كشفت موسكو عن الخطوة المقبلة التي ستلي استفتاءات الضم في شرقي أوكرانيا، في حين وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رسالة تحريضية إلى المواطنين الروس.
وأكد الكرملين أنه في حال اتخاذ قرار إيجابي في الاستفتاءات في لوغانسك ودونيتسك بإقليم دونباس (شرقي أوكرانيا) وخيرسون (جنوب) وزاباروجيا (جنوب شرق)، ستتبع ذلك إجراءات من جانب البرلمان والرئيس الروسي.
يشار إلى أن الاستفتاء على الانضمام إلى روسيا بدأ أول أمس الجمعة في دونيتسك ولوغانسك، وكذلك في مقاطعتي خيرسون وزاباروجيا. وسيستمر التصويت لمدة 5 أيام حتى 27 سبتمبر/أيلول الجاري.
وفي وقت سابق، قالت وكالة “تاس” للأنباء نقلا عن مصدر روسي إن روسيا قد تتم بحلول 30 سبتمبر/أيلول الجاري إجراءات الضم، وإن مجلس الدوما قد يدرس في الـ29 من الشهر الجاري مشاريع قوانين لضم المناطق الأوكرانية الأربع التي تسيطر عليها روسيا كليا أو جزئيا.
وبينما تتواصل عمليات الاستفتاء في المناطق الأوكرانية الخاضعة للقوات الروسية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي بنيويورك إن هذه الاستفتاءات تتم وفق قواعد الحكومات المحلية، وإن موسكو ستحترم نتائجها بشكل مطلق.
وبينما قالت موسكو إن الاستفتاءات تتوافق مع القانون الدولي، نددت أوكرانيا وحلفاؤها بهذه الخطوة، وأكدوا أنهم لن يعترفوا بنتائجها، وهددت واشنطن والاتحاد الأوروبي بفرض المزيد من العقوبات على روسيا.
وقد طالبت البعثة الأوكرانية في الأمم المتحدة أمس السبت بعقد اجتماع في مجلس الأمن لبحث الاستفتاءات التي تنظمها السلطات الموالية لروسيا.
وسيمثل ضم المناطق الأربع إلى روسيا تصعيدا كبيرا في الصراع، إذ ستعتبر موسكو أي تحرك عسكري يستهدف هذه المناطق بعد انفصالها عن أوكرانيا هجوما على أراضيها.
وكان ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي أشار قبل أيام بوضوح إلى أن موسكو قد تلجأ للأسلحة النووية للدفاع عما تعتبرها أراضيها.
في غضون ذلك، وجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء أمس السبت رسالة إلى المواطنين الروس، قائلا لهم إن رئيسهم فلاديمير بوتين يرسل عن علم “مواطنيه إلى الموت”.
وقال زيلينسكي باللغة الروسية إن “الحكم الروسي يدرك تماما أنه يرسل مواطنيه إلى الموت”، مضيفا للجنود الروس “ستعاملون بشكل حضاري، لن يعلم أحد ظروف استسلامكم”.
وجاء هذا التصريح بعد ساعات على توقيع بوتين أمس السبت تعديلات تنص على عقوبة السجن حتى 10 أعوام بحق العسكريين الذين يفرون أو يرفضون القتال في فترة التعبئة.
وقال زيلينسكي “رفض خطاب التجنيد أفضل من الموت كمجرم حرب في أرض أجنبية”، مضيفا “الهروب من التعبئة الإجرامية أفضل من الإصابة بالشلل ثم الإدانة في محكمة على المشاركة في حرب عدوانية”.
وتابع مخاطبا المواطنين الروس “من الأفضل الاستسلام للجيش الأوكراني على أن تُقتلوا بضربات سلاحنا، ضربات منصفة من أوكرانيا التي تدافع عن نفسها في هذه الحرب”.
إعفاء جنرال
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس السبت إعفاء الجنرال ديمتري بولياكوف نائب وزير الدفاع الروسي للشؤون اللوجستية، ونقله إلى وظيفة أخرى.
وقالت الوزارة -في بيان- إنه تم تعيين اللواء ميخائيل ميزينتسيف خلفا لبولياكوف. ويأتي هذا التغيير بعد تراجع القوات الروسية في مقاطعة خاركيف (شمال شرق) وأيضا في دونيتسك.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) نقلت عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح أكثر انخراطا في إستراتيجية الحرب، ورفض طلبات قادته الميدانيين بالانسحاب من مدينة خيرسون التي سيطرت عليها القوات الروسية في بداية الحرب التي اندلعت يوم 24 فبراير/شباط الماضي، وهو ما أحبط الروح المعنوية لدى القوات الروسية، وفق الصحيفة.
وقال المسؤولون الأميركيون إن تدخل بوتين أحدث توترا، على الرغم من قبوله توصيات القادة العسكريين مثل تعبئة المدنيين، مشيرين إلى أن الرئيس الروسي خفف سيطرته على التخطيط العسكري بعد ثبوت صحة مخاوف الضباط الروس، وسمح لكبار الجنرالات برسم إستراتيجية جديدة تركز على قصف مدفعي مكثف.
المصدر : الجزيرة + وكالات