أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الجمعة أن بلاده ستعمل مع إيطاليا واليابان لتطوير طائرات مقاتلة من الجيل الجديد، في موقف يظهر رغبة من الدول الثلاث في بناء قطب يتحرك من خارج الأقطاب التقليدية مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا.
وقال سوناك إن “الشراكة الدفاعية ستضمن تفوق بريطانيا والحلفاء على أولئك الذين يسعون إلى إلحاق الأذى بنا”، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء البريطانية “بي آيه ميديا”.
وتسعى لندن لأن تحلق الطائرات، المسماة “تيمبست” في بريطانيا، في السماء بحلول عام 2035 لتكون بمثابة خليفة للمقاتلة “تايفون” التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني.
ويقول مراقبون إن تركيز الأقطاب التقليدية على مصالحها، والزج بالحلفاء في صراعات لا مصلحة لهم بها مثل ما يجري بين الولايات المتحدة والصين، يرهن أوروبا ودول شرق آسيا لأجندة القطبين المتنافسين، ويفرض حدودا على التعاملات الاقتصادية والتجارية لا تراعي مصالحهم.
وتطمح بريطانيا إلى تعزيز قدرات الطائرات التي تم تطويرها في إطار برنامج القتال الجوي العالمي (جي سي إي بي)، بما في ذلك الطائرات المسيّرة وأجهزة الاستشعار المتقدمة والأسلحة المتطورة.
يشار إلى أن مقاتلة “تايفون” تأتي في سياق مشروع أوروبي مشترك تأسس عام 1986 ويضم شركات من أربع دول أوروبية، وهي “بي أي إي سيستمز” البريطانية و”ليوناردو” الإيطالية التي كانت تعرف من قبل باسم “فنميكانيكا”، و”أيدس كاسا” الإسبانية، وشركة أخرى ألمانية.
وقال وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا في مؤتمر صحفي بالعاصمة طوكيو “آمل أن يصبح تعاوننا هذه المرة الأساس للسلام والاستقرار في المناطق الأوروبية ومنطقتي المحيطين الهندي والهادئ”، بحسب وكالة أنباء “كيودو” اليابانية.
وأضاف أنه قبل التوصل إلى الاتفاق “أجرت الدول الثلاث مناقشات بموجب السياسة التي مفادها أن اليابان سوف تقود عملية التطوير”.
ووفقا لمسؤولين حكوميين يابانيين تعتزم طوكيو نشر 100 طائرة في عام 2035 لتحل محل الطائرات المقاتلة من طراز “إف – 2” لدى سلاح الدفاع الذاتي الجوي والتي سوف يبدأ الاستغناء عنها في نفس العام.
وقال المسؤولون إن اليابان تبحث أيضا تصدير الطائرة الجديدة لدول أخرى في المستقبل.
ولتسهيل تصدير الأسلحة، من المتوقع أن تسعى الحكومة اليابانية لمراجعة قواعدها الصارمة فيما يتعلق بتصدير معدات دفاعية، عندما تقوم بتحديث سياستها الخاصة بالأمن القومي الأسبوع المقبل. ويتم التقيد بهذه القواعد الصارمة بموجب دستور اليابان السلمي.
ويشير المراقبون إلى أن الرغبة في تطوير مقاتلة من الجيل الجديد لا تؤشر على رغبة في القطيعة مع الولايات المتحدة، أو البحث عن حلف بديل، ولكنه تحرك ضمن هامش حرية الاعتماد على الذات لمواجهة أزمات خاصة مثلما هو الأمر بالنسبة إلى اليابان مع الصين، وبالنسبة إلى بريطانيا وإيطاليا حيث أظهرت حرب أوكرانيا حاجة الأوروبيين إلى التجهز للاعتماد على الذات.
وبالتزامن مع رغبة الدول الثلاث في تطوير الشبح الخاصة بها، تعتزم الولايات المتحدة بدورها الكشف عن قاذفتها الإستراتيجية الشبح الجديدة “بي – 21” (رايدر) التي يمكن تشغيلها بلا طاقم والقادرة على تنفيذ ضربات نووية بعيدة المدى بالإضافة إلى استخدام أسلحة تقليدية.
ويخطط البنتاغون للحصول على ما لا يقل عن 100 نسخة من هذه الطائرة الجديدة عالية التقنية التي صممها تكتل الصناعات نورثروب غرومان، وفق ما ذكرت آن ستيفانيك المتحدثة باسم القوات الجوية. والطائرة التي سيجري الكشف عنها الجمعة في بالمديل بكاليفورنيا ستقلع للمرة الأولى عام 2023.
وقالت ستيفانيك إن “القاذفة ‘بي – 21’ ستشكل العمود الفقري لقوتنا القاذفة في المستقبل، وبفضل نطاقها وقدرتها وقوتها ستكون قادرة على اختراق البيئات الأكثر صعوبة والوصول إلى أيّ هدف في العالم”.
صحيفة العرب