لندن – بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية، ستدخل المملكة المتحدة في عملية معقدة وصعبة لتغيير الكثير من رموز الدولة التي ظلت مرتبطة بصورة واسم الملكة بداية من العملات والأوراق النقدية ومرورا بالطوابع والختم البريدي؛ وصولا للأعلام التي تُرفع في المؤسسات الأمنية والعسكرية.
وتبقى عملية تغيير النقود هي الأعقد والتي من المتوقع أن تتطلب أشهرا وربما سنوات، ذلك أن صورة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية حاضرة تقريبا في كل الأوراق النقدية ولتغييرها بصورة الملك تشارلز الثالث سيتطلب الأمر جهدا كبيرا من البنك المركزي البريطاني.
كتلة نقدية ضخمة
يبلغ عدد العملات النقدية الموجودة في السوق البريطانية 4.5 مليارات بين قطع معدنية وأوراق نقدية وكلها تحمل صورة الملكة وتبلغ قيمة هذه العملات حوالي 80 مليار جنيه إسترليني.
ومن أجل تغيير هذا العدد الكبير من العملات وطبع صورة الملك الجديد فإن الأمر قد يتطلب حوالي سنتين من العمل المتواصل من البنك المركزي البريطاني، ذلك أن تغيير ورقة نقدية من فئة 50 جنيها إسترلينيا تطلب 16 شهرا من أجل جمع كل الأوراق القديمة وتعويضها بأوراق جديدة.
وسيتطلب تغيير الصورة في العملات من صورة الملكة إلى صورة الملك مسارا إداريا معقدا، يبدأ أولا باختيار عدد من الصور الخاصة بالملك ثم اقتراحها على قصر باكنغهام من أجل الموافقة على واحدة منها واختيار التصميم المناسب للأوراق النقدية ثم إنتاجها. وتتم عملية جمع العملات التي عليها صورة الملكة بشكل تدريجي، وهو ما يجعل هذه العملية تأخذ بعض الوقت.
ولن يحدث التغيير في العملات النقدية في المملكة المتحدة لوحدها، فالملكة إليزابيث تعد صاحبة الرقم القياسي في عدد الدول التي تضع صورتها على النقود.
وبحسب موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية، فإن صورة الملكة تظهر في عملات 35 دولة بما فيها كندا وجمايكا ونيوزيلندا وقبرص وغيرها من الدول التي تضعها باعتبارها تترأس دول الكومنولث، مما سيجعل من عملية تغيير العملات لتحمل صورة الملك الجديد الأكبر في التاريخ لأنها ستطال عشرات الدول.
وتخضع عملية التغيير للإجراءات القانونية لكل بلد في انتظار اعتماد الصورة الرسمية للملك تشارلز الثالث وسط توقعات بأن الملك الجديد قد يقرر الحفاظ على صورة والدته الراحلة رفقة صورته في العملات النقدية الجديدة.
ومن المتوقع أن التغيير سيلحق بأزياء الشرطة والجيش الملكي ذلك أن الخوذ التي يحملها رجال الأمن والجنود ستحمل رمز تاج “تيودور”؛ وهو التاج الذي يحيل على الملوك الذكور بدلا من تاج القديس إدوارد الذي تفضله الملكات وهو المنقوش -حاليا- على الخوذ والأزياء العسكرية.
وهناك الأعلام التي تُرفع خارج مراكز الشرطة في المملكة المتحدة والأعلام المرفوعة في القواعد العسكرية والسفن الحربية؛ فجميعها مطرزة بعبارة “إليزابيث الثانية” (EIIR)، كما أن الأسراب البحرية تحلق وهي مرتدية ما يعرف بألوان الملكة، وهناك الكثير من الأعمدة المرصعة بالذهب وعليها عبارة “إليزابيث الثانية”، وكلها يجب تغييرها لتحمل شعار الملك تشارلز الثالث، ونفس الأمر بالنسبة لشارة خدمة الإطفاء التي تحمل الأحرف الأولى من اسم الملكة.
وهناك دول الكومنولث التي تعتبر فيها الملكة هي رأس الدولة، بما في ذلك كندا وأستراليا، وفي هذه الدول أعلام تسمى “أعلام إليزابيث” والتي ترفع خلال زيارة الملكة، وستتغير هي الأخرى.
وفي السياق، أعلنت مؤسسة “البريد الملكي” عدم تغيير صناديق البريد والتي أيضا تحمل رمز الملكة وتضع نقش “جلالة الملكة إليزابيث” والتي توجد منها عشرات الآلاف في مختلف مناطق المملكة المتحدة.
وأضافت أنه في حال الحاجة لإنتاج المزيد فستحمل توقيع “جلالة الملك تشارلز”، إذ هناك صناديق بريد قديمة جدا وتحمل اسم الملكة فيكتوريا ولا تزال مستخدمة حتى الآن.
كما ستستبدل الطوابع والأختام وجوازات السفر التي كانت تحمل صورة الملكة.
المصدر : الجزيرة