هل تستفيد موسكو من “حرب صغيرة” داخل الناتو؟

هل تستفيد موسكو من “حرب صغيرة” داخل الناتو؟

نفى تقرير نشرته صحيفة “سفابودنايا براسا” الروسية إمكانية إقامة علاقات حسن جوار بين تركيا واليونان، كون الصراع المندلع بينهما يعود لقرون.

وحسب الكاتب ديمتري روديونوف لم يقضِ انضمام البلدين إلى حلف شمال الأطلسي على أسباب المواجهة بين البلدين، وأضاف أن وزير الدفاع اليوناني نيكوس باناجيوتوبولوس، سبق وصرّح قبل شهور بأن أثينا وأنقرة كانتا على وشك الدخول في صراع مسلح ثلاث مرات على التوالي.

وتحدثت الصحيفة عن كشف مجلة “نيوز بريك” عن اجتماع سري جمع بين مديرة المكتب الدبلوماسي لرئيس الوزراء اليوناني آنا ماريا بورا والمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن في بروكسل؛ حضره مستشار السياسات الخارجية والأمنية الألماني ينس بلوتنر.

هل ستقوم حرب؟

وحول مدى إمكانية نشوب حرب داخل الناتو، نقلت الصحيفة ما قاله المحاضر في قسم الدراسات الإقليمية والسياسة الخارجية بجامعة العلوم الإنسانية الحكومية فاديم تروخاتشيف، من أن جدول الأعمال المفتوح للمفاوضات بين الدولتين، يعني أن عدد الموضوعات المطروحة للنقاش قد تتغيّر اعتمادًا على الوضع، مرجحًا إمكانية التطرق خلال المفاوضات إلى كيفية تجنب الحوادث المسلحة، ومناقشة قضايا المشروعات الاقتصادية المشتركة، التي من شأنها التخفيف من حدة التوتر.

وفي معرض سؤاله عن طبيعة الخلافات التي يمكن حلّها بين الدولتين، قال تروخاتشيف “في الوقت الحالي، لا يمكن حل الخلافات نظرًا إلى اقتراب موعد الانتخابات في كل من تركيا واليونان، وعدم قدرة أردوغان وكيرياكوس ميتسوتاكيس على شرح التنازلات لناخبيهم”.

وبخصوص سبب عقد الاجتماع، وعما إذا كانت برلين هي الجهة المبادرة بذلك، يعتقد تروخاتشيف أن هذه المبادرة تمّت إثر تنسيق الولايات المتحدة وألمانيا، كونهما في غنى عن مواجهة بين دولتين في الناتو في الوقت الراهن، ويفتقدون -في الوقت ذاته- إلى الإرادة الكافية للعب دور الحكم وإغلاق قضية الحدود.

وتابعت الصحيفة مع المحلل الرئيسي لوكالة الاتصالات السياسية والاقتصادية الروسية ميخائيل نيزماكوف، حيث قال إنه بحسب جملة من التقارير، فقد كشف الجانب التركي عن استعداده للإعلان من جانب واحد عن حدود منطقته الاقتصادية الخالصة في بحر إيجه وشرق البحر الأبيض المتوسط، ​​في حال لم تقدّم أثينا تنازلات فيما يتعلّق بانسحاب وحداتها العسكرية من جزر بحر إيجه الشرقي، وأرخبيل دوديكانيز.

وبخصوص اللقاء الذي جمع بين الجانب التركي واليوناني؛ يرى نيزماكوف الاجتماع من هذا النوع منطقيًا، كون المستشارين والأفراد من الدائرة الداخلية للقادة لديهم مساحة أكبر للمناورة، مقارنة برؤساء وزارات الخارجية أو إدارات الدفاع، أو حتى رئيس تركيا ورئيس وزراء اليونان في حد ذاته.

مع العلم أنه إذا تحتّم على رجب طيب أردوغان وكيرياكوس ميتسوتاكيس عقد اجتماع مباشر، سيفعلان ذلك إما في المراحل الأخيرة من عملية التفاوض، أو في حالة تتطلّب خفض مستوى التوتر.

وأوضح نيزماكوف أن وجود توتر خفيف بين أثينا وأنقرة قد يخدم مصالح عدد من اللاعبين داخل الناتو، بما في ذلك الولايات المتحدة، من أجل استغلال التناقضات بينهما.

وعلى العكس من ذلك، فإن احتدام الصراع بين عضوي الناتو سيضعف قدرات التحالف، بما في ذلك من وجهة نظر المصالح في البحر الأسود والمناطق المجاورة. وعليه، فإن برلين ليست الجهة الوحيدة داخل الناتو المهتمة بتخفيف التوترات بين تركيا واليونان.

الجزيرة