تستمر الاعتداءات الإيرانية العسكرية على الأراضي العراقية مستهدفة حالة الأمن والاستقرار في ربوع البلاد وبحجج واهية وتدخل سافر في الشؤون الداخلية للعراق ، في وقت وقف فيه رئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي مخاطبا العالم عبر منصة منظمة الأمم المتحدة مساء يوم الجمعة الفائت أي قبل الاعتداء الإيراني الغاشم بساعات على بلدات وقرى عراقية تابعة لمحافظة اربيل ضمن إقليم كردستان العراق بقوله ( ان العراق يكرر من هذا المنبر دعواته لعدم استخدام أراضيه تحت ذريعة مكافحة الإرهاب أو حماية الأمن القومي لدول أخرى بما يعرض امنه واستقراره للخطر ) .
رغم العديد من الزيارات والحوارات بين حكومتي بغداد وطهران إلا أن الإيرانيين استمروا في مشروعهم السياسي وعملياتهم العسكرية تجاه العراق واستهدفوا صباح يوم السبت 25ايلول 2022 منطقة سيدكان وقرى ( بريزين وهوراني ) الواقعة شمال مدينة اربيل مستخدمين المدفعية الثقيلة وعبر قوات الحرس الثوري الإيراني الذي اعترفت قيادته البرية بهذه العملية العسكرية عبر قصفها وحسب ادعائها لمقرات تعود لأحزاب كردية ايرانية معارضة اتخذت من هذه المناطق محطة لانطلاق عملياتها داخل الأراضي الإيرانية وان هذه المجاميع تمثل الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وجماعة الكوملة اليسارية لاشاعة الفوضى والاضطراب ودعم الاحتجاجات الشعبية القائمة الآن في المحافظات الإيرانية ردا على مقتل الشابة الإيرانية( مهسا اميني) يوم 18 أيلول 2022 وإيصال الأسلحة الشخصية إليهم والتعرض عل بعض المراكز الحدودية الإيرانية قبل أيام.
مهما كانت الاعذار الإيرانية والمعلومات الأمنية التي أعلنها الجانب الإيراني إلا أن ذلك يعتبر تصرف شائن وتدخل سافر بعيد عن أسس ومقومات العلاقات الدولية التي يحكمها القانون الدولي وتنظمها قوانين منظمة الأمم المتحدة وقواعد العمل الدبلوماسي بين الدول القائمة على احترام سيادة أراضيها وامنها القومي والوطني.
المعروف أن لإيران علاقات وطيدة مع العراق عبر العديد من الاتفاقيات العسكرية والأمنية ذات الأبعاد الإستراتيجية قد وقعت بين الطرفين وكان بالإمكان اشعار الحكومة العراقية والتعاون مع الأجهزة الأمنية ذات العلاقة في كيفية التصرف واحترام سيادة العراق وتبادل المعلومات واشعار الجانب العراقي لاتخاذ الإجراءات المناسبة من قبله وهذا ما متعارف عليه بين بلدان العالم.
الا ان النظام الإيراني يصر دائما وبتعمد على إغفال هذه الحقائق ويستمر في استهداف أمن وسلامة العراق والاعتداء على أراضيه والمس بكرامة شعبه، ولو امعنا النظر جيدا في البيان الذي أصدرته قيادة القوات البرية التابعة للحرس الثوري الإيراني لتاكد لدينا حقيقة ما قلناه بأن هذه الأفعال هي رسائل تهديد ووعيد للعراق وحكومة إقليم كردستان عندما يشير إلى أن العملية ستستمر وان الأهداف يجب أن تتحقق وهو سلوك ومنهج مرفوض دوليا ولا تقبل به جميع الأطراف الدبلوماسية والقوانين الدولية التي تدعو للحفاظ على سيادة البلدان واحترام ارادتها وعدم تهديد أمن شعوبها.
وحدة الدراسات الإيرانية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية