هل أصبح عدم الاستقرار السياسي سمة الكونغرس الأميركي؟

هل أصبح عدم الاستقرار السياسي سمة الكونغرس الأميركي؟

إذا ما سيطر الجمهوريون على مجلس النواب أو مجلس الشيوخ عقب الانتخابات النصفية، اليوم الثلاثاء، فستكون هذه هي المرة الخامسة على مدى العقود الثلاثة الماضية التي يذهب فيها رئيس إلى انتخابات نصفية بسيطرة حكومية كاملة (على المجلسين) ومن ثم تؤخذ منه من قبل الناخبين. الانتخابات النصفية التي شهدت هذا الأمر [جرت على هذا المنوال] كانت في ولاية: دونالد ترمب في 2018، باراك أوباما في 2010، جورج دبليو بوش في 2006 وبيل كلينتون في 1994.

سيكون ذلك استمراراً لأحد أنماط  السياسة الأميركية الحديثة بحيث لم يسيطر الديمقراطيون ولا الجمهوريون على البيت الأبيض وكذلك سيطرة كاملة على الكونغرس [المجلسان معاً] لأكثر من أربع سنوات متتالية منذ عام 1968.
تشير معظم توقعات الانتخابات النصفية إلى أن الجمهوريين هم المفضلون [الأكثر حظاً] للسيطرة على مقاعد مجلس النواب، في حين أن السيطرة على مقاعد مجلس الشيوخ أمر لا يمكن الجزم به، على رغم أن مصير المجلسين من المرجح أن يعتمد على عدد قليل من المقاعد الرئيسة.

دعونا ننظر من كثب إلى عام 1994 وهو حد  فاصل في تناول [وفهم] الانتخابات الأميركية الحديثة. في ذلك الوقت، استولى الجمهوريون على مقاعد كل من مجلسي النواب والشيوخ لإنهاء فترة احتفظ فيها الديمقراطيون بالغالبية في مجلس النواب لمدة أربعة عقود، وكذلك سيطرتهم على مجلس الشيوخ طوال تلك الفترة باستثناء ست سنوات.

منذ ذلك العام، سيطر الجمهوريون على الكونغرس أكثر من الديمقراطيين، بحيث سيطر الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ لمدة 16 عاماً في حين سيطر الديمقراطيون عليه لمدة 11 عاماً تقريباً. وفي حالة مجلس النواب، احتفظ به الجمهوريون لمدة 20 عاماً من هذه السنوات الـ 28 الماضية، والديمقراطيون لمدة ثماني سنوات فقط. وذلك لا يبشر بالخير للديمقراطيين. لكن الأمر الواضح هنا هو أن عدم الاستقرار أضحى جزءاً لا يتجزأ من هذا النظام.

إذاً، خارج الكونغرس، إلى ماذا تشير الانتخابات النصفية حول السباقات الرئاسية التي تقام بعد ذلك بعامين؟ ربما فقط لا ينبغي على الديمقراطيين أن يقلقوا كثيراً، حتى لو فقدوا السيطرة على أحد جناحي الكونغرس أو كليهما. فعلى رغم أن كل من جيمي كارتر وجورج إتش دبليو بوش فازا بما يمكن اعتباره نتائج إيجابية في الانتخابات النصفية للولاية الأولى، خسرا سباقات إعادة انتخابهما [لولاية ثانية]. لكن هاري ترومان  عام 1948 ورونالد ريغان عام 1984 وبيل كلينتون عام 1996 وباراك أوباما عام 2012، الذين شهدت أحزابهم جميعاً انتخابات نصفية سيئة في أعوام 1946 و 1982 و2010، فازوا جميعاً بولاية ثانية.

اندبندت عربي