تراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوى في 8 أشهر وسط مخاوف من حدوث ركود عالمي، وتراجعت أسعار الغاز أيضا بفعل تراجع الطلب، كما هبط الذهب إلى أدنى مستوى في عامين ونصف، بينما استفاد الدولار الأميركي الذي واصل رحلة التفوق على العملات الرئيسية الأخرى خاصة اليورو والجنيه الإسترليني اللذين نزلا إلى مستويات تاريخية.
النفط يتراجع
تراجعت أسعار النفط بنحو 5% أمس الجمعة إلى أدنى مستوى في 8 أشهر، مع وصول الدولار إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من عقدين وسط مخاوف من أن يدفع ارتفاع أسعار الفائدة الاقتصادات الكبرى إلى الركود، وهو ما يقلل الطلب على النفط.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 4.8% وبلغت عند التسوية 86.15 دولارا للبرميل، منخفضة بنحو 6% خلال الأسبوع.
كما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 5.7% إلى 78.74 دولارا عند التسوية، بانخفاض نحو 7% خلال الأسبوع.
وهذا رابع انخفاض أسبوعي على التوالي لكلا الخامين القياسيين، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ورفع الفدرالي الأميركي (البنك المركزي) أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس الأربعاء الماضي، وحذت البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم حذوه في رفع الفائدة، مما زاد من مخاطر التباطؤ الاقتصادي.
وسجلت أسعار الغاز أدنى مستوى في 10 أسابيع، نتيجة انخفاض أسعار النفط والتوقعات بمناخ معتدل أوائل الشهر المقبل، الأمر الذي يعني تراجع الطلب على وقود التدفئة والتبريد أيضا.
وأُغلقت أسعار الغاز دون 7 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أدنى مستوى منذ منتصف يوليو/تموز الماضي.
وهبطت أسعار الغاز الطبيعي الأميركي نحو 12%، وهو أكبر هبوط أسبوعي منذ يونيو/حزيران الماضي.
الذهب يفقد بريقه
واختتم الذهب تداولاته الأسبوعية أمس الجمعة عند أدنى مستوى في عامين ونصف العام؛ حيث هبط بأكثر من 1.5% عند الإغلاق مسجلا 1644 دولارا للأوقية. وهذا ثاني أسبوع من الانخفاض.
وقال إدوارد مويا، كبير المحللين لدى موقع “واندا” (Wanda) “نشهد صعودا لا هوادة فيه للدولار هنا، وهذا سيُبقي الذهب عرضة للخطر على المدى القصير”.
وأضاف “من الواضح أن الاقتصاد يتجه نحو الركود. مخاطر الهبوط الحاد مرتفعة وهذا ما زال يدفع بالتدفقات صوب الدولار، وهو نبأ سيئ للذهب”.
ورغم أنه يُنظر إلى الذهب باعتباره وسيلة تحوط في أوقات الغموض السياسي والاقتصادي، إلا أن رفع أسعار الفائدة يضعف جاذبيته لأنه لا يدر أي عائد.
الإسترليني عند أدنى مستوى منذ 37 عاما
وارتفع مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات من بينها اليورو والجنيه الإسترليني والين- إلى 113.23، وسجل أعلى مستوى له منذ مايو/أيار 2002.
وهبط اليورو والجنيه الإسترليني مقابل الدولار أمس الجمعة إلى أدنى مستوياتهما منذ 20 و37 عاما على التوالي، بعد أن أظهرت مسوح تسارع تباطؤ النشاط التجاري في أنحاء منطقة اليورو وبريطانيا هذا الشهر، مما يرجح دخول الاقتصادات في حالة ركود.
وسجل الإسترليني أكبر انخفاض أسبوعي له في عامين مقابل الدولار بعد أن لامس أدنى مستوى له في 37 عاما عند 1.0840 دولار.
وكان الجنيه الإسترليني الخاسر الأكبر خلال اليوم مقابل الدولار، إذ انخفض 3.4% إلى 1.0874 دولار، كما تعرض لأكبر خسارة يومية بالنسبة المئوية منذ عامين.
وأثر على الجنيه الإسترليني أيضا إعلان وزير المالية البريطاني الجديد كواسي كوارتنج عن تخفيضات ضريبية وإجراءات دعم للأسر والشركات، إضافة إلى وضع مكتب الديون البريطاني خططا لإصدار سندات خلال السنة المالية الحالية بمقدار 72 مليار جنيه إسترليني (79.74 مليار دولار) لتمويل التحفيز.
اليورو يواصل الهبوط
بالتوازي مع الإسترليني، انخفض اليورو 1.5% إلى 0.9689 دولار بعد أن سجل أدنى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2002 عند 0.9669 دولار.
ويعود الانخفاض لأسباب من بينها بيانات أظهرت أن مؤشر مديري المشتريات في منطقة اليورو الصادر عن “ستاندرد آند بورز غلوبل” (S&P Global)، والذي يُنظر إليه على أنه مقياس دقيق لسلامة النشاط الاقتصادي بشكل عام؛ قد انخفض أكثر في سبتمبر/أيلول الجاري.
وسجل النشاط التجاري مزيدا من التباطؤ في ألمانيا، حيث نال ارتفاع تكاليف الطاقة من أكبر اقتصاد في أوروبا وعانت الشركات انخفاضا في الأعمال الجديدة.
وسجلت العملة الأوروبية المشتركة أسوأ أداء أسبوعي لها منذ مارس/آذار 2020.
كما انخفض الين الياباني 0.6% إلى 143.30 للدولار، لكنه حقق مكاسب أسبوعية لأول مرة منذ أكثر من شهر بلغت 0.3% بعد تدخل السلطات اليابانية في الأسواق أول أمس الخميس لدعم العملة للمرة الأولى منذ عام 1998.
المصدر : الجزيرة + رويترز