وفد عماني في صنعاء لإيجاد حل سياسي لأزمة اليمن

وفد عماني في صنعاء لإيجاد حل سياسي لأزمة اليمن

صنعاء – وصل وفد من سلطنة عمان الأربعاء إلى العاصمة صنعاء لعقد مباحثات مع قيادات جماعة الحوثي، بعد أكثر من شهرين على انتهاء الهدنة في اليمن، في استمرار لجهود مسقط لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية.

وفي خبر مقتضب، قالت قناة “المسيرة” الفضائية الناطقة باسم الحوثيين، إن “وفدا عمانيا وصل إلى صنعاء لبحث آخر المستجدات والتطورات في الشأن اليمني”.

وذكرت القناة أن “الوفد وصل برفقة رئيس فريق المفاوضات في الجماعة محمد عبدالسلام” دون إبداء المزيد من التفاصيل.

ولم يصدر إعلان رسمي من سلطنة عمان حول زيارة الوفد، في ظل تصعيد من قبل الحوثيين وإعلان برفض الهدنة، وما يصفونه بحالة “اللا سلم واللا حرب”.

وتأتي زيارة الوفد العماني مع تصاعد لهجمات الحوثيين على ثلاثة موانئ نفطية، هي الضبة والنشيمة وقنا في محافظتي حضرموت وشبوة جنوب شرقي اليمن، وسط دعوات محلية ودولية إلى وقف الهجمات.

كما تأتي وسط تعثر جهود دولية تهدف إلى تمديد هدنة في اليمن بدأت في الثاني من أبريل وانتهت في أكتوبر الماضي.

ويبدو أن التحرك العماني يأتي على ما يبدو بطلب من الأمم المتحدة، حيث بذل المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ بدعم أميركي ودولي جهودا حثيثة لتجديد الهدنة، لكن تلك الجهود اصطدمت بتعنت من جماعة الحوثي.

وتقوم سلطنة عمان بجهود دبلوماسية مستمرة لتقريب وجهات النظر بين الحكومة اليمنية والحوثيين، حيث تحظى مسقط بعلاقة جيدة مع الطرفين المتصارعين.

وكان الحوثيون قد أعلنوا الاثنين عن وجود اتصالات من أجل وقف الصراع في اليمن، محذرين من أنهم يرفضون الاستمرار في حالة اللا حرب واللا سلم التي تشهدها البلاد منذ انتهاء الهدنة الإنسانية في أكتوبر الماضي.

وقال المجلس السياسي الأعلى للجماعة في بيان أصدره عقب اجتماع في العاصمة صنعاء إنه اطلع على الاتصالات القائمة بشأن المباحثات بين اليمن وتحالف العدوان (التحالف العربي) المتعلقة بوقف الحرب ورفع الحصار، وما تمخضت عنه من نتائج.

ولم يكشف المجلس الحوثي عن طبيعة هذه الاتصالات، لكنه حذر من أن حالة اللا سلم واللا حرب في اليمن لن تستمر بلا نهاية، وأن الجماعة الموالية لإيران ستتخذ الإجراءات اللازمة عندما يحين الوقت المناسب لذلك، وبما يمنع مخطط التحالف للإيقاع باليمن في هذا الفخ.

وخلال الفترة القليلة الماضية، تكثفت الجهود الأممية والدولية الرامية إلى تجديد الهدنة وتوسيعها، تمهيدا لتحقيق تسوية سياسية للنزاع في اليمن الذي تجاوز الثماني سنوات.

ويعاني اليمن حربا بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، بإسناد من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتل في 2017 بمواجهات مع مسلحي الجماعة إثر انتهاء التحالف بينهما.

وازداد النزاع منذ مارس 2015، بعد أن تدخل تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة الشرعية في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.

وبحسب الأمم المتحدة، أودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ126 مليار دولار، وبات 80 في المئة من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

العرب