الروتين اليومي في إسرائيل ليس سوى حرف كبير للأنظار. لذلك، لم تتمكن عيون المواطنين الذين ينفون الواقع من رؤية الفجوة الكبيرة أمامهم. أجيبوا على الأسئلة التالية وستدركون ذلك بأنفسكم. رتبوا التوقعات بين 1 (الأقل انخفاضاً) وحتى 5 (الأعلى)، التي ستحدث فيها الأمور التالية في السنوات الخمس القادمة (الترتيب الذي وضعته بين قوسين):
1- حرب مع “حزب الله” (4).
2- سلاح الجو يهاجم نطنز وتندلع حرب مع إيران (2.5).
3- حرب مع قطاع غزة (5).
4- أحداث 1 إلى 3 في الوقت نفسه (2.5).
5- انتفاضة كبيرة وطويلة في الضفة مع مشاركة عرب من مواطني إسرائيل، بما في ذلك في المدن المختلطة (5).
6- انهيار السلطة الفلسطينية (3.5).
7- حرب أهلية صغيرة بين عصابات ليهود عنصريين وفاشيين وبين عصابات لعرب من مواطني إسرائيل بقيادة عائلات جريمة وشباب متطرفين قومياً ومسلحين بشكل جيد، التي ستشمل أعمال مذابح متبادلة (3).
8- بنيامين نتنياهو سيعود إلى الحكم (4.5).
9- نتنياهو سيدمر جهاز القضاء، وسيلغي محاكمته، وسيقوم بسن قوانين تفوق يهودي وسيؤسس نظامً استبدادياً في الطريق إلى الديكتاتورية (4).
10- ايتمار بن غفير سينجح في سن قانون لسحب المواطنة من مواطنين غير مخلصين وطردهم من البلاد (3).
11- انخفاض كبير في غلاء المعيشة (1).
12- سيتم تشغيل المواصلات العامة في أيام السبت (1).
13- سيتم تحقيق تحسن كبير في إنجازات جهاز التعليم في إسرائيل (1).
14- السلطة ستغلق (بشكل مؤقت) وسائل إعلام (الأكثر ترجيحاً أثناء حرب) و/أو مراسل سيمكث في السجن بسبب مواقفه (2.5).
15- سيتم اتخاذ خطوة مهمة وناجعة لوقف تشكل الدولة ثنائية القومية بين النهر والبحر، التي تكون فيها أقلية يهودية وأكثرية عربية (1).
16- بعد خمس سنوات، سيبقى نتنياهو رئيس للحكومة (3).
17- سيكون هناك تقليص كبير في إبعاد الأبرتهايد والاحتلال (1).
الآن انظروا إلى 20 سنة المقبلة، ورتبوا احتمالية حدوث الأحداث التالية:
18- ستكون إسرائيل دولة مكتظة جداً بدرجة فظيعة وملوثة بدرجة مثيرة للاستغراب، وتعاني من أزمة بيئية خطيرة (5).
19- واحد من بين كل خمسة مواطنين إسرائيليين سيكون أصولياً. ولكن (الأهم في دولة التفوق اليهودي)، واحد من بين كل أربعة يهود سيكون أصولياً (5).
20- أنتم و/أو على الأقل أحد أحفادكم، ستغادرون البلاد (4).
سؤال كمكافأة هو: ما احتمالية أن يحدث في العشرين سنة القادمة أمر غير متوقع، الذي لا يخطر أبداً بالبال في هذه الأثناء، وسيكون متطرفاً جداً في طبيعته وله تداعيات مصيرية، وسيغير الواقع بشكل دراماتيكي ويحول معظم التنبؤات إلى غير ذات صلة؟ على سبيل المثال، هزة أرضية شديدة، كارثة مناخ، وباء يمحو نصف السكان، تفجير قبة الصخرة في الحرم، تدمير صناعة الهايتيك. أو، إذا أردنا أن نكون متفائلين (رغم أن البجع الأسود يميل إلى أن يكون نموذجاً سلبياً)، ربما قدوم المسيح. وإذا لم يكن قدوم المسيح، فعلى الأقل قدوم دي كلارك إسرائيلي؟ رغم أنني كنت أشك أن هذا هو اريئيل شارون، وأن يد الصدفة لم تمكنه من استكمال المهمة التي بدأها والتي وعد بمواصلتها، والتي أعدها له التاريخ (4).
القدس العربي