تصدرت المملكة العربية السعودية العالم في ترتيب الدول المنتجة للنفط ،حيث بلغ الانتاج النفطي أعلى رقم قياسي في تاريخها خلال الاشهر التسعة الاولى من العام الحالي ،بمعدل انتاج 10.19 ملايين برميل يوميا بحسب تقرير نشرته صحيفة “الاقتصادية” السعودية.
لقد جاءت الزيادة في كمية المعروض النفطي السعودي بموازاة تراجع اسعار النفط عالميا ، حيث تسعى الرياض وبعض اعضاء اوبك للحفاظ على الحصة السوقية للنفط التقليدي بموازاة المنافس الجديد (النفط الصخري ) الاميركي.
التنافس المحموم بين النفط التقليدي ممثلا بالسعودية واعضاء اوبك من جهة ومنتجو النفط الصخري او اميركا من جهة اخرى ادى الى احداث نوع من الاضطرابات في اسواق النفط تسببت بالتالي الى انهيار اسعار النفط الى مستويات قياسية وصلت الى 40 دولارا بعد ان كانت في بدابة النصف الثاني من عام 2014 قد لامست سقف 115 دولارا للبرميل.
واجهت السعودية الكثير من المعارضين على سياستها النفطية خلال ازمة انخفاض اسعار النفط لكنها دائما كانت تدافع عن سياستها بأنها تحاول اعادة التوازن الى اسواق النفط ،و على ما يبدو نجحت الرياض في تحقيق هذا التوازن .
السعودية كقوة نفطية عملاقة لايمكن ان تقف موقف المتفرج حيال الواقع الذي حاول منتجو النفط التقليدي ان يفرضوه على الاسواق ، لذلك سعت الى زيادة انتاجها النفطي بشكل كبير مما ادى الى اغراق الاسواق بالنفط الخام بالتالي ادت هذه التخمة في المعروض النفطي الى انخفاض اسعار النفط ، وارتفع متوسط الإنتاج اليومي من النفط عالميا خلال الأشهر التسعة من عام 2015 بنسبة 1.8% إلى 74.2 مليون برميل يوميا.
هنا نذكر بأن الرياض استطاعت ان تحصد ارباح هائلة من مردودات النفط خلال العقود الماضية مما شكل لها رصيدا استراتيجيا ،تمكنت من خلاله ان تتبنى الموقف الاهن بالابقاء على سقف الانتاج خلافا لباقي الدول التي عانت نتيجة تراجع اسعار النفط الى مستويات منخفضة جدا.
وفي محاولة للمحافظة على حصصهم بالأسواق وتعويض انخفاض الأسعار التي تراجعت إلى مستويات قياسية، لجأ كبار المنتجين إلى زيادة إنتاجهم بعد زيادة إنتاج الولايات المتحدة بنسبة 5.7% بما يعادل 651 ألف برميل يوميا، ثم السعودية بقرابة 5% أي ما يعادل 472 ألفا، والعراق 7.8% بما يعادل 271 ألفا.
وتحاول بعض دول اوبك حث السعودية ، في الاجتماع المقبل للمنظمة في مطلع العام 2016، بالتخلي عن سياستها والعمل على دعم الأسعار، لكن من المستبعد ان توافق السعودية في ظل هذا اوضع الذي تسميه عدم توازن السوق .
بعد عام ونصف العام تقريبا ما زالت اسواق النفط تشهد تنافسا كبيرا ادى الى ان تتصدر المملكة العربية السعودية الدول المنتجة للنفط على مستوى العالم ، وقد يستمر هذا الحال الى ان يتحقق التوازن في اسواق النفط كما تريد الرياض ان تراه .
عامر العمران
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية