متى تنتهي إمدادات الجيش الأميركي لأوكرانيا بالذخائر

متى تنتهي إمدادات الجيش الأميركي لأوكرانيا بالذخائر

يقول مسؤولون وخبراء أميركيون إن الجيش الأميركي يقترب من بلوغ أقصى إمكاناته لتزويد أوكرانيا بالإمدادات العسكرية المتطورة التي أمنها لها حتى الآن، ولاسيما على صعيد الذخائر. والولايات المتحدة هي المزود الأول وبفارق كبير لأوكرانيا بالأسلحة.

واشنطن – يكاد المخزون الأميركي من بعض التجهيزات العسكرية يصل إلى الحد الأدنى الضروري للتخطيط والتدريب، بحسب مارك كانسيان من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، الذي أشار إلى أن تجديد المخزون ليعود إلى مستوى ما قبل الغزو الروسي قد يستغرق “عدة سنوات”.

وبيّن الكولونيل السابق في مشاة البحرية الذي كان مسؤولا عن مشتريات الأسلحة في البنتاغون بين 2008 و2015 في مذكرة أصدرها مؤخرا أن تجهيزات أقدم متوافرة، مضيفا أنها “ستمثل حصة متزايدة في عمليات إرسال” الإمدادات في المستقبل.

بينما يقول عسكري أميركي طلب عدم كشف اسمه “إننا بصدد استخلاص العبر” على صعيد حاجات الجيش الأميركي إلى الذخائر في حال اندلاع نزاع بين قوى كبرى، مشيرا إلى أن هذه الحاجات “أكبر بكثير” ممّا كان متوقعا.

وبعدما أرغم قطاع الصناعات الدفاعية الأميركي على الحد من إنتاجه بشكل كبير في التسعينات حين أرادت الولايات المتحدة جني ثمار السلام بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، قام بتركيز جهوده وتكثيفها لامتصاص الصدمة، فانخفض عدد المجموعات الدفاعية ومجموعات تصنيع الطائرات خلال بضع سنوات من 51 إلى 5 مجموعات.

ويتحتم اليوم على الحكومة الأميركية أن تقنع القطاع الصناعي بإعادة فتح سلاسل تركيب ومعاودة تشغيل قطاعات إنتاج تم التخلي عنها، مثل سلاسل إنتاج صواريخ ستينغر المضادة للطائرات التي توقف إنتاجها عام 2020.

القيمة الإجمالية للمساعدات العسكرية الأميركية لكييف بلغت أكثر من 16.8 مليار دولار منذ بداية الغزو الروسي

وأصبحت بعض هذه الإمدادات العسكرية أساسية في الحرب في أوكرانيا مثل صواريخ “جافلين” المضادة للدبابات التي استخدمتها القوات الأوكرانية في بداية النزاع لوقف رتل من الدبابات الروسية كان يحاول الدخول إلى كييف، وراجمات الصواريخ هيمارس المنصوبة على مدرعات خفيفة والتي تعول عليها القوات الأوكرانية في هجماتها المضادة في شرق البلاد وجنوبها.

غير أن كانسيان أوضح أن المخزون الأميركي من الصواريخ الموجهة المستخدمة في نظام هيمارس والتي يزيد مداها عن 80 كيلومترا، محدود جداً.

وأَضاف الخبير “إن كانت الولايات المتحدة قد سلمت أوكرانيا ثلث مخزونها من هذه الصواريخ مثلما فعلت بالنسبة إلى صواريخ جافلين وستينغر، فهذا يعني أن أوكرانيا تلقت ما بين ثمانية وعشرة آلاف منها” وهو عدد يكفي “لبضعة أشهر”.

ولا تنتج شركة “لوكهيد مارتن” حاليا سوى خمسة آلاف من هذه الصواريخ فائقة الدقة في السنة، وحتى لو أن الحكومة الأميركية رصدت أموالا لتسريع الإنتاج، فسيستغرق الأمر عدة سنوات حتى تتمكن الولايات المتحدة من إعادة تشكيل مخزونها.

من جهة أخرى سلمت واشنطن إلى كييف حوالي 8500 صاروخ جافلين، في حين أن الانتاج السنوي من هذه الصواريخ التي باتت رمزا للمقاومة الأوكرانية لا يتعدى ألف صاروخ.

وقدمت الولايات المتحدة في مايو طلبية بقيمة 350 مليون دولار من هذه الصواريخ إلى المجموعة المؤلفة من شركتي “رايثيون” و”لوكهيد مارتن” التي تنتجها، غير أن تعويضها في المخزون الأميركي قد يستغرق كذلك عدة سنوات.

كما أرسل الجيش الأميركي لكييف 880 ألف قذيفة صاروخية من عيار 155 ملم، ما يمثل ثلاثة أرباع مجمل الإمدادات الغربية لأوكرانيا من هذه الذخائر المطابقة لمعايير الحلف الأطلسي، وفق أرقام البنتاغون.

وقال كانسيان “هذا قريب على الأرجح من حدود ما يمكن أن تكون الولايات المتحدة على استعداد لتقديمه بدون أن تجازف بقدراتها الدفاعية الخاصة”، مشيرا إلى أن العديد من الدول في العالم تنتج هذه القذائف ومن المستبعد أن تتوقف الإمدادات لأوكرانيا.

فيما تؤكد المسؤولة المكلفة بشؤون روسيا في وزارة الدفاع الأميركية لورا كوبر أن إنتاج الصناعة الدفاعية الأميركي “يتسارع”، وتوضح أن واشنطن ستواصل تقديم المساعدة لأوكرانيا “طالما كان ذلك ضروريا”.

العرب