قلل السفير الأميركي السابق لدى حلف شمال الأطلسي، روبرت هانتر، في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” من خطورة تداعيات تزويد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا بمنظومة باتريوت، ورجح أن يكون هدف واشنطن هو دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى خيار التفاوض لإنهاء الحرب الجارية في أوكرانيا منذ فبراير/شباط الماضي، وليس للتصعيد مع موسكو.
وأضاف أن الخطوة الأميركية هي رمزية تريد من خلالها واشنطن التأكيد على جديتها في دعم كييف، مبررا موقفه بكون منظومة باتريوت تحتاج لأشهر كي يستخدمها ويتدرب عليها الجيش الأوكراني.
مخاوف روسيا
وبشأن المخاوف الروسية، قال الأستاذ بجامعة موسكو للعلاقات الدولية، ألكسندر غورنوف إنها تتعلق بالأسلحة الحديثة والسحرية التي تعد الدول الغربية بها أوكرانيا وتقول إنها ستغير مجرى الحرب، مبرزا أن مثل هذه الأسلحة ستزيد من احتمال توسيع دائرة الحرب وتحولها إلى نزاع طويل الأمد في أوروبا، “وقد يحدث بالصدفة نزاع نووي، وهذا ما تخشاه موسكو”، كما قال المتحدث.
وبينما أكد أن الرئيس الروسي أعلن مرارا أن بلاده مستعدة بعد تحقيق أهدافها في أوكرانيا بالطرق السلمية للعودة للمفاوضات، اتهم الضيف الروسي في المقابل زيلينسكي بالتمسك بخيار الحرب بدليل أنه لم يتحدث عن الحل السلمي والمفاوضات خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، وهي الزيارة التي قال إنها كانت رمزية، كرمزية منظومة باتريوت التي أعلنت واشنطن تزويد أوكرانيا بها.
وكان الرئيس الأميركي بايدن قال خلال لقاء زيلينسكي، إنّ الرئيس الروسي ليست لديه النية لوقف الحرب. في المقابل أشار زيلينسكي إلى أن بلاده تقاتل من أجل تحقيق النصر، على حد وصفه.
ويذكر أن بايدن أعلن عن حزمة مساعدات جديدة لكييف، بقيمة مليار و850 مليون دولار، تضمنت منظومة صواريخ باتريوت.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المساعدات لن تحتاج موافقة الكونغرس، إذ سيتم إرسالها عبر ما يعرف بهيئة السحب الرئاسي والتي تسمح للبيت الأبيض، بنقل المواد والخدمات الدفاعية من المخزونات بسرعة، استجابة لحالة طارئة.
وأعلنت واشنطن حزمة مساعدات جديدة لكييف، عبر ما يعرف بهيئة السحب الرئاسي، تضمنت منظومة صواريخ باتريوت. وتعهد الرئيسان الأميركي والأوكراني بتمكين كييف من الانتصار في الحرب، واتهما موسكو بعدم الاستعداد للسلام.
ويعتقد السفير الأميركي أن واشنطن وحلفاءها يودون رؤية المفاوضات تمضي قدما لإنهاء حرب روسيا على أوكرانيا، وأن فولوديمير زيلينسكي يحبذ ذلك في حال تمكنت بلاده من الحصول على سيادتها، مع إعطاء حق تقرير المصير للناطقين باللغة الروسية في أوكرانيا. وفي حال أصر الرئيس الأوكراني على التفاوض بجدية فإن القوى الخارجية لن تعترض.
ورجح أن التصعيد الميداني الحالي في أوكرانيا من كلا الطرفين يأتي من باب التهيؤ لمفاوضات قد تحدث مستقبلا.
وتقول روسيا على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن الرئيسين الأميركي والأوكراني يرفضان الاستماع للمخاوف الروسية، وإنهما لم يعرضا دعوة سلام حقيقية، وفق قوله.
الجزيرة