المتزايد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ويرى مراقبون أن نجاح الهند في تصنيع أول حاملة طائرات جاء في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدا حادا واستعراضا للقوة بين الصين والولايات المتحدة، وهو بمثابة رد رسمي بأن الهند قادرة على حماية مصالحها.

وقال رئيس الوزراء الهندي في كوتشي جنوبي الهند “في الماضي كثيرا ما تم تجاهل المخاوف الأمنية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. لكن اليوم، هذه أولوية دفاعية رئيسية لبلدنا”.

وبهذه الناقلة صارت الهند واحدة من الدول القليلة مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا التي تستطيع بناء حاملات الطائرات بنفسها.

وقال مودي في ولاية كيرالا بجنوب الهند “اليوم لحقنا بركب الدول القليلة القادرة على بناء حاملات طائرات بهذا الحجم محليا”.

ويبلغ طول حاملة الطائرات “فيكرانت” 262 مترا وقد وضعت في الخدمة في سلاح البحرية بعدما استغرقت عملية البناء والتجارب 17 عاما. وسميت كذلك تيمنا بحاملة طائرات سحبت من الخدمة وتميزت في مواجهة قوات باكستان البحرية خلال حرب استقلال بنغلادش في 1971.

وقال رئيس الوزراء إن “فيكرانت تمنح البلاد ثقة جديدة”.

لكن السفينة الجديدة القادرة على استيعاب طاقم من 1600 شخص لا تتمتع بسربها الخاص من الطائرات المقاتلة وينبغي أن تستخدم طائرات حاملة هندية أخرى.

ووضعت “فيكرانت” في الخدمة بالتزامن مع حاملة طائرات أخرى مستعملة تم شراؤها من روسيا التي تشكل مزودا كبيرا للهند منذ فترة طويلة.

وتسعى حكومة مودي القومية الهندوسية لخفض تبعية البلاد للتجهيزات العسكرية الأجنبية وتطوير صناعة دفاع وطنية.

وتبني الهند في الوقت الراهن حوالي 39 سفينة وغواصة في أحواض لبناء السفن في البلاد.

ويمكن أن تستوعب حاملة الطائرات 30 طائرة مقاتلة، وطاقما من حوالي 1600 شخص.

وتوترت علاقات الهند مع الصين في الآونة الأخيرة بعد اشتباكات مميتة في الأراضي المتنازع عليها على الحدود بينهما الشهر الماضي مما أثار مطالبات بتعزيز علاقات الهند الأمنية مع الولايات المتحدة وحلفائها ومن بينهم اليابان لتحقيق التوازن في الأمن الإقليمي.

وفي يوليو الماضي أجرت سفن تابعة للبحرية الهندية تدريبات مشتركة مع حاملة الطائرات الأميركية “نيميتز” في المحيط الهندي في أحدث إشارة إلى التعاون المتنامي بين القوتين البحريتين للدولتين ضمن مناخ اتسم بوجود مناورات صينية كبرى وتصريحات لمسؤولين صينيين بالتصعيد ضد التدخلات الخارجية.

وقال الأميرال جيم كيرك قائد المجموعة الضاربة لحاملة الطائرات “نيميتز” في بيان إن التدريبات المشتركة التي أجريت الاثنين ساعدت في تحسين التوافق بين القوتين البحريتين.

وقالت البحرية الأميركية “أجرت القوات البحرية الأميركية والهندية تدريبات متطورة تهدف للوصول بالتدريب والتوافق بينهما إلى أعلى مستوى، بما في ذلك الدفاع الجوي”. وتعارض الصين مثل هذه التدريبات وقالت إن رفض الولايات المتحدة لمطالبها بالسيادة في بحر الصين الجنوبي أثار التوتر وقوّض الاستقرار في المنطقة.

وبعد أن ذهبت مخاوف حقبة عدم الانحياز بشأن التعاون مع الولايات المتحدة، وقّعت نيودلهي في عام 2016 اتفاقية لوجستية مع واشنطن سهلت على أساطيل البلدين زيارة الموانئ الخاصة بالبلدين وإجراء تدريبات مشتركة.

ومنذ ذلك الحين، قامت الهند بإبرام اتفاقيات مماثلة مع فرنسا وكوريا الجنوبية وأستراليا، وفي وقت سابق من الشهر الحالي أبرمت صفقة مع اليابان.

العرب