تباينت ردود الفعل الدولية إزاء الغارات الجوية التي شنّتها تركيا ضدّ مواقع كردية في سورية والعراق، حيث حضت الولايات المتحدة على عدم التصعيد في سورية وعارضت انتهاك سيادة العراق، أما روسيا فقد دعت تركيا إلى الامتناع عن استخدام القوة “المفرطة”.
روسيا تدعو تركيا إلى الامتناع عن استخدام القوة “المفرطة”
وقالت وكالات أنباء روسية، اليوم الثلاثاء، نقلاً عن مبعوث موسكو إلى سورية، إن موسكو تعتقد أن على تركيا الامتناع عن استخدام القوة العسكرية “المفرطة” في سورية، وإن هناك حاجة إلى البحث عن حل سلمي للقضية الكردية.
ونقلت الوكالات عن المبعوث ألكسندر لافرنتييف قوله، إن موسكو ستعمل مع الشركاء لإيجاد حل للصراع.
وأضاف لافرنتييف للصحافيين: “نأمل إقناع زملائنا الأتراك بالامتناع عن أيّ استخدام مفرط للقوّة على الأراضي السورية”، وذلك من أجل “تجنّب تصعيد التوترات”.
وأدلى المسؤول الروسي بتصريحه هذا في أستانة عاصمة كازاخستان، حيث سيُعقد اجتماع ثلاثي روسي-تركي-إيراني بشأن سورية.
أميركا تحث على عدم التصعيد في سورية وتعارض انتهاك سيادة العراق
بالتزامن مع هذا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، في بيان، إنّ الولايات المتحدة حثّت، أمس الإثنين، على “عدم تصعيد العنف في سورية، وذلك بعد هجمات انتقامية متبادلة شنها الجيش التركي ومليشيا كردية”.
وقال برايس أيضاً، إن الولايات المتحدة ما زالت تعارض “أي عمل عسكري غير منسق في العراق ينتهك سيادته”.
السويد: تركيا لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب
وفي موقف لافت، قال وزير خارجية السويد توبياس بيلستروم، في تصريح لصحيفة إكسبريسن السويدية، على هامش مشاركته في مؤتمر التبرعات الدولي لمولدوفا في باريس، إنّ “تركيا لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب”.
وتطرق بيلستروم إلى عملية “المخلب-السيف” الجوية، التي أطلقتها تركيا في شمال العراق وسورية، معتبرة أن هذه المناطق “يستخدمها إرهابيون كقواعد”.
ولفت الوزير إلى أن “تركيا دولة تتعرض لهجمات إرهابية، والدول التي تتعرض لمثل هذه الهجمات تملك حق الدفاع عن نفسها”.
ومنذ مايو/ أيار تعرقل أنقرة انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، وقد وقّعت معهما في يونيو/ حزيران مذكرة تفاهم تربط انضمامهما إلى التكتل الدفاعي بمكافحتهما الحركات الكردية ومناصريها على أراضيهما. وخلال زيارة لأنقرة مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني، تعهّد رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون معالجة مخاوف أعربت عنها تركيا في إطار مكافحة الإرهاب، من أجل إزالة أي عقبات أمام عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي.
أخبار
تركيا تشنّ عشرات الغارات في العراق وسورية رداً على تفجير إسطنبول
باريس تبدي قلقها
في نفس السياق، أعربت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، أمس الإثنين، عن “قلقها” إزاء الغارات الجوية التي شنّتها تركيا، أول أمس الأحد، ضدّ مواقع كردية في سورية والعراق، مناشدة أنقرة “ضبط النفس”.
وقالت كولونا على هامش مؤتمر دولي لدعم مولدوفا، إنه “للأسف، هذه ليست المرة الأولى التي نرى فيها تركيا تشنّ هجمات في دولة أجنبية”.
وأضافت، أنه “في كلّ مرة عبّرنا فيها عن قلقنا وعن رغبتنا الواضحة بأن تبرهن تركيا عن قدر أكبر من ضبط النفس”.
وتابعت: “نحن نتفهّم هذا القلق الأمني لتركيا في مواجهة الإرهاب، ولكن ليس بهذا النوع من الوسائل وهذا النوع من الطرق”.
وبحسب ما ذكره وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، فقد “قُتل 3 مدنيين وأصيب 6 آخرون، جراء قذائف أطلقها تنظيم (واي بي جي) الإرهابي من الشمال السوري، على قضاء قارقامش بولاية غازي عنتاب”.
وأضاف، أنه “أُصيب جندي و7 من رجال الشرطة بجروح، أول أمس الأحد، نتيجة إطلاق صواريخ على بوابة أونجوبينار الحدودية في كليس من قبل عناصر (واي بي جي) الإرهابي”.
وكانت القوات التركية قد شنّت، أول أمس الأحد، ضمن عملية “المخلب-السيف” الجوية، عدة غارات في شمال العراق وسورية، معتبرة أن هذه المناطق “يستخدمها إرهابيون كقواعد”، وأن العملية هي “بدء ساعة الحساب”، وذلك رداً على الاعتداء الأخير في منطقة تقسيم وسط إسطنبول، الذي اتهمت السلطات التركية حزب “العمال الكردستاني” بالوقوف خلفه.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إن العملية أطلقت “وفقاً لحقوق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بهدف التخلص من الهجمات الإرهابية من شمال العراق وسورية، وضمان سلامة الحدود، والقضاء على الإرهاب في منبعه”.
(الأناضول، فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)