تعوّل الأوساط السياسية الكردية على دور رئيس الوزراء الاتحادي، محمد شياع السوداني، في حلّ الخلافات بين بغداد وأربيل، مؤكدين أن أمام الحكومة الجديدة فرصة لتكون أفضل الحكومات العراقية منذ عام 2003، في حال التزمت بمنهاجها الحكومي المتفق عليه لدى جميع الكتل والأحزاب السياسية العراقية.
شراكة حقيقية
الرئيس العراقي، عبد اللطيف رشيد، دعا لضرورة خلق شراكة حقيقية لحل المشاكل التي يعاني منها العراق، منوهاً إلى أهمية دعم مجلس النواب للمنهاج الوزاري.
وأعرب، خلال كلمته في منتدى السلام والاستقرار في الشرق الأوسط في الجامعة الأمريكية في دهوك، أمس، عن أمله في الاستفادة من التجربة التي شهدها العراق، خلال الفترة الماضية، والسعي لحل كل المشاكل في العراق والمناطق الأخرى، عبر الحوار والتعاون المشترك.
وقال إن أغلب «القادة الذين التقاهم في القمة العربية في الجزائر، وفي قمة المناخ في شرم الشيخ، أعربوا عن ارتياحهم للخطوات الديمقراطية التي شهدها العراق لانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة»، مبيّناً أنهم سيسعون «من أجل أن يكون للعراق دوره الخاص في المنطقة، وأن يساعد بعض الدول التي تعاني من مشاكل أو لديها علاقات سيئة مع دول أخرى».
وشدد على ضرورة «السعي لتنفيذ المنهاج الوزاري بدعم من مجلس النواب العراقي الذي عليه أن يساند خطوات الحكومة»، مشيراً إلى أن «العراق لم يتمكن من إقرار موازنة عامة منذ ثلاث سنوات، كما لم يتمكن من اتخاذ خطوات جيدة نحو حل المشاكل».
واستعرض أيضاً، أهم نقاط المنهاج الوزاري، «وفي مقدمتها تحقيق الأمن والاستقرار في جميع أنحاء العراق، وخلق شراكة حقيقية لحل المشاكل التي يعاني منها العراق، وحل المشاكل بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان وفق الدستور»، مشيراً إلى أن من بين هذه المشاكل «عدم وجود قانون للنفط والغاز»، الذي أعرب عن أمله في «إقراره سريعاً».
وتطرق إلى «مشكلة شح المياه، بسبب الجفاف وسلوك الدول المجاورة، والتي يتطلب حلها مجموعة خطوات، سواء عبر مجلس النواب العراقي أو الحكومة العراقية»، منوّهاً إلى أن «مكتب رئيس الجمهورية تولى مسؤولية البدء في هذه الخطوات عبر السعي لتشكيل مجلس أعلى للمياه بالشراكة بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية ليشرف على السياسة المائية ويتواصل مع دول الجوار».
وأضاف: «يجب، ألا نتوقع أن تبقى حصة العراق مثلما كانت خلال السنوات السابقة، لكن يجب أن تكون عادلة، لا تلحق الضرر بالزراعة وتكفي لتوفير مياه الشرب»، داعياً في الوقت نفسه إلى «تحسين إدارة المياه في العراق وإقليم كردستان».
كذلك، قال وزير الداخلية، في حكومة إقليم كردستان العراق، ريبر أحمد، إن السوداني يمكنه أن يكون أفضل رؤساء الحكومات المتعاقبة على حكم العراق من بعد سقوط النظام السابق، في حال التزم في تنفيذ نقاط الاتفاق السياسي التي تمخضت عنه الحكومة الاتحادية الحالية.
عملية قيصرية
وبين، في كلمته في المنتدى، أن «الحكومة العراقية الحالية، ولدت نتيجة عملية قيصرية وبجهود مضنية، وبعد انسداد سياسي، وتحمل الشعب العراقي الكثير، وإن العملية السياسية توقفت لمدة عام كامل وفي النهاية تشكلت الحكومة».
وذكر أن «ما ننتظره من هذه الحكومة تنفيذ البرنامج السياسي الذي تمت المصادقة عليه»، مؤكداً أن «يتعين هذه الحكومة توفير الخدمات التي ينتظرها العراقيون، لأن الشعب يستحق أن تقدم له هذه الخدمات، والعراق يمكنه ذلك لأنه غني جدا من حيث المواد الطبيعية».
كما لفت إلى أن «هناك العديد من القوانين تتطلب التشريع أو التعديل مثل قانون الانتخابات ومراجعة قانون المحكمة الاتحادية، وصياغة قانون النفط والغاز وتشريعه، لأن العراق لا يمتلك قانون النفط الغاز ونعتمد على قانون العام 1971 الذي صاغه النظام السابق، ونحن في العراق الجديد، نعتمد نظاما اتحاديا، وهناك موضوع آخر، يتعلق بتشكيل المجلس الاتحادي».
وأبدى أمله، أن تكون الحكومة الاتحادية الحالية «صادقة وتنفذ ما تم الاتفاق عليه كافة» مؤكدا أن «يجب أن ندعم جميعا السوداني وحكومته، لأن لديه تجربة كبيرة في الحكم، ولا توجد لديه أي أحقاد تجاه الشعب العراقي أو شعب كردستان، ونحن لدينا علاقات جيدة معه، وسيدعمه إقليم كردستان».
كما شدد على وجوب «الإعداد لأرضية خصبة لإجراء الانتخابات رغم أن الانتخابات الأخيرة كانت مبكرة، ولكن للأسف، شابتها انسدادات سياسية عديدة استمرت لمدة عام».
ورأى أن «هناك نقطة قوة لدى الحكومة، أن جميع الأطراف السياسية المشتركة متفقة على تطبيق برنامجه الحكومي، والأطراف السياسية الشيعية موجودة في هذه الحكومة، ولكن، نقطة الضعف فيها عدم وجود كتلة سياسية قوية لرئيس مجلس الوزراء، وهذه تشكل تحديات كبيرة أمامه كما كانت موجودة في الحكومة السابقة».
وتابع: «نحن في إقليم كردستان، محكومون بالتعامل مع رئيس الوزراء مع أننا لسنا مع النقاط التي نراها من رؤساء الوزراء، قالوا إننا أصدقاء لكم، ولكن أغلب الأصدقاء المقربين لنا آذونا وعانينا بسببهم. أتمنى أن يتجاوز السوداني هذه المسائل».
وأوضح أن «للسوداني الكثير من العلاقات المهمة وخصوصا عندما كان وزيرا أو عضوا في مجلس النواب العراقي، وكان دائما صديقا لإقليم كردستان ويتصرف بوسطية وهذه التجربة مهمة وكبيرة جدا»، مبينا أن «فكّر السوداني عراقيا ونفذ النقاط التي اتفقنا عليها اعتقد أنه سيكون أنجح رئيس وزراء بعد العام 2003».