صنعاء – حذرت جماعة الحوثي في اليمن الثلاثاء من أنها ستنتقل من الضربات التحذيرية لسفن النفط في الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية إلى استهدافها بشكل مباشر.
جاء ذلك بعد ساعات قليلة من استهدافها للمرة الثانية خلال أسابيع ميناء الضبة النفطي الواقع في محافظة حضرموت في جنوب شرقي اليمن.
وقال رئيس ما تُسمى حكومة الحوثيين غير المعترف بها عبدالعزيز بن حبتور “إذا لم يتم التفاهم معنا لتحويل المبالغ (عائدات النفط) إلى البنك المركزي بصنعاء فلن يكون التعامل إلا بالحديد والنار”.
وأضاف أنه “في المرات القادمة لن نحذر السفن بل سنضربها بشكل مباشر (…) على العالم أن يعرف أننا لن نترك شعبنا يجوع وهم يعبثون بثروات اليمن”.
ويسعى الحوثيون لفرض معادلة جديدة على الأرض تقوم على تقاسم عائدات النفط مع السلطة الشرعية، مستغلين في ذلك الموقف الدولي الضعيف والمقتصر حتى الآن على بيانات الشجب والتنديد.
ويرى مراقبون أن الجماعة الموالية لإيران تعمد إلى استغلال الظرفية الإقليمية والدولية في محاولة فرض أمر واقع يقوم على الاعتراف بسلطتها ومنحها الإمكانيات لدعم هذه السلطة وتعزيزها.
وتدرك الجماعة أن الأطراف المقابلة لا تريد الانجرار خلف رد مباشر خشية اتساع نطاق المواجهة في الوقت الذي تحتضن فيه قطر فعاليات كأس العالم 2022، وفي ظل مخاوف غربية من أن تؤدي مثل هكذا خطوة إلى زيادة التذبذب الحاصل في الأسواق العالمية للطاقة.
واعتبر ابن حبتور أن جماعته “تمارس حقها في الدفاع عن ثروة الشعب اليمني، في حين أن التابعين للتحالف (يقصد الحكومة الشرعية اليمنية) يقومون بسرقة أموال الشعب”.
وأعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا مساء الاثنين في بيان أن جماعة الحوثي هاجمت بطائرة مسيرة مفخخة ميناء الضبة في ثاني هجوم من نوعه خلال شهر. وأكدت جماعة الحوثي لاحقا أنها أوقفت تصدير 2.1 مليون برميل من النفط الخام من ميناء الضبة.
ونقلت وكالة الأنباء (سبأ) التابعة للحوثيين عن إبراهيم السراجي السكرتير الإعلامي للجنة الاقتصادية العليا للجماعة قوله إن الحكومة “استقدمت شركات دولية في محاولة لنهب كمية من النفط عبر ميناء الضبة بمحافظة حضرموت”.
وأضاف السراجي “بعد استنفاد كافة الإجراءات القانونية التي تم تجاهلها، وانتهاك المياه الإقليمية اليمنية ومحاولة نهب الثروة السيادية، تم الرفع إلى قيادة القوات المسلحة (الحوثية) التي قامت بواجبها، وأجبرت الناقلة (براتيكا) على مغادرة ميناء الضبة مساء الاثنين”.
وتابع “لقد كانوا ينوون نهب كمية 2.1 مليون برميل من النفط الخام، بقيمة تقديرية تبلغ 174 مليون دولار”.
وكشف مسؤول محلي في حضرموت أن هجوم الحوثيين على الميناء أوقف عملية تصدير شحنة تبلغ نحو مليوني برميل من النفط الخام. وجاء الهجوم في وقت تبذل فيه الأمم المتحدة جهودا لتمديد هدنة انتهت في الثاني من أكتوبر الماضي وتتبادل الحكومة والحوثيون اتهامات بشأن المسؤولية عن الفشل في تمديدها.
وفي أول ردود الفعل على الهجوم الجديد على ميناء الضبة دعت الولايات المتحدة جماعة الحوثي إلى وقف تهديداتها للتجارة البحرية الدولية والعودة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب.
وأعرب السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاغن عن قلقه من “احتمال تجدد التصعيد الذي يقوض جهود الإغاثة والدعم في اليمن، وشدد على أن الشعب اليمني يستحق الأفضل”.
وأكد أن “هجمات الحوثيين على الموانئ لن تؤدي إلا إلى إلحاق الضرر باليمنيين من خلال تفاقم نقص الوقود”.
ويشهد اليمن منذ ثماني سنوات حربا بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء (شمال) منذ سبتمبر 2014.
وحتى نهاية 2021 خلفت الحرب 377 ألف قتيل، وكبدت اقتصاد اليمن خسائر قدرت بـ126 مليار دولار في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم، وفق الأمم المتحدة.
العرب