العالم بين الحرب والمونديال والمخاوف الاقتصادية

العالم بين الحرب والمونديال والمخاوف الاقتصادية

فيما لا تزال الحرب الروسية- الأوكرانية مشتعلة ولم تضع أوزارها بعد، نجحت باريس هذا الأسبوع في جمع ما يزيد قليلاً على مليار يورو (1.05 مليار دولار) لمساعدة السكان في تحمل فصل الشتاء في بلد دمرت ضربات موسكو منشآته للطاقة.

وأوضحت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، الثلاثاء 13 ديسمبر (كانون الأول)، أن الأطراف المشاركة في مؤتمر دولي لدعم أوكرانيا تعهدوا بدفع ما يزيد قليلاً على مليار يورو. وأوضحت أنه سيخصص 415 مليوناً لقطاع الطاقة و25 مليوناً للمياه و38 مليوناً للغذاء و17 مليوناً للصحة و22 مليوناً لوسائل النقل، فيما لم يتم تقسيم المبلغ المتبقي.

ونظمت فرنسا، الثلاثاء، مؤتمراً دولياً لدعم أوكرانيا، بحسب تعبير الرئيس إيمانويل ماكرون، من أجل “مساعدة الأوكرانيين في تجاوز الشتاء”، فيما بدأت القوات الروسية حملة تدمير منهجي للبنى التحتية للطاقة.

وقدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، أن بلاده التي تضررت البنى التحتية للطاقة فيها بسبب الضربات الروسية بحاجة إلى “800 مليون يورو على الأقل” كمساعدات طارئة لتلبية احتياجات السكان خلال فصل الشتاء، وذلك خلال افتتاح مؤتمر دولي للتضامن مع أوكرانيا ينظم في باريس.

يأتي ذلك بينما أعلن الكرملين، السبت 17 ديسمبر، أن الرئيس فلاديمير بوتين أجرى محادثات مع المسؤولين عن العملية العسكرية الروسية لتقييم الوضع في أوكرانيا.

ويأتي هذا الإعلان بينما تم استهداف أوكرانيا، الجمعة، بضربات صاروخية روسية جديدة تسببت في انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد، بحسب السلطات الأوكرانية.

اضطرابات إيران مستمرة

وما زالت الأحداث مشتعلة في إيران وسط انتفاضة تشهدها البلاد ويشارك فيها متظاهرون من جميع أطياف المجتمع ينادون بسقوط الحكم الديني في البلاد، في أجرأ تحد تواجهه السلطات منذ ثورة عام 1979.

واندلعت الاحتجاجات بعد وفاة الشابة مهسا أميني (22 سنة)، وهي من المنطقة الكردية في إيران، في 16 سبتمبر، لارتدائها “ملابس غير لائقة”.

وحذرت منظمة العفو الدولية من أن 26 شخصاً يواجهون احتمال الإعدام بعد أن نفذت طهران حكم الإعدام شنقاً في شخصين ألقي القبض عليهم بسبب الاحتجاجات.

وفي تطور جديد نظمت مجموعة من عمال النفط في جنوب إيران احتجاجاً، السبت 17 ديسمبر، للمطالبة بزيادة الأجور ومزايا التقاعد، وفق ما ذكرت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)، السبت، إن مجموعة من عمال النفط نظموا احتجاجاً أمام شركة “بارس” للنفط والبتروكيماويات في عسلوية بإقليم بوشهر الجنوبي على ساحل الخليج.

وأفادت بأنه إضافة إلى زيادة الأجور ومزايا التقاعد، طالب المحتجون أيضاً بإلغاء الضرائب المرتفعة على الدخل ورفع سقف الأجور وتحسين خدمات الرعاية الاجتماعية والظروف الصحية.

اعتقالات وإعدامات

وقالت (هرانا) في بيان، “هناك احتمال كبير بأن يتم إعدام 26 شخصاً على الأقل في ما يتعلق بالاحتجاجات في أنحاء البلاد بعد أن أعدمت السلطات الإيرانية تعسفياً شخصين عقب محاكمات صورية غير عادلة في محاولة لنشر الخوف بين العامة والقضاء على الاحتجاجات”.

وأضافت “من بين الـ26 يوجد 11 شخصاً محكوم عليهم بالإعدام و15 متهماً بجرائم تصل عقوبتها إلى الإعدام في انتظار المحاكمة أو تجري محاكمتهم بالفعل”.

وبحسب وكالة “هرانا”، قتل 495 محتجاً حتى الخميس من بينهم 68 حدثاً، بينما لقي 62 من قوات الأمن حتفهم، وعدد المعتقلين يقدر بأكثر من 18400 شخص.

احتجاجات الوقود في الأردن

أوقفت سلطات الأمن في الأردن 44 شخصاً شاركوا في أعمال الشغب التي اندلعت خلال الاحتجاجات على ارتفاع أسعار المحروقات في البلاد، كما أعلنت مديرية الأمن العام في الأردن في بيان نشر السبت.

وقالت المديرية، في بيانها، إنها “تعاملت مع أحداث شغب في عدد من مناطق المملكة، وألقى القبض على 44 شخصاً شاركوا بتلك الأعمال في مختلف المناطق”، موضحة أنه “ستتم إحالتهم للجهات المتخصصة إضافة إلى من ألقي القبض عليهم في الأيام السابقة”، من دون إضافة أي تفاصيل.

وأضافت مديرية الأمن أنها “كثفت انتشارها الأمني في المحافظات لضمان إنفاذ سيادة القانون والحفاظ على أمن المواطنين”، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى “تراجع ملحوظ في أعداد وحدة أعمال الشغب عن يوم الخميس، لا سيما في محافظات الجنوب”.