خامنئي يشيد بقوات الباسيج لقمعها المتظاهرين الإيرانيين وينتقد المفاوضات مع الغرب

خامنئي يشيد بقوات الباسيج لقمعها المتظاهرين الإيرانيين وينتقد المفاوضات مع الغرب

أشاد مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي السبت بأفراد قوات الباسيج الذين قال إنهم ضحوا بأرواحهم في ما وصفها بأحداث الشغب، مشيرا إلى موجة الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة شابة إيرانية كردية أثناء احتجاز الشرطة لها في سبتمبر الماضي.

طهران – تحولت الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها إلى واحدة من أكبر التحديات التي تواجهها القيادة الدينية للبلاد منذ الثورة الإسلامية في 1979.

وفي تحدّ لشرعية الجمهورية الإسلامية أحرق محتجون من جميع أطياف المجتمع صورا لخامنئي ونادوا بسقوط الجمهورية الإسلامية.

وكانت قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني في طليعة حملة نفذتها الدولة لقمع الاحتجاجات على مدار الأسابيع الماضية. وقال خامنئي في كلمة بثها التلفزيون الإيراني “إن وجود الباسيج يظهر أن الثورة الإسلامية بخير”.

وتتهم المؤسسة الدينية الإيرانية أعداءها في الخارج، خصوصا الولايات المتحدة، وعملاءهم بالوقوف وراء الاضطرابات.

المؤسسة الدينية الإيرانية تتهم من تصفهم بأعدائها في الخارج، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، بالوقوف وراء الاحتجاجات

وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان “هرانا” أنه حتى يوم الجمعة قُتل 448 محتجا منهم 63 طفلا. وأضافت أن 57 من قوات الأمن قتلوا أيضا، فضلا عن اعتقال نحو 18170 شخصا.

ولم تذكر السلطات العدد الرسمي للقتلى من المحتجين لكن مسؤولا كبيرا قال يوم الخميس إن 50 من قوات الشرطة لقوا حتفهم في الاضطرابات.

وأصدر النظام القضائي في إيران أحكاما بإعدام ستة محتجين على الأقل كما أدين الآلاف بسبب مشاركتهم في الاضطرابات.

وبعدما اتهم كثير من المشجعين الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي المنتخب الوطني لكرة القدم بالانحياز لحملة القمع العنيفة التي تشنها الدولة على المحتجين، أشاد خامنئي بالفريق لفوزه في مباراته أمام منتخب ويلز في كأس العالم لكرة القدم الجمعة. وقال خامنئي “أبناء منتخبنا الوطني لكرة القدم أناروا عيوننا بانتصارهم”.

وردد لاعبو المنتخب الوطني الإيراني النشيد الوطني قبل بدء المباراة الماضية، على خلاف ما فعلوه في مباراتهم الأولى أمام إنجلترا في وقت سابق من الأسبوع عندما اختاروا عدم ترديد النشيد في تأييد واضح للمحتجين.

من جهة ثانية أكد خامنئي أنّ التفاوض مع الولايات المتحدة لن ينهي الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ شهرين، لأنّ واشنطن ستطالب دائماً بالمزيد.

وقال خامنئي “المشكلة ليست أربعة مثيري شغب في الشارع، حتى لو عوقب كل مثير شغب وكل إرهابي. ساحة المعركة أوسع من ذلك بكثير. العدو الرئيسي هو الاستكبار العالمي”، في إشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها.

وأضاف “يقول لنا البعض في الصحف والفضاء الإلكتروني إنه يكفي حلّ مشكلتكم مع أميركا وسماع صوت الشعب لإنهاء الاضطرابات التي بدأت قبل عدّة أسابيع”، متسائلاً “كيف نحل المشكلة مع أميركا؟ هل ستُحل المشكلة بالجلوس والتفاوض والحصول على التزام من أميركا؟”.

وأجاب “لا. التفاوض لن يحل مشكلتنا مع أميركا، لأنها تمعن في السعي وراء انتزاع التنازلات من إيران”.

ووفقاً لخامنئي، فإنّ الولايات المتحدة تطالب إيران بالتخلّي عن برنامجها النووي، وتغيير الدستور وحصر نفوذها داخل حدودها بالإضافة إلى إغلاق صناعاتها الدفاعية. وشدّد على أنّه “لا يمكن لأيّ إيراني قبول مثل هذه الشروط”.

كذلك هاجم من يقول إنّه يجب “سماع صوت الشعب”. وقال “دوّى صوت الشعب الضخم في الرابع من نوفمبر (خلال التظاهرات الموالية للحكومة) أو أثناء تشييع سليماني كان هذا الحشد الضخم صوت الشعب الإيراني”.

من جهته تفقد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي السبت بمناسبة أسبوع الباسيج، وحدة في هذه القوات في طهران، حسبما أفادت وكالة تسنيم. وقال بدوره أمام أعضاء هذه الوحدة “قمتم بأداء رائع خلال مكافحة مثيري الشغب”.

ويبدو حديث خامنئي في هذا التوقيت، ردّاً على تصويت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الخميس، بالموافقة على فتح تحقيق مستقل في قمع إيران الشرس للاحتجاجات، الأمر الذي استقبله النشطاء باستحسان وسط تصاعد حملة أمنية في المناطق الكردية في الأيام القليلة الماضية.

وكان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك قد طالب بأن توقف إيران استخدامها “المفرط” للقوة لسحق الاحتجاجات. أما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فرحّب بقرار المجلس. وقال في بيان إنه لا مجال للشك في أن أعضاء مجلس حقوق الإنسان يدركون خطورة الوضع في إيران.

وستعمل بعثة مكلّفة على جمع أدلة على انتهاكات ارتكبتها السلطات خلال حملتها الشرسة. وتم استخدام أدلة جمعتها بعثة عينها نفس المجلس لمحاكمة ضابط سوري سابق في ألمانيا بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

العرب