أنهى الحزب الديمقراطي الكردستاني بعد ظهر أمس (الأحد)، مؤتمره الرابع عشر الذي دام 4 أيام في محافظة دهوك شمال كردستان العراق. ويأتي هذا المؤتمر بعد أن صام الحزب عن عقد مؤتمره العام لمدة 12 عاماً، بسبب الظروف السياسية المعقدة، وحرب تنظيم «داعش»، وانتشار وباء «كورونا».
وحظي المؤتمر، الذي شارك فيه أكثر من 1000 عضو بارز في الحزب تم انتخابهم نهاية أغسطس (آب) الماضي في انتخابات داخلية، بمتابعة وسائل الإعلام في الإقليم وفي العراق عموماً، لكون «الديمقراطي» هو أقوى حزب في الإقليم، ويحظى بدور وتأثير بارزين ومهمين في العملية السياسية في عموم العراق. وقد بعث كثير من رؤساء الأحزاب العراقية والكردية ببرقيات تهانٍ وتبريكات لرئيس الحزب مسعود بارزاني، ورئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، ورئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، بمناسبة نجاح المؤتمر.
وفي اليوم الأول من المؤتمر تم إعادة انتخاب مسعود بارزاني رئيساً للحزب، ونيجيرفان بارزاني (رئيس إقليم كردستان) نائباً أول للرئيس، ومسرور بارزاني (رئيس حكومة الإقليم) نائباً ثانياً للرئيس.
وكان من ضمن برنامج المؤتمر انتخاب 51 عضواً (مع 9 أعضاء احتياط) للجنة المركزية (المجلس الرئاسي، حسب التسمية السابقة) للحزب الديمقراطي الكردستاني، لكن مسعود بارزاني، تكريماً لبعض رفاق الدرب في النضال الكردي من المنتمين للحزب، ولجهودهم ودورهم في مسيرته الطويلة التي تمتد لأكثر من 7 عقود، ناشد الحضور إعادة انتخاب، 10 أعضاء، عن طريق التصويت المباشر من دون أن يمروا بعملية الاقتراع السري، فحصلت المناشدة على الموافقة بالأغلبية المطلقة. وبذلك انتخب المشاركون 41 عضواً – خُصصت 15 في المائة منها (8 مقاعد) لكوتا النساء – من بين 129 مرشحاً لعضوية اللجنة المركزية للحزب.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في وقت يتردد في وسائل الإعلام نوع من الأزمة السياسية والتشنج السياسي بين الحزب الديمقراطي، و«الاتحاد الوطني» ثاني أكبر حزب في إقليم كردستان بقيادة بافل طالباني (نجل الراحل جلال طالباني). ويأمل الشارع الكردي أن يتجه الحزبان الكرديان إلى حلحلة المشكلات السياسية والإدارية بينهما، التي يدفع المواطن الكردي في الإقليم ثمنها، وهو أكثر المتضررين منها، بخلاف أنها سبب مهم لحالة التوتر الحاصل في الإقليم. وهذا ما تطرق إليه آري هرسين العضو السابق للجنة المركزية للحزب الديمقراطي، في لقاء له مع فضائية «رووداو» الكردية، بقوله إن الحزب ينوي تشكيل لجنة بغرض إجراء زيارة «الاتحاد الوطني» والأحزاب الكردية الأخرى، والتفاوض معها لحل المشكلات، والعمل على إعادة الاستقرار السياسي للإقليم.
يشار إلى التغييرات الجديدة التي حصلت في هذا المؤتمر، وهي اختيار نائبين للرئيس للمرة الأولى بعد أن كان يحظى بنائب واحد في السابق، كما أن منصب سكرتير المكتب السياسي الذي كان يشغله سابقاً فاضل ميراني، استُبدلت به الهيئة الإدارية للمكتب السياسي، مع اختيار مسؤول للهيئة للإشراف على أعمالها. وتم تغيير المجلس الرئاسي باللجنة المركزية للحزب، كما استُحدث أيضاً مجلس المناضلين، لقياديين ساهموا بالكثير في مسيرة الحزب، وبلغوا عمراً لا يمكنهم معه مواصلة نشاطهم السياسي في تنظيمات الحزب، بغرض الرجوع إليهم واستشارتهم في أمور الحزب.
وفي الختام، هنّأ بارزاني أعضاء الحزب بنجاح المؤتمر وانتخاب اللجنة المركزية، وقال إن الأقلية الإيزيدية أقلية فاعلة ومهمة للشعب الكردي. وطلب من المشاركين الموافقة على تعيين عضو إيزيدي في اللجنة المركزية، الأمر الذي وافق عليه الحضور مرحّبين بالاقتراح.
الشرق الاوسط